الأقباط متحدون - شغب قطر مع جيرانها2-3
  • ٠٤:١٧
  • الثلاثاء , ٢٠ يونيو ٢٠١٧
English version

شغب قطر مع جيرانها2-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٤: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠١٧

أمير قطر
أمير قطر

د. مينا ملاك عازر
 عرضت في المقال السابق، خطورة الأزمة الجارية بين قطر من جانب ودول الخليج من جانب آخر، وتوقفت بعدما عرضت لأولى وأقدم الصدامات بين قطر والبحرين،لنلتقي هنا بالأزمة القطرية السعودية - بإذن الله-

إذ أدت المناوشات التي وقعت في سبتمبر ١٩٩٢، على الحدود السعودية- القطرية، والتي خلفت ٣ قتلى، إلى إظهار المشاكل الناجمة عن الفشل الذي طال أمده في رسم الحدودالبرية الوحيدة لقطر، وعلى الرغم من أن البلدين وقعا اتفاقية حدودية في عام ١٩٦٥، إلا أنه لم يتم التصديق عليها بشكل صحيح، وقد ألغتها قطر بعد الاشتباك الحدودي،وقد دعمت الدوحة والرياض أطرافاً مختلفة في الحرب الأهلية اليمنية عام ١٩٩٤، كما اعترضت قطر بشدة على اقتراح تعيين سعودي أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجيفي عام ١٩٩٥، وردا على ذلك، خرج الوفد القطري منالجلسة الختامية لقمة مجلس التعاون الخليجي السنوية في ديسمبر ١٩٩٥، وأعلن عن عزمه مقاطعة جميع الاجتماعاتالمقبلة التي سيحضرها الأمين العام السعودي، حتى إن الدوحة نظرت حينها في إلغاء عضويتها في مجلس التعاون الخليجي.
 
وكثير من الغضب الذى شكَل العلاقة بين قطر وجيرانها منذ عام ٢٠١١ نشأ بسبب سياسات أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثان بعد أن استولى على السلطة من والدهفي انقلاب أبيض (بدون استخدام وسائل العنف) في يونيو ١٩٩٥.
 
وكان الأمير حمد فعالاَ في صعود قطر إلى مكانة عالمية في التسعينيات، والألفينيات وذلك عن طريق تسريع وتيرة تطوير البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال، وإبراماتفاقيات طويلة الأجل للطاقة مع الاقتصاديات الصناعية الناشئة في جميع أنحاء العالم.
 
غير أن وصول الأمير حمد للسلطة لم يكن موضع ترحيب في العواصم الخليجية المجاورة، وكانت السعودية قد شاركت في محاولة انقلاب عليه في فبراير ١٩٩٦ تهدف إلى إعادةتنصيب الشيخ خليفة المخلوع مرة أخرى، وبعد محاولة انقلاب ثانية في عام ٢٠٠٥، يُعتقد أيضًا أنها كانت بتحريض سعودي، جردت الحكومة القطرية ٥ آلاف شخص من قبيلةبنى مُرَة (التي كانت أراضيها القبلية، تاريخياً، على الحدود السعودية- القطرية) من جنسيتهم انتقامًا من تورط بعض أعضائها في محاولتي الانقلاب.
 
وكان أحد الشواغل الرئيسية لقيادة قطر بعد عام ١٩٩٥، هواتباع سياسات إقليمية مستقلة تهدف إلى إخراج البلاد من الظل السعودي، فدعم قطر للإسلاميين الإقليميين،ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين، وتأسيس قناة الجزيرة التي تتخذ من الدوحة مقراً لها، كمنصة للجماعات التي تنتقد الدول الإقليمية، أدى إلى فترات من الخلافالشديد، فقد سحبت السعودية سفيرها من الدوحة عام ٢٠٠٢ ردًا على تغطية قناة الجزيرة للشؤون الداخلية داخل المملكة، واستغرق الأمر ٥ سنوات لحل هذه المسألة، كماارتفعت التوترات مرة أخرى بفضل دعم قطر للحركات الإسلامية قبل وأثناء وبعد الربيع العربي، حيث اتبعت الدوحة وأبوظبي، سياسات متعارضة تماماً مع الإخوان المسلمين،وأصبحت مصر وليبيا ساحة قتال من أجل التأثير الإقليمي، وذلك لأن الدوحة وأبوظبي تدعمان جهات مختلفة.
 
ولنتوقف هنا، لننتقل في المقال القادم عند مسألة انتقال السلطة في قطر في عام 2013 وموقف دول الخليج وتوقعاتهم وما جرى.
المختصر المفيد هل تغيير الأشخاص يغير السياسات في الدول أم أنها سياسات عليا تنفذ سواء من داخل الدولة أو بأوامر خارجية، لذا لا تتغير بتغيير الأشخاص.