محمد بن سلمان.. رجل كل شيء والحاكم المنتظر للسعودية (بروفايل)

بن سلمان نقل بلاده في السياسة الخارجية.. ويسيطر على الاقتصاد والسياسة والجيش

كتب - نعيم يوسف
أصدر العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، عدة قرارات ملكية، الساعات الأولى فجر اليوم، غيّر بها نظام هرم الحكم في المملكة، وبناء عليها تولى نجله، محمد بن سلمان، ولاية العهد، بدلا من ابن عمه الأمير "محمد بن نايف"، ما يعني أن "بن سلمان" هو الحاكم المنتظر للسعودية.

ولي العهد الجديد، ولد في 31 أغسطس 1985 وهو أكبر الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويحمل شهادة فى الحقوق من جامعة الملك سعود، وهو أب لولدين وبنتين، ولم يتزوج إلا مرة واحدة، على عكس بقية أفراد العائلة المالكة، وقد قال في تصريحات صحفية سابقة إن الحياة الحديثة لا تدع وقتا لذلك.


يُعتبر "بن سلمان" من الشخصيات الأكثر نفوذا في الخليج، وله دورًا مؤثرًا في المنطقة، رغم بروز اسمه على المشهد السياسي، منذ أقل من ثلاث سنوات، إلا أنه بدأ العمل مع والده قبل ذلك بعدة سنوات، حيث تم تعيينه في 2009 مستشارا خاصا لوالده أمير الرياض فى ذلك الوقت مع استمراره مستشارا فى هيئة الخبراء، التي كان قد تعين فيها عام 2007، ثم تولى مناصب أخرى، وهي: أمين عام مركز الرياض للتنافسية ومستشارا خاصا لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز كما عمل عضوا فى اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.

 في عام 2013، وبعد تولى والده منصب "ولي العهد" بدأ الأمير الشاب في جمع عدة مناصب، حيث تم تعيينه مستشارا خاصا لولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ثم رئيسا لديوان ولى العهد ومستشارا خاصا له بمرتبة وزير، ثم مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز حينئذ بالإضافة لعمله.
 
أما بعد تولي والده سدة الحكم، فقد لمع نجم الأمير الشاب، لدرجة أن وصفه بعض السياسيين بأنه "رجل كل شيء" حيث سيطر على السياسة والاقتصاد، من خلال توليه وزارة الدفاع في 2015، ومن بين المناصب التي يتولاها رئاسة مجلس شؤون الاقتصاد والتنمية، وهو الجهة التي تنسق السياسة الاقتصادية في البلاد، ويرأس أيضا الهيئة المشرفة على شركة النفط العملاقة أرامكو.

الأمير الشاب، ولي العهد الجديد يعمل أكثر من 16 ساعة يوميا، وله كلمة مسموعة في أذن والده الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو يقود خطة اقتصادية إصلاحية تعرف باسم رؤية 2030، تهدف لعدم اعتماد اقتصاد البلاد على النفط فقط، وخلال توليه وزارة الدفاع قاد حملة في اليمن لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة مسلحي الحركة الحوثية في اليمن، وفي ديسمبر 2015، أعلن  إنشاء ما يسمى بالتحالف الإسلامي الذي يضم دولا إسلامية لمحاربة الإرهاب.

تُرجح تقارير صحفية، أن "بن سلمان" أثر في سياسية بلاده، التي أصبحت أكثر جرأة، حيث ظهر صوت السعودية عاليًا في رفض الاتفاق (الإيراني - الأمريكي)، وهي وقفة تاريخية أن تعارض المملكة قرارا للبيت الأبيض، ويعول البعض عليه بأنه هو السبب في تغيير سياسات "دونالد ترامب" تجاه السعودية، فبدلًا من معاداة "ترامب" للسعودية، خلال حملته الانتخابية، أصبح صديقا وحليفا لها، وقد ظهر ذلك جليا بعد زيارة الأمير الشاب للبيت الأبيض منذ شهور.