الأقباط متحدون - تَذْكارُ العَذْرَاءِ حَالَّةِ الحَدِيدِ
  • ١٠:٤٦
  • الأحد , ٢٥ يونيو ٢٠١٧
English version

تَذْكارُ العَذْرَاءِ حَالَّةِ الحَدِيدِ

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٣٢: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٢٥ يونيو ٢٠١٧

تَذْكارُ العَذْرَاءِ حَالَّةِ الحَدِيدِ
تَذْكارُ العَذْرَاءِ حَالَّةِ الحَدِيدِ
القمص اثناسيوس فهمي جورج

 تعيّد الكنيسه بمعجزه نجاة القديس متياس الرسول في مدينه برطس. وهي المعجزه التي تم فيها حل الحديد بواسطة شفاعة العذراء مريم والدة الإله، فبينما كان متياس الرسول يكرز بالإنجيل في هذه المدينة؛ وقد استجاب للكرازه كثير من أهلها، حيث هاج سخط الوثنيين عليه وسعوا لدي والي المدينه الذي امر بربط القديس متياس بسلاسل من حديد، فقيدوه مع كثيرين من الذين آمنوا وأودعهم في سجن المدينة.

وبينما هم في السجن، كانت العذراء القديسة مضطهدة ومحارَبة في ذلك الوقت من رؤساء اليهود الذين كانوا يحاولون نفيها في إحدى البراري.. ولكنها إنتقلت من أورشليم إلى برطس، حيث توجهت إلى السجن؛ وهناك بسطت يديها الطوباوية وطلبت من ابنها القدوس المعونة، وفيما هي تصلي انفتحت أبواب السجن وذاب الحديد وانحلت القيود، حتى أن الوالي عندما حاول أن يجد آلة يعذب بها المؤمنين لم يجد، لأن الحديد قد إستحال إلى سائل، فآمن الوالي بالإيمان الحقيقي؛ الذي لإله متياس الرسول وإلهنا وإله ورب الكل .
 
هذا وقد ذهب الوالي ليتبارك من والدة السيد الرب وأعلن إيمانه أمامها. وهنا صلت العذراء وطلبت من إبنها الحبيب أن يتمجد في وسطهم، ثم ثبّتت المؤمنين، معطية الكرامه والتمجيد لإسم إبنها العظيم القدوس، وودعتهم وحملتها سحابة إلى أورشليم مدينه إلهنا، حيث استقبلتها عذارى جبل الزيتون بفرح شديد. فيما كانت كلمة الله تنمو؛ وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا .
 
ونحن أيضًا نعظم مريم العذراء دائمة البتولية بتسابيح الفرح؛ ونقول لها السلام لك يا أم الملجأ والمعونة، السلام لك ياأم الخلاص، لأن إبنك أعطاك خيرات ثمينة لم ترَها عين.. لقد وثقنا في دالتك عند ابنك الحبيب فلا نخزى ياأم الرحمة .. فأنتِ لستِ خلاص متياس؛ بل أنتِ خلاص آدم وبنيه جميعًا؛ يا أم .المخلص

انت امنا أيضا حواء الجديدة ام كل حي
وأنتِ تهليل وفرح وفخر وكرامه وثبات وعلم ونعمة وقوة ورفعة وخلاص وأم كل الذين يتشفعون بك ويلتجئون لطلب معونتك وبركة شفاعتِكِ.
 
إنك ياسيدتنا لم تصنعي هذه الآية فقط في حل الحديد.. لكنك آية لسكان الأرض، وأنت جنة عدن التي من الله، والآية التي رآها يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا (ظهرت آية في السماء) (رؤ ١٢ : ١).. آية إلى أبد الآبدين؛ مشتملة بالشمس؛ ربنا يسوع المسيح شمس البر، وتحت رجليكِ القمر وحول رأسِكِ إثني عشر كوكبًا.
 
لذا نقول للذين إفتكروا في نفوسهم أنهم ليسوا بحاجة لشفاعتها وظنوا أنهم إرتقوا إلى رتبة القديسين.. يا إخوة لا يرتأي أحد فوق ما ينبغي أن يرتأي؛ بل يرتأي إلى التعقل. فلا نساوي أنفسنا الضعيفة ونقيسها على ذوي الأمجاد فنفتري على ما لا نعلم.
 
عجيبه هي قوة شفاعتِكِ يا والدة الإله؛ أيتها الام القادرة الرحيمة المعينة، ساعدينا لنكمل طريق خلاصنا بخوف ورعدة، فأنت سريعة المعونة وقريبة منا على الدوام، نتطلع إليكِ بعين الإيمان لكي ينحل الحديد؛ وتنطفئ عنا نار غضب العدو الشرير فيرتد عنا.
 
شفاعتك قوية ومقبولة عند مخلصنا؛ تفيض مسحة شفاء وعطر حياة .. وموضوع خلاصنا هو قريب من قلبِكِ يا أم الخلاص.. كُوني ناظرة إلينا من المواضع العلوية؛ شفيعة لنا أمام صانع الكل كي ينظر لنا بعين الخلاص