الأقباط متحدون - أكيد فيه حاجة غلط!
  • ١٤:٢١
  • الاثنين , ٢٦ يونيو ٢٠١٧
English version

أكيد فيه حاجة غلط!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٠: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٦ يونيو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

أكاد أشك فى نفسى، وأشد فى شعرى، رقم (72) فى قائمة العفو الرئاسى، المنشورة فى الجريدة الرسمية العدد 24 مكرر (د)، فى 21 يونيو 2017، هو الدكتور عبدالله حسن على بركات، من مواليد 13 ديسمبر 1957.

الاسم ليس غريباً عن السامعين، إخوانجى عتيد، عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، أُلقى القبض عليه فى 14 يونيو عام 2014، فى القضية المعروفة إعلامياً بـ«قطع طريق قليوب» عام 2013.

وأزيدكم من الشعر بيتاً، وقضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، فى 5 يوليو عام 2015، غيابيا، بإعدام «بركات» و9 آخرين، وبعد أن أُلقى القبض عليه أُعيدت محاكمته، وتم تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.

اللهم لا اعتراض، باركت قائمة العفو، وثمَّنت قرار الرئيس من أجل شباب أبرياء، أُفرج عن 175 منهم (تحت الثلاثين)، قبل أن أتبين ورود هذا الاسم، الذى يشكل علامة استفهام صاعقة، تستلزم بيانا رئاسيا، للعفو أسباب، هل هذا الاسم يستأهل عفوا رئاسياً؟!.

فقط نسجل مقتطفات مما ورد فى حيثيات الحكم بالمؤبد على «بركات»، فقط للذكرى.. لو تتذكرون.

وضعت محكمة جنايات شبرا الخيمة، برئاسة المستشار حسن فريد، الحيثيات فى 5 نقاط:

أولا: أن المتهم الأول، عبدالله بركات، أصدر بيانا باعتصام رابعة، حسبما ورد بتقرير تفريغ الأسطوانات المدمجة، ذكر فيه: «أعداؤنا اتفقوا مع إسرائيل وأمريكا، أعداء الدين ضد الإسلام/ إيه رأيكم.. عودة الشرعية ونصر الراية فى كفة والشهادة فى كفة/ عايزين إيه غير الشهادة/ يبقى لو كنتم صادقين فلن ينتصروا عليكم أبدا».

ثانيا: أوحى المتهم للمعتصمين سبيلهم، إذ لن ينال الشهادة إلا مَن جاهد ضد الأعداء ليفوز بإحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة، وبذلك يكون قد ساهم فى رسم خارطة الطريق لهم بمشاركة مَن اعتلوا منصة رابعة.

استغل المتهم عبدالله بركات (وآخرون) عصبتهم وتوحُّدهم بالميدان، فألّفوا عصابة تهدف إلى مهاجمة السكان ومقاومة رجال السلطة العامة بالسلاح، ونفذوا تجمهرا داخل نطاق مدينة قليوب لتنفيذ أغراض إرهابية تهدف إلى قطع طريق مصر- الإسكندرية الزراعى وتعطيل وسائل النقل العامة والخاصة وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن العام من خلال إثارة أعمال الشغب والعنف.

القيادات المركزية بجماعة الإخوان (والتى من بينها المتهم عبدالله بركات) أصدرت تكليفات للقيادات اللامركزية بالجماعة، وكذا الجماعات المتشددة داخل محافظة القليوبية، بتنظيم هذا التجمهر، وقاموا بتوزيع بعض المنشورات على مستقلى السيارات، عبارة عن كتيب بعنوان: «الانقلاب العسكرى فى ضوء الشريعة والدستور»، وآخر معنون بـ«إلى أهلنا وإخواننا وشركائنا فى الوطن». ثم تحركت مسيرة المتجمهرين بالطريق الزراعى حتى وصلت مدخل العوادم بقليوب وهم يرددون هتافات عدائية ضد القوات المسلحة والشرطة، ويرفعون صورا للرئيس المعزول، وانخرط فى التجمهر عناصر مسلحة يحوزون أسلحة نارية، عبارة عن بنادق آلية ومسدسات وأسلحة خرطوش وشماريخ وعصى وشوم وطوب وخوذ يرتديها بعضهم ودروع يدوية الصنع.

واستخلصت المحكمة صلة المتهم عبدالله بركات بالجرائم التى أُسندت إليه، والتى نوجزها فى أن المتهم (بركات) ممن اعتلوا منصة رابعة، وخطب فى المعتصمين، بما يكشف عن قدرته ومنزلته لديهم، وهو ما يرشح أن ثمة اتفاقا مسبقا قد وقع فيما بين المتهم «بركات» وقادة الإخوان.

العبارات التى أوردها فى خطابه إنما هى دعوة للجهاد الذى يبلغ حد الشهادة، بما يحمل فى طياته التحريض على العنف.

لغة الخطاب اتفقت فى سياقها ومضمونها بين ما ألقاه المتهم «بركات» على مسامع المعتصمين وبين جميع مَن تحدثوا على المنصة ليوحى بأن الأمر ارتقى إلى مرتبة الاتفاق.

وأخيرا ظهور «بركات»، صباح يوم الواقعة، يخطب فى المعتصمين ضمن مَن خطبوا فيهم، يحثهم على التوجه إلى طريق مصر- الإسكندرية الزراعى بقليوب يكشف علم المتهم واشتراكه فى ارتكاب التهم المسندة إليه.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع