الأقباط متحدون - فلول النظام السابق أم روح النظام السابق؟
أخر تحديث ٠١:١١ | الأحد ١٣ مارس ٢٠١١ | ٤برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣١ السنة السادسة
إغلاق تصغير

فلول النظام السابق أم روح النظام السابق؟

انتشرت في الأيام القلائل الأخيرة بعض المصطلحات مثل "فلول النظام السابق والثورة المضادة " وتقترن هذه المصطلحات بأحداث العنف والأحدث الطائفية التي تحدث في "مصر". عندها أذكر المصطلح الذي كان يستخدمه النظام السابق عند حدوث أي عمل طائفي أو إرهابي، ولاسيما حادث القديسين الأخير، وهو مصطلح "الأصابع الخارجية" ماذا حدث بعد الثورة؟؟ هل ما قمنا به هو تغيير المصطلحات فقط بدلًا من البحث في عمق المشكلة ومعالجتها من جذورها؟

إنها نفس التصريحات السابقة، إنها نفس الروح التي كانت موجودة في ظل النظام السابق الذي كان يدفع بأصابع الإتهام إلى أصابع خارجية ليهرب من المواجهة وعلاج مواطن الداء.. وبتوجيه الإتهام إلى فلول النظام السابق في الأحداث الأخيره، والهروب وعدم البحث في المشكلة ومعالجتها- نصبح جزءًا من ذلك النظام الذي خلعناه.

أيها السادة، إن الأحداث الطائفية الأخيرة، بداية من كنيسة "رفح" حتى أحداث كنيسة "أطفيح" وأحداث "المقطم"، ليست من صنع فلول النظام السابق، ولا هي الثورة المضادة، وليست أيضًا صنع أيادي خارجية، إنها نتاج سنوات طويلة من مجتمع عاش الكثير منه في التعصب الأعمى الذي استقاه من منظومة كبيرة اسمها "التعليم والإعلام ودور العبادة"، وأجَّج هذا التعصب الفقر والجهل والتهميش السياسي.

تلك المنظومة التي همَّشت الآخر، وحضَّت على كراهيته- سواء بطريقه مباشرة أو غير مباشرة- تغلغلت في المجتمع المصري، وحوَّلت كثير من أفراده إلى قنابل موقوتة يشعل فتيلها كثير من دعاة التحريض والفتنه، لتكون مستعدة للانفجار ليس في وجه الآخر فقط ولكن في وجه الوطن كله.

الثورة والتغيير يا سادة ليس فقط إقالة قيادات النظام السابق أو تغير المصطلحات، إنما التغيير هو تغيير تلك المنظومة لتعيد تشكيل مواطنًا جديدًا يحترم الآخر ويقدِّره. إنها ثورة العقل لينطلق ويبدع.. إنها ثوره الفكر ليتحرَّر من قيود الجهل والتعصب الأعمى.. إنها ثورة ضد تكميم الأفواه ليعبر كل طرف عن رأيه بكل حب وتقدير واحترام دون تجريح.

إنها ثورة ضد التهميش، ثوره تسعى لإقامه العدالة والمساواة بين المصريين دون تمييز، ثورة لتغيير الدستور كاملًا ومناقشة جميع مواده دون ترقيع أو إعطاء بعض مواده قدسية ترهب المواطن المصري من مناقشتها والمطالبة بتغيرها، وكأن روح النظام السابق مازالت ترفرف على مصرنا الحبيبة. فالدستور دستور، وجميع مواده قابله للتغيير، وإلا فنحن صورة النظام السابق في الاستبداد والترهيب وتكميم الأفواه، تلك الصورة التي كرهناها، ولكننا بكل الأسف نعيد صياغتها دون أن ندري!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter