الأقباط متحدون - بوستر بإحدى كنائس محرم بك يثير استياء بعض أقباط الإسكندرية
  • ٠٦:٤١
  • الاثنين , ٣١ يوليو ٢٠١٧
English version

بوستر بإحدى كنائس محرم بك يثير استياء بعض أقباط الإسكندرية

إيهاب رشدي

أقباط مصر

٣٠: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ٣١ يوليو ٢٠١٧

بوستر بإحدى كنائس
بوستر بإحدى كنائس

كتب – ايهاب رشدى
 
لا يختلف اثنان على أن دخول الكنيسة  يستلزم ارتداء الملابس المناسبة التى تليق ببيت الله فتلك قاعدة مستقرة فى ضمير ووجدان الاقباط يطبقونها بالفطرة ، بالاضافة لكونها من تعاليم الكتاب المقدس التى تدعو لاحترام بيت الله وإلى الحشمة فى الملبس سواء فى داخل الكنيسة ام خارجها ، وإن وجدت استثناءات من تلك القاعدة فدور الكنيسة ان تعلم ابنائها وترشدهم إلى الحق بالتعليم الصحيح وليس بالتعليمات ، وقد ابتدعت مؤخرا احدى كنائس منطقة محرم بك بالاسكندرية طريقة جديدة لم يعتادها الاقباط فى كنائسهم حيث قامت بوضع لافتة  " بوستر " فى مدخل الكنيسة تحت عنوان " ببيتك يارب تليق القداسة – لجميع الأعمار ملابس محتشمة " وحددت فى هذا البوستر صورا للملابس المقبولة والمرفوضة لدخول الكنيسة ، ووكلت تنفيذ هذه التعليمات إلى بعض افراد من الكنيسة لكى يدققوا ويتفحصوا فى شعب الكنيسة من الاطفال والنساء ، فيقومون باستيقاف من لا تتطابق ملابسه مع الصور حيث يتم لفت نظره ومطالبته بعدم ارتداء تلك الملابس فى المرة القادمة .
 
وقد آثار وجود هذا البوستر استياء بعض شعب تلك الكنيسة الذى رأى فيه اسلوبا غريبا على روح الكنيسة وطريقتها فى تعليم ابنائها ، كما كان كذلك الأمر بالنسبة لبعض الشخصيات المعروفة فى كنيسة الاسكندرية ، فقد اعتبر الكاتب والباحث كريم كمال مؤسس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن ، أن هذا البوستر  يعد إساءة للبنات المسيحيات لأن البنت المسيحية مثلها مثل أي بنت مصرية حريصة علي احتشامها ، وتعرف جيدا قيمة ورمزية وقدسية الكنيسة وتختار الملابس المناسبه لها دائما ، وأضاف ان وجود مثل هذه المنشورات يعطي انطباعا بأن الفتاة او السيدة المسيحية تنتمي لمجتمع آخر غير المجتمع المصري ولا تعرف عادات وتقاليد المجتمع ولا تحافظ عليها وهذا عكس الحقيقة ، وتابع .. لو أن البوستر يقصد الشباب أيضا فنحن لم نشاهد علي الإطلاق اي شاب يحضر قداس او عشيه او اجتماع بشورتات ، اما اذا كان يقصد الاطفال فهذا عبث لأنه  من الطبيعي ان يرتدي الطفل شورت وكنا كلنا نحضر الي الكنيسة ونحن اطفال بشورتات .
وطالب مؤسس اقباط من اجل الوطن ، من الكنائس التي تضع مثل هذه المنشورات ان تزيلها حتي لا تعطي انطباع عن الفتاه او السيدة المسيحية المصرية عكس الحقيقية .
 
ومن جانبه قال الفنان عادل نصيف المعروف بسفير الفن القبطى تعليقا على نفس البوستر ..
كنت سأكون مؤيداً لذلك لو أنه كان فى مكان أثرى مثل الأديره والكنائس المفتوحه للزيارة لكافة الناس  وذلك إحتراما لقدسية المكان .. وقد شاهدت ذلك من خلال زياراتى لبعض البلاد مثل  كاتدرائية سان مارك بفينسيا و السكركير بباريس ، لكن أن يكتب هذا لشعب من المفترض ان كاهن الكنيسة يخدمه ويعرفه ..فهذا يدل على نقص فى الخدمة وفى تعريف شعب الكنيسة بروحانيه وقدسية المكان ، واشار " نصيف " إلى سلوكيات سلبية اخرى تحدث فى بعض الكنائس مثل التصفيق وتعليق اللافتات للترحيب بالاسقف أو البطريرك داخل الكنيسة. وقال فى تعليقه على اضافة بالونات وملصقات تحت مسمى تجميل الكنيسة فى الأفراح أن الكنيسة مزينة بكيانها وقيمتها وبالمسيح داخلها مع كوكبة القديسين .
 
أما الكاتب شمعى اسعد ومؤلف كتاب " حارة النصارى " فقد رأى أن هذا الموضوع  محبط وقال ..  كنا نتمنى من الكنيسة أن تكون اكثر إستنارة من هذا السلوك الحرفي الذي يشبه تعليمات المرور ولافتات الشواطئ التى يكتب بها تعليمات نزول الشاطيء .

وتابع .. ان وجود ذلك البوستر لهو ظاهرة جديدة وغريبة ، أرجو أن تختفي قبل أن تتكرر فى كنيسة أخرى ، لأنه بطريقة تصميمه يشبه بوسترات التيارات  السلفية التي تصور فيها الفتاة غير المححبة بمصاصة مكشوفة يتكاثر حولها الذباب ، ما أفهمه أن التوعية بالاحتشام داخل الكنيسة تكون من خلال العظات والإرشاد الروحي لا من خلال بوسترات مثل هذه ، كما أن وضعها بجانب بوابة الكنيسة وتفويض أمن الكنيسة بتنفيذها سابقة غير مألوفة تشبه أيضا جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واشار " أسعد" إلى احد اقوال القديس بولس الرسول فى هذا الشأن التى وردت فى رسالة كولوسى حينما قال : " إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ الْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ:لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ " كو 2 :20-22