الأقباط متحدون - علاقة الجيش المصري بنظيره التركي1-2
  • ٠٤:٠٢
  • الجمعة , ٤ اغسطس ٢٠١٧
English version

علاقة الجيش المصري بنظيره التركي1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٠: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٤ اغسطس ٢٠١٧

 الجيش المصري
الجيش المصري

 د. مينا ملاك  عازر

أكتب هذه الكلمات بوازع البحث عن جذور العلاقة العدائية بين مصر وتركيا التي أعرف أن ما أبداها بهذه الشاكلة هي جماعة الإخوان ورفض الشعب المصري لها وطرده لها، وذلك في الوقت الذي فيه رئيس تركيا عضو بها أو متعاطف معها لكن أثناء بحثي حول مسألة العلاقات المصرية التركية وصلت إلى ما هو آت:
لكي نعرف سبب العداء التركي لمصر لابد و أن نعرف أن الجيش المصري كان دائماً سبب إزعاج كبير للأتراك حتي في عز قوتهم, حتى أن الجيش المصري هزم تركيا وأسر رئيس الوزراء التركي، وحاصر عاصمتهم وكاد ينهي دولتهم. 
 
قامت ثورة في اليونان عام 1824م، وطلب الحاكم العثماني من محمد علي القضاء عليها وعلى الحكم الوهابي في الحجاز، مقابل أن يقوم السلطان بمكافأته وذلك بمنحه ولاية الشام وبالفعل قام الجيش المصري العظيم بقيادة إبراهيم باشا بالقضاء على ثورة اليونان، لكن السلطان العثماني خلف وعده ومنحه جزيرة كريت فقط، فقرر محمد علي أن يحصل على حكم الشام بالقوة، وهذا ما حدث، زحف جيش مصر العظيم على الشام بقيادة القائد العظيم إبراهيم باشا بمساعدة القائد الكبير سليمان باشا الفرنساوي في عام 1831 م وبالفعل حاصر عكا ونجح في احتلالها رغم مناعة أسوارها والتي فشل نابليون في دخولها، وسيطر إبراهيم باشا على فلسطين كلها ثم استكمل زحفه ودخل دمشق فاتحاً في عام 1832 م ، ثم اتجه شمالاً والتقى الجيش التركي العثماني مرة أخرى في معركة حمص وانتصر عليه واستولى على حماة وحمص وحلب واللاذقية، واستكمل زحفه ودخل على الأناضول لمطاردة العثمانيين، وهنا جهز العثمانيين جيشاً كبيراً لملاقاة الجيش المصري عند مدينة قونية بقلب الأناضول - تركيا حالياً- وكان ذلك بقيادة الصدر الأعظم "رئيس الوزراء" رشيد باشا، و لكن الجيش المصري هزم الجيش العثماني هزيمة منكرة وأسر قائده رشيد باشا أي أسر "رئيس الوزراء"! 
 
 وهنا أصبح الطريق لأسطنبول مفتوحاً، وارتعد السلطان واستنجد بالدول الأوروبية لنجدته من المصريين، فتدخلت فرنسا وبريطانيا وروسيا وأقنعوا الجانبين بعقد صلح كوتاهية عام 1833 والذي بموجبه اعترفت الدولة العثمانية بولاية محمد على باشا على مصر والسودان وكامل الشام "سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وكريت والحجاز.
 
ولنتوقف هنا لنلتقي بإذن الله المقال القادم راصدين - بمشيئة الله- باقي القصة لأنها بالطبع لم تنتهي عند هذا الحد.
 
المختصر المفيد دراسة التاريخ ممتعة ومفيدة، فادرسوه، وافهموه، واستمتعوا به.