الأقباط متحدون - علاقة الجيش المصري بنظيره التركي2-2
  • ٠٤:٠١
  • الاثنين , ٧ اغسطس ٢٠١٧
English version

علاقة الجيش المصري بنظيره التركي2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٤: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ٧ اغسطس ٢٠١٧

علاقة الجيش المصري
علاقة الجيش المصري

 د. مينا ملاك عازر

توقفت في المقال السابق عند صلح كوتاهية راصداً مرحلة من مراحل الصدام المصري التركي في القرن التاسع عشر، غير أنني اليوم أرصد لحضراتكم، هل كان الصلح ختام لصدامات طويلة لم تبدأ طبعاً منذ القرن التاسع عشر بل منذ أن كانت دولة المماليك بمصر هي العقبة الكؤود أمام قبائل الأتراك- الدولة العثمانية- لإعلان بسط نفوذها على المنطقة ووجود الخلافة في عاصمتها.
 
المهم الآن أن السلطان العثماني لم يحترم ميثاقه، فعمل على تحريض أهل الشام ضد الحكم المصري وإشعال ثورات في مختلف أرجائه، وفي نفس الوقت جهز السلطان جيشاً كبيراًلطرد المصريين من الشام بحجة نصرة الثورة السورية،سبحان الله كما يحدث الآن بشكل أو بآخر في وسوريا حيث تدعي تركيا نجدة ثورتها.
 
 وبالفعل عام 1839 م تحرك الجيش العثماني بقيادة حافظ باشا تجاه الشام، فأمر محمد علي باشا ابنه إبراهيم باشا بالهجوم على الجيش العثماني، وبالفعل هجم الجيشالمصري على الجيش التركي،التقيا في معركة فاصلة من أشهر المعارك في التاريخ وهي معركة نزيب "نصيبان"عام 1839 م وانهزم الجيش التركي هزيمةمنكرة، وانتصر المصريين انتصاراً ساحقاً حيث تقريباً أفنوا الجيش التركي بالكامل، وأسروا حوالي 15 ألف أسير تركي، واستولوا على كمية كبيرة من الأسلحة والمؤنولم يتحمل السلطان محمود الثاني نبأ الهزيمة المنكرة وفناء جيشه فتوفي على الفور، وزحف الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا تجاه إسطنبول وضرب حصاراً حولها، وسلم الأسطول التركي نفسه لمحمد علي باشا في الإسكندرية، وأصبحت الدولة العثمانية بلا سلطان ولا جيش ولا أسطول!!
 
 ولكن تدخلت الدول الأوروبية الكبرى وعقدوا مؤتمر لندن عام 1840 م أجبروا محمد علي باشا على قبول قرارات المؤتمر وأنقذوا الدولة العثمانية من الانهيار على يدالجيش المصري العظيم، الذي كتبت عنه الصحف في بريطانيا وأوروبا وأطلقت عليه لقب جيش الفلاحين الذي لا يقهر.
 
هذا هو تاريخ جيشنا الذي نفخر به، بل هذا هو جزء من تاريخ بلادنا لنذكره حينما كنا مؤثرين، ويقهر كبريات القوى العظمى، ويجتمع العالم كله ضده كما اجتمع بعد ثورة الثلاثين من يونيو، ولم يفلح إلا أنه في مؤتمر لندن فلح ولكن قررت مصر حينها أن تحول نهضتها العصرية لنهضة ثقافية، وربما هو ليس تحول بل اهتمام أكبر بالنواحي الثقافية التي كنا قد اهتممنا به لكن انصب اهتمامنا أكثر عليها بعد مؤتمر لندن، ونهضنا تعليمياً وحضارياً وثقافياً لولا أن الاستعمار الذي فشل في أن يوأد حمية المصريين الثقافية، قرر حربنا بالمد الوهابي الذي يحكي التاريخ أن بيننا وبينه ثأر طويل يكرهنا كره عميق.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع.