الأقباط متحدون | المهاجرون في ألمانيا يدمنون الميسر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٧ | الأحد ٢٠ مارس ٢٠١١ | ١١ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٣٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس أخبار عالمية
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *....
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

المهاجرون في ألمانيا يدمنون الميسر

الشرق الاوسط | الأحد ٢٠ مارس ٢٠١١ - ٠٢: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

يشكلون 40% من المقامرين ومعظمهم من الأتراك.. وإجراءات حكومية وقائية ضد تفشيه
الجالية التركية يبلغ تعدادها 2,3 مليون شخص في ألمانيا وتواجه مشكلة انتشار إدمان القمار، خصوصا بين ذوي الدخول المنخفضة (أ.ف.ب)

في تسعينات القرن العشرين نشرت مستشفى «شاريتيه برلين» دراسة حول انتشار داء السكري بين الأجانب يشي بزيادة تصاعدية في نسبة المرضى منهم مقارنة بالألمان. وكانت المفاجأة هي أن المعانين من السكري بين الأتراك المقيمين في ألمانيا ضعف هذه النسبة في تركيا نفسها، إذ يعاني 6 في المائة من السكان الأتراك في الأناضول من داء السكري، لكن المرض ينتشر بين المهاجرين منهم إلى ألمانيا بنسبة 12 في المائة. وحينها عبر الأطباء عن قناعتهم بأن تغير بيئة المعيشة، والمحيط البيئي والاجتماعي والغذائي، هي أسباب زيادة انتشار السكري بين الأتراك المقيمين في ألمانيا.

اليوم تواجه الجالية التركية، التي يبلغ تعدادها 2,3 مليون، في ألمانيا مشكلة جديدة تتعلق بانتشار حالة إدمان الميسر بينهم، وخصوصا بين ذوي الدخول المنخفضة منهم. ويبدو أن العوامل التي تعزز هذه الظاهرة، رغم تدين الأتراك بشكل عام، ومعرفة المواطن التركي بأن الدين الإسلامي الحنيف يحرم الميسر، هي نفس العوامل التي رفعت نسبة السكر في دمائهم.

وحسب إحصائية اتحاد مكافحة الإدمان فهناك في ألمانيا 200 ألف مدمن على الميسر، يضاف إليهم 300 ألف شخص ممن يمارسون ألعاب الميسر يوميا ومهددون بالتحول إلى مدمنين مع مرور الوقت. وتبلغ نسبة المهاجرين بين المدمنين نحو 40 في المائة رغم أن نسبتهم إلى السكان في ألمانيا لا تتجاوز8,3 في المائة. فالإدمان على القمار ينتشر بين ذوي الدخول المحدودة وبين أقل فئات المهاجرين قدرة على التأقلم مع المجتمع. وتحدث الباحث النفسي كاظم أردوغان، من العاصمة برلين، عن علاقة ظاهرة بين الفقر والميسر، فأحدهما يقود إلى الآخر، ويعاني نحو مليوني شخص يعيش في ألمانيا، معظمهم من النساء والأطفال، من إدمان معيليهم. ومن الواضح هنا أن الإدمان على الميسر، ولأسباب اجتماعية واضحة، ينتشر بين الذكور من الأتراك فقط.

المضحك في الأمر هو أن الاسم الألماني السائد، والمخفف طبعا، للقمار هو «لعب الحظ» رغم أن هذا اللعب لا يجلب غير الإفلاس والتعاسة والجريمة للاعبيه. ويرتبط الميسر في ألمانيا، كما هو الحال في كل بقعة من المعمورة، بارتفاع حالات الطلاق وجنوح الأطفال وجرائم القتل.

وهذا ليس كل شيء لأن اتحاد مكافحة الإدمان يتعامل مع مدمني الميسر كما يتعامل مع مدمني المخدرات والكحول والإنترنت. ومن يتصفح موقع الاتحاد الإلكتروني سيلاحظ معاناة خبرائه من توسع نطاق الميسر بعد تسلل الروليت والبوكر إلى بيوت الناس عن طريق الإنترنت. والمعتقد أن سحب المال أوتوماتيكيا على الإنترنت وتبذيره يبدو أسهل بكثير من صرف المال الذي في اليد.

يتخصص الباحث كاظم أردوغان في متابعة حالات الإدمان في حي نوي كولن البرليني الذي يعتبر حي المهاجرين والفقراء في العاصمة الألمانية. وأحصى أردوغان في شارع كارل ماركس، وهو أحد الشوارع الرئيسية في الحي، 44 صالونا للعب والمراهنات. ومعظم المدمنين هنا هم الأجانب ويشكل الأتراك غالبيتهم. وتثبت إحصاءات أردوغان أن المهاجرين والأتراك يشكلون نصف المدمنين هنا لأنهم أساسا يشكلون 66 في المائة من سكان الحي.

أحد المدمنين، الذي عالجه أردوغان، وهو تركي اسمه بيركان ك. (36 سنة) خسر مبلغ المساعدات المخصص للعائلة من قبل الدائرة الاجتماعية، أي 1600 يورو على الأجهزة خلال 3 ساعات لعب في أحد الصالونات. وصار على أطفاله الثلاثة وزوجته أن يقضوا بقية الشهر جائعين بسبب إدمان الوالد.

المدمنون على الميسر في حي نوي كولن يعانون من العزلة الاجتماعية، من ضعف اللغة الألمانية، من انقطاع الأمل، ويقضي معظمهم الوقت في المقاهي التركية كعاطلين عن العمل. ويقول أردوغان إن معظم المدمنين هم من «الأزواج المستوردين»، بمعنى أنهم عمال ماهرون أو طباخون جيدون يجري استقدامهم من تركيا إلى ألمانيا وفق شهادات زواج صورية. ينتهي عقد الزواج الصوري حال وصول «الزوج» إلى ألمانيا وحصوله على الإقامة الدائمة، ويبقى بلا مدرسة ولا علاقات عدا ارتياد المقاهي التركية وصالات لعب الميسر. وهؤلاء ينفقون ما يحصلونه من أجر قليل (غير رسمي) يوميا على مكائن «الحظ».. فكلما زادت حالة الفقر زاد هوس لعب سحبات اللوتري وارتفعت معه حالات اللعب على الأجهزة الأوتوماتيكية.

عموما هناك 34 ألف مدمن على القمار في برلين وحدها ويشكل الأجانب نسبة 40 في المائة منهم أيضا. وهناك في برلين 600 صالة للعب فيها 10 آلاف جهاز أوتوماتيكي.

أصحاب المقاهي والحانات، الذين يضعون أجهزة اللعب في مقاهيهم، يعرفون الحقائق تماما حسب استطلاع للرأي بينهم أجراه أردوغان.. فهم يعرفون أن معظم زوارهم من الأجانب، من العاطلين، من المحطمين اجتماعيا، وممن يبدون استعدادهم لخسارة مبلغ 10-20 يورو أو أكثر يوميا. وهؤلاء لا يشعرون بأن هذه الخسارة المستمرة تأتي على معظم وارداتهم. وكمعدل يقول أصحاب هذه المقاهي إن مدخول كل ماكينة يرتفع إلى 3000 يورو شهريا كمعدل، لكن حصة الأسد تذهب بالطبع إلى الشركات التي توزع وتشرف على هذه المكائن. وطبيعي، أمام مثل هذا المبلغ، فالجميع مستعدون لسد عيونهم عن مآسي الزبائن، بل وعن عمر بعضهم الذي قد لا يرتفع إلى 18 سنة.

الحكومة الألمانية تعتقد أن الوقاية في هذه الحالة خير من العلاج وتخطط لوضع المزيد من الشروط المتشددة على أصحاب الصالات والمقاهي. وقدمت ميشتلد ديكمان، مفوضة شؤون الإدمان في البرلمان الألماني، إلى الحكومة الألمانية خطة عاجلة لمكافحة ظاهرة إدمان الميسر، تنص على تفكيك أجهزة اللعب الإلكترونية في المقاهي والبارات ومحطات التزود بالبنزين وفي المحطات والمطارات في الحال، مع فرض شروط متشددة، مثل منع الشباب تحت سن 17 سنة من اللعب، على صالات اللعب المتخصصة والكازينوهات. ومن حق الشرطة السرية مستقبلا التدخل لوقف أي شاب تحت سن 18 سنة يمارس هذه الألعاب، كما يمكن لهم منع الشخص البالغ من اللعب في أرجاء ألمانيا كافة لو أنه تردد للعب على نفس الصالات وتكررت خسائره.

عدا عن ذلك تفيد خطط الوقاية من الميسر بضرورة عدم منح إجازة نصب أجهزة لعب الميسر، في الأحياء السكنية، لصالة لا تبتعد أقل من 1000 متر عن صالة أخرى. كما تخطط لقسر شركات إنتاج أجهزة اللعب الإلكترونية على تقليل الحد الأقصى للكسب من 500 يورو إلى مجرد 150 يورو بهدف تقليل شهية الرواد للعب الميسر.

وتملك ميتشلد الحق في طلب حماية الصغار لأن الواقع يثبت أن إدمان الميسر يبدأ في مرحلة الشباب، من خلال اللعب على الأوتوماتيك، لينتهي في مرحلة النضوج على طاولات البوكر والروليت، إذ تفاقمت المشكلة بسبب ألعاب الكومبيوتر للأطفال والمراهقين لأن بداية إدمان الميسر تبدأ مع هذه الألعاب التي يخصص لها الشباب الألماني 24 يورو شهريا على الإنترنت. وتتراوح أعمار المدمنين بين 16-64 سنة، لكن حصة الشباب بينهم، وخصوصا من 16-39، هي الحصة الأكبر.

وعموما يمنح الألمان مبلغ 27 مليار يورو سنويا إلى اللعب، سواء في اللعب على ألعاب الكومبيوتر في الإنترنت أو في صالات اللعب. منها مبلغ 4,1 مليار يورو يخسرها المواطنون سنويا على أجهزة الأوتوماتيك في الصالات والمقاهي. وأوردت هذه الإحصاءات هاوكة هولم من الجمعية الخيرية «كاريتاس» التابعة للكنيسة الكاثوليكية الألمانية. وأحصت هولم أن مجموع ديون لاعبي الميسر في ألمانيا يرتفع إلى 12 مليارا، أي ما يعادل 24 ألف يورو لكل مدمن.

واعتبرت هولم إدمان الميسر أخطر أنواع الإدمان، لأنه إدمان من غير مادة (تقصد المواد مثل المخدر أو كحول أو الحبوب المنومة).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :