الأقباط متحدون | يا للمهزلة الاستفتائية!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٥٠ | الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١١ | ١٣ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٤٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

يا للمهزلة الاستفتائية!!

الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
كنت أسير مع أحد أصدقائي المتوقعين فوز أنصار التأييد للتعديلات الدستورية، رغم أنه من أنصار الرفض لها، فهو ليس من مدَّعي العلم، ولا من المستفيدي من هلهلة الدستور الذي يريد البعض إحيائه بعد موته.. المهم كنت أسير معه، فقال لي: أنا أتوقَّع خروج النتيجة بتأييد التعديلات، ولما التقينا بسائقي تاكسي، قالا إنهما يؤيدا رفض التعديلات، قلت له: هل لازلت على توقعاتك، فقال: "نعم"، فقلت له على أية حال، أنا أتوقع أن نتيجة الاستفتاء لو تجاوزت نسبة الستون بالمئة لصالح أي من الطرفين المؤيد أو المعارض، أستطيع حينها أن أؤكِّد أن الاستفتاء مزوَّر أيًا منْ كان مسئولًا عنه. نعم مزوَّر، لكنني رغم كل ما أُشيع بعد الاستفتاء من تزوير، فأنا لم أكن أتوقَّع أبدًا هذه الفجاجة في التزوير، فصدقوني لو أشرف الإخوان والحزب الوطني على الاستفتاء فلن يستطيعوا أن يخرجوها بهذه الشاكلة من الوضعية المؤسفة.

يا أيها الفرحون بالنتيجة المخزية للتزوير وليست للاستفتاء، اعلموا أن "مصر" الثورية لا يمكن أن تقبل بتزويركم وتصمت، وإن صمتت يبقى هناك شيء خطأ فاضح لجوهر العملية التمثيلية التي حدثت أمامنا. هل نصدِّق هذه الأرقام؟ وكيف نصدِّقها؟ ولماذا؟ هل ليس لدينا عقل نستطيع الحكم من خلاله على حقيقة ما جرى؟

أرجوكم يا أولي الألباب، رفقًا بـ"مصر"، وانسوا مصالحكم الشخصية، وانسوا أطماعكم في السلطة، والانتقام، وتشرزم الشعب المصري وتهلهله. وأذكر إنني حالما سمعت خبر نتيجة الاستفتاء، قلت لنفسي: إذن "أحمد عز" و"جمال مبارك" و"صفوت الشريف" و"فتحي سرور" هم الذين كانوا مشرفين على الاستفتاء ونتيجته، وبالتالي خرجت النتيجة غير مراعية لعقول الشعب المصري، ولا لعقول المثقفين والمفكرين! صحيح أن النتيجة لم تظهر تسعة وتسعين بالمئة، لكنها كانت بعيدة عن الواقع وعن المنطقية والعقلانية، حتى إنها حاكت في طريقة إعلانها وتزويرها الانتخابات الأخيرة لمجلسي الشعب والشورى السابقين.

على أي حال، لقد تم تزوير الاستفتاء، وسلبوا إرادة الشعب، بل سلبوا الثورة، ويجب محاسبتهم، ويجب عقابهم عقاب رادع، وإلا دماء شهدائنا تكون قد راحت هدرًا في أقدام سارقين لحرياتنا، ومحتكرين للدين! فإن كنا قد تخلَّصنا من محتكرين اقتصاديين، فهل تخلُّصنا منهم سيكون لصالح محتكرين دينيين؟!!

يا سادة، ثورتنا على المحك للأسف.. أخطأ الثوريون حين وضعوا أيديهم في أيدي الإخوان الذين خانوهم كما توقعنا كلنا أثناء الثورة، ولكن هل سيقبل من ثاروا ليطيحوا بالنظام، أن يحكمهم من تحالفوا مع النظام، واستخدمهم النظام، وخدموا النظام؟!! دعك من اعتقالهم، لكنهم استفادوا من اعتقالهم لكي يصبحوا ضحية، فيحبهم ويتعاطف معهم الشعب. فلو كان النظام البائد جادًا في معركته مع المتطرفين والمتشددين، فكيف بقوا جاثمين على صدورنا رغم حرب استمرت قرابة الثلاثين عامًا؟ فذلك إما كان تمثيلًا أو إيهامًا منه بأنه يحاربهم ويكافحهم، أو إنهم كانوا أقوى منه وليسوا مستضعفين كما أحبوا أن يظهروا أمامنا ليوهمونا بضعفهم وغلبهم على أمرهم ليكسبوا تعاطف البعض. المهم استثمر الإخوان ثورة الشباب، وضاع الشباب. لكن لازالت الفرصة قائمة لنعرفهم مقدارهم الحقيقي، فهم لا يزيدون عن كونهم منتفعين من مجهودات الآخرين.

المختصر المفيد، لا تثق في من يدعُ للتطرف، ويكرس التفرُّق والانقسام، مهما قال إنه غيَّر وجهة نظره في الواقع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :