الأقباط متحدون - عضو كنائس مصر: مجهود الجيش والرئيس في المشاريع القومية عظيم.. والبابا تواضروس قيمة روحية ووطنية كبيرة
  • ٠١:٠٠
  • السبت , ١٩ اغسطس ٢٠١٧
English version

عضو "كنائس مصر": مجهود الجيش والرئيس في المشاريع القومية عظيم.. والبابا تواضروس قيمة روحية ووطنية كبيرة

أخبار مصرية | المواطن

١٥: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ١٩ اغسطس ٢٠١٧

الدكتورة عايدة ناصف
الدكتورة عايدة ناصف

البابا تواضروس قيمة وقامة روحية ووطنية كبيرة، وهناك العديد من القضايا يجب أن نتوقف عندها ونتصدى لها ولا تحتمل الانتظار، وأهم هذه القضايا هي المعالجة العلمية لمشكلات المجتمع، هذا ما أكدته الدكتورة عايدة نصيف، أستاذ الفلسفة السياسية، وعضو مجلس كنائس مصر، ورئيس مؤسسة كوادر للدراسات والثقافة والتنمية، لـ"المواطن"، والذي كان لنا معها هذا الحوار.

ما رأيك في الأداء البرلماني الحالي؟
الأداء البرلماني ضعيف مع استثناءات بسيطة إذ يحتاج البرلمان إلى بيت خبرة سياسي للعمل بشكل أكثر جودة يليق بالسلطة التشريعية في مصر، فهو يفتقد إلى الخبرات المتخصصة في مجالات عديدة مثل مجال الثقافة والوعي ومجال السياحة على سبيل المثال لا الحصر لأن هناك نماذج جيدة في البرلمان ولكنها قليلة، ومصر تحتاج الآن إلى برلمان مدرك للتحديات الإقليمية والدولية والمحلية وأقترح أن يكون بيت خبرة للبرلمان يقدم له رؤية تساند الدولة.

ما رأيك في الأداء الحكومي؟
الحكومة الحالية تأخذ قرارات جديدة ولكن لا تعمل ولا تؤسس إجراءت حماية للمواطن، وبالتالي هناك انفصال عن رؤية وأداء الحكومة عن الواقع الفعلي للشارع وبعض الوزراء فيها يميلون إلى الشو الإعلامي وأن ما يتم على الأرض من إنجازات وراءه مجهود الجيش وما يقوم به من إنجازات فعلية وكبيرة ولا فضل للحكومة فيها بل يتحمل الجيش العبء الأكبر في التطوير والتجديد والإنجاز وهذا ما عهدنا به الجيش في وقت الأزمات على مدار التاريخ.

هل تحتاج مصر فعلًا لخطاب ديني جديد أم أن الأزمة اجتماعية وسياسية ؟
تحتاج مصر لتطوير وتجديد الخطاب الديني وهذا شأن المؤسسات الدينية، ولكن ما تحتاجها مصر بالتوازي مع تجديد الخطاب الديني هو تجديد الخطاب الثقافي المدرك ثورة ثقافية تُصدّر للجميع ثقافة مضمونها أن ثروات مصر جبارة من ثروة في العلم من خلال الباحثين والأساتذة في الجامعات ومراكز الأبحاث، ونشر ثقافة أن مصر تمتلك من المقومات الطبيعية والبشرية أقوى مقومات في العالم وتمتلك ايضًا التاريخ ثورة ثقافية تعيد احياء الهوية المصرية وشخصية مصر عبقرية الزمان والمكان بما تحمله من قيم وعادات وتقاليد وفن وثقافة، وهذه مسئولية وزارة الثقافة في كل ربوع مصر و مسؤولية الجامعات، فتجديد الذهن المصري لن يأتي إلا من خلال الوعي ومناهج التعليم المتطورة والقيادات الجيدة وليس السيئة.

ما هي القضايا التي لا تحتمل الانتظار ويجب مناقشتها وعلاجها في مصر؟
هناك العديد من القضايا يجب أن نتوقف عندها ونتصدى لها ولا تحتمل الانتظار وأهم هذه القضايا هي المعالجة العلمية لمشكلات المجتمع وأن ننظر إلى تلك المشكلات نظرة علمية عقلية، فنحن في أمس الحاجة إلى هذه النظرة في مجتمعاتنا النامية، لقد حان الوقت أن نودع الخرافات والأسلوب العشوائي، وأن نتخلى عن العاطفة الهوجاء لنعتمد على الأسلوب العلمي في حل مشكلاتنا الفكرية والفقهية واللاهوتية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وعلينا أن نعترف أن في مجتمعاتنا هناك من يفسد فيها سواء في مجال الفكر أو الاقتصاد والاجتماع.

ومن ثم يجب أن يُفعَّل دور العلم في المجتمع، فمسئولية العلم أكبر فيما يتعلق بتغيير طبيعة الأوضاع وهو التغيير الذي يطمح إليه عصرنا الحاضر، ويجب الربط بين العلم والتقدم التكنولوجي من جهة والأخلاق والسياسة من جهة أخرى؛ يجب أن نُصدّر العلم في مواجهة مشكلة الانفجار السكاني التي تؤثر سلبًا بدورها على التنمية، يجب أن يواجه العلم تأثير وسائل الاتصال على الاستقرار المجتمعي من جهة وتوسيع مجال المعرفة من جهة أخرى، يجب أن يُفعَّل دور العلم في معالجة ظاهرة الهجرة من الريف إلى الحضر بالإضافة إلى ظاهرة تلوث الغلاف الجوى بل تلوث العقل الذي أُصيبَ به الإنسان من عدم المعرفة السليمة، ويجب أن يفعل العلم والثقافة في مواجهة الإرهاب.

فانفصال المجتمع عن التخطيط العلمي والرؤية العلمية هو انتحار للمستقبل؛ فمصير الإنسانية يتوقف على مدى استطاعة المجتمعات أن تنتقل من التقدم الذي يُعبَّر عنه بمنطق الاقتصاد إلى التقدم الذي تُعبَّر عنه الثقافة.

ما رأيك في حوادث تفجير الكنائس الأخير؟
حوار تفجير الكنائس هو عمل إرهابي ممنهج من قبل جماعات تريد تفتيت وحدة مصر وهذه التنظيمات ترعاها دول وتمولها بهدف زرع الطائفية وتصدير عقدة الاضطهاد ولننظر إلى ما حدث في سوريا والعراق كانت بداية تفتيت هذه الدول هو زرع الفتنة والتناحر المذهبي والطائفي، ونجحت هذه التنظيمات في ذلك في سوريا والعراق ولكن شعب مصر بالمسلمين والمسيحيين أدركوا ذلك المخطط الكبير وأدرك الأقباط بصورة، خاصة ما هدف هذه التفجيرات، وكان هدف الحفاظ على الوطن من أولى الأهداف.

ما رأيك في اختيار بطريرك الإسكندرية الأب تواضروس في المجلس القومي لمكافحة الإرهاب؟
قداسة البابا تواضروس قيمة وقامة روحية ووطنية كبيرة لأنه ينشر المحبة والسلام ويحمل فكر إصلاحي وتجديدي وتنويري أيضًا، وهذا ما نحتاجه لمواجهة الإرهاب الفكري ومواقف قداسة البابا الوطنية شاهده على ذلك من 30 يونيو وحتى اللحظة التي أحدثك فيها، فقداسته يدرك بصورة عميقة وشاملة مفهوم الوطن ومفهوم الكنيسة وقيمة المواطنة للحفاظ على السلام الاجتماعي.

لماذا أصبحت الكراهية والتعصب من سمات العصر؟
في تاريخ البشرية هناك ألوان من التعصب؛ فقد عرفنا من التاريخ ومن خلال الأدب والشعر التعصب القبلي، وسرد لنا التاريخ أيضًا ألوانًا من التعصب الديني والطائفي، بل إذا نظرنا إلى التاريخ الحديث والمعاصر نجده يقدم لنا أنواعًا مختلفة ومتعددة من التعصب العنصري أو العرقي، وأعطى تعريفًا للتعصب بأنه "انتماء زائد إلى جماعة يتنمى إليها الإنسان ويرتبط بها ويعتنق أفكارها الخاصة إلى درجة تصل إلى استبعاد وإقصاء وكراهية الآخر المختلف.

هل يمكن أن تُعالج هذه الظاهرة.. وكيف تعالج.. وما الآليات لتحقيق ذلك؟
في الحقيقة بصفتي باحثة وأستاذة في العلوم التي تخص الإنسان والمجتمع سنوات وسنوات بل أتقابل بصورة واقعية وعلى الأرض مع طلاب وشباب في جامعات مختلفة وفي محافظات مختلفة تتباين الثقافات المحلية وتختلف أيضًا التقاليد المحلية من الإسكندرية حتى أسوان، أرى أنه يمكن أن تُعالج ظاهرة التعصب بمناهج وأساليب متعددة؛ وننطلق من زاوية مختلفة مع كل ثقافة بعيدًا عن الصرخات الحنجورية والتي تتخذ من مشكلة التعصب سبوبة وأكل عيش، بل إن أصحاب هذه الصرخات والدعوات يأخذون منها مكانة سياسية للعب بورقة الطائفية في الخارج والداخل بحجة الوطنية وهم في الحقيقة يُقسمون الوطن.

وبعيدًا عن أن تستفيض في وصف هؤلاء وبعيدًا عن أن استغرق وقتًا ولو بقليل لوصف المرتزقة أرى أنه من الأفضل أن أتطرق إلى الأساليب العلمية والواقعية لمحاولة معالجة مشكلة التعصب والطائفية، ففي مقدور علم النفس، وعلم الاجتماع، والتاريخ، والعلوم الإنسانية، في مقدور ومخزون ومناهج هذه العلوم أن تلقى أضواء كاشفة على ظاهرة التعصب وأن تساعد الإنسان بصورة جدية وواقعية بأن تكشف له وتزيل آثار الجهل والتخلف من أمام عينيه وعقله، هذه الظاهرة التي أعمت عين البشرية بل عمت عين العقل وبصيرته عقودًا كثيرة.

هل تؤيدي أكشاك للمسيحين مثل المسلمين في المترو أم ترفضي الأكشاك بصفة عامة؟
بالنسبة لأكشاك المسيحيين مثل أكشاك المسلمين لا أؤيد هذا أو ذاك فالدين والإرشادات الروحية مكانها دور العبادة وليس الطرقات العامة فوجودها في الطرقات العامة يقلل من قيمة وقدسية الدين وقيمة رجال الدين، والمجتمع المدني الصحيح يجب فصل الشكل الديني عن الشكل المدني في الطرقات العامة.

هل حصلت المرأة المصرية على حقوقها بعد ثورتين متتاليتين؟
نعم المرأة حصلت على حقوقها من جهة الكم وليس من جهة الكيف، أقصد نجد أعداد للمرأة سواء في البرلمان أو نماذج في الحكومة أو المجلس القومي للمرأة، لكن لم تمثل المرأة من جهة الكيف أي من جهة الكفاءة والعقل المثقف والنموذج المشرف الذي يحتذى بها إلا فيما ندر وأمثلة قليلة وأرجو في الفترة القادمة أن تمثل المرأة المصرية المثقفة والمحترمة في أماكن هامة وحيوية وتربة مصر ولادة وبها العديد من النماذج.

ما رأيك في المشاريع القومية الكبرى؟
مجهود عظيم وممتاز ووطني من جهة الدولة واقصد هنا من جهة الجيش والرئيس عبد الفتاح السيسي ولكن يحتاج إلى مساندة وعمل مؤسسي من جهة حكومة حرب بها نماذج مشرفة سياسية وتكنوقراطية في آن واحد.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.