عرض : عماد توماس
ربما يكون الكتاب الأول الذي صدر لتوثيق ثورة 25 يناير، تحت عنوان " ثورة مصر..18 يومًا هزت العالم" يقدم الكاتب "حسين عبد الواحد" فيه ملفا لشهداء الثورة بالصور والبيانات الشخصية
يقول المؤلف إن الحالة المصرية كانت هي المرشح الأول للانفجار لعدة أسباب منها إن مستوى معيشة غالبية المصريين كان متهورا بدرجة مروعة وفى نفس الوقت شهدت مصر حالات من الثراء الفاحش والفساد غير المسبوق الذي أتاح لعدد من المسؤلين ورجال الأعمال وكبار الموظفين الفرصة للاستيلاء على المال العام ونهب أراضى الدولة والسمسرة والعمولات.
بالإضافة إلى ظهور أولئك الشباب الذين ارتبطوا بالعالم الرحب من خلال شبكة الانترنت ومواقع الفيس بوك واليوتيوب، وأثبتت التطورات إن ثورة مصر في 25 يناير لم تكن ثورة للجياع بل كانت ثورة الشعب المصري كله بقيادة نخبة متميزة من الشباب. وأدرك هذا الجيل الصاعد من شباب مصر إن الحرية والديمقراطية والعادلة واحترام حقوق الإنسان هي القيم التي يمكن من خلالها حل كافة مشكلات المجتمع المصري مثل الفقر والبطالة والفساد والاستبداد.
بدايات الثورة
يؤكد المؤلف على انه بدون الانترنت ما كان يمكن لثورة الشباب المصري أن تنجح، على الأقل بهذا الشكل المذهل. فكانت مواقع التواصل الاجتماعى الوسيلة المثلى للاتصال بين المواطنين ودعاة حقوق الإنسان ولا سيما في ظل قانون الطوارئ
ويقدم المؤلف تعريفا بأدوات الشبكات الاجتماعية التي تواصل بها المتظاهرون مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب. كما يسرد قصة "خالد سعيد" وكيف تم عرض مقطع الفيديو المنسوب له والذي يظهر اتجار بعض رجال الشرطة في المخدرات وشاهد هذا الفيديو ما يزيد عن 50 ألف شخص. كما يسرد الأضواء على "أدمن" صفحة خالد سعيد على الفيس بوك الشاب "وائل غنيم" والذي اعتبره من ابرز مفجري ثورة 25 يناير.
أيام الغضب وأيام مبارك الأخيرة
يوثق المؤلف أيام الثورة بداية من يوم 25 يناير الذي وافق عيد الشرطة، حتى يوم تخلى الرئيس السابق عن منصبه في 11 فبراير، ويرصد عدد المصابين والقتلى في المحافظات المختلفة، وردود أفعال حول خطابات الرئيس السابق وأحاديث "شفيق" للقنوات الفضائية، كما يحكى تفاصيل معركة "الجمل" يوم الأربعاء 2 فبراير وكيف إن البيان الثاني دغدغ مشاعر المصريين ومعركة الجمل أفسدت تأثيره العاطفي.
ويحكى المؤلف الساعات التي سبقت خطاب التنحي، حيث حملت الساعات الأخيرة أسرارا كثيرة، شملت مشاجرات واختلافات وتشنجات من الدائرة التي أحاطت بالرئيس بدءا من جمال وعلاء وسوزان، مرمروا بشخصيات مثل د.زكريا عزمي وانس الفقى.
أسباب الثورة
يؤكد المؤلف على إن هناك عوامل بارزة أدت إلى اندلاع الثورة في هذا التوقيت، بعض هذه الأسباب كان غير مباشر والأخر كان مباشر كعود ثقاب أشعل نار الثورة
من الأسباب الغير مباشرة ك-كما يراها المؤلف- قانون الطوارئ، القمع مقتل خالد سعيد، اغتيال سيد بلال، التوريث، الاستبداد، الفساد الفقر، تصدير الغاز لإسرائيل، وجود الدكتور البرادعى.
ومن الأسباب غير المباشرة لاندلاع الثورة كما يراها المؤلف : تزوير الانتخابات، تفجير كنيسة "القديسين" بالإسكندرية وثورة تونس.
بيانات الثورة
يوثق المؤلف البيانات التي صدرت أثناء الثورة،مثل نصوص بيانات الثوار قبل وبعد تنى الرئيس، كما يوثق خطاب "مبارك" الأخير، وبيان "عمر سليمان الأول" وبيانات القوات المسلحة حتى موعد صدور الكتاب.
الطريق إلي الفساد
يفاجئك المؤلف ، في بداية هذا الفصل، باقتباس جزء من كلمة الرئيس السابق في بداية توليه الرئاسة في أكتوبر 1981 حينما قال : "لن أرحم أحدا يمد يده نحو المال العام حتي لو كان أقرب الأقرباء.. إنني لا أحب المناصب وأكره الشللية والظلم واستغلال علاقات النسب والقرابة، لن أقبل الوساطة وسأعاقب لصوص المال العام، إن مصر ليست ضيعة لحاكمها كما أن الكفن ليس له جيوب"،
ويسرد المؤلف ما اسماه بحكايات أحمد نظيف وعاطف عبيد وإمبراطورية احمد عز وحبيب العادل وفساد رجال الأعمال والعلاج ومارينا ومسؤلية الإعلام.
يخصص المؤلف فصلا كاملا للقصائد التي أّلفها الشعراء وألقوها خلال أحداث الثورة مثل قصيدة "ارحل" للشاعر الكبير فاروق جويدة، وقصيدة "مشهد رأسي من ميدان التحرير" لهشام الجخ، وقصيدة "الميدان" لعبد الرحمن الأبنودي.
ما بعد الثورة
يتحدث المؤلف في هذا الفصل، عن مشاعر الفرح والتفاؤل بالمستقبل التي انتابت المصريين، وسيطرت هواجس الخوف على قطاعات من النخبة من استمرار وجود مبارك وبعض أركان نظامه معه في شرم الشيخ، وعدم الإفراج عن المعتقلين السياسيين وتطهير جهاز الشرطة والتخلص من قياداته الفاسدة.
شهداء الثورة
يرصد المؤلف قائمة ، بأسماء 208 شهيدا ويروى حكايات بعض منهم مثل قصص استشهاد : على حسن زهران المحامى، وسليمان صابر، وغريب محمود، مريم مكرم نظير، جرجس لمعي موسى، مايكل وصفى ابادير، كمال فارس محمد، هدير عادل سليمان، كريم احمد رجب وغيرهم.
ويختم الكتاب بصور ملونة لبعض الشهداء مع صور من ميدان التحرير.
يبقى أن نذكر، أن الكتاب من إصدار قطاع الثقافة بأخبار اليوم وعدد صفحاته 236 صفحة من القطع المتوسط، ويباع بــ 10 جنيهات عند باعة الصحف.