بقلم: جرجس بشرى
كش٠الاستÙتاء الذي أجري على التعديلات الدستورية التي صاغتها اللجنة المÙعدة لصياغة وتعديل الدستور، برئاسة المستشار "طارق البشري"ØŒ Øجم ÙˆÙظاعة الكارثة التي تعيشها مصر العظيمة، Øيث كش٠الاستÙتاء أن التصويت كان على الهوية الدينية، Øيث استغل شيوخ السلÙية ÙÙŠ مصر وجماعة الإخوان المسلمين كل الطرق المتاØØ© وغير المتاØØ© لتغييب عقول المصريين البسطاء، واقناعهم بأن يصوتوا بـ "نعم" ÙÙŠ يوم الاستÙتاء، وإلا سيكون الإسلام ÙÙŠ خطر، وأقعوهم أيضًا بأن التصويت بـ "نعم" ÙŠÙعد بمثابة نصرة للإسلام والمسلمين، ونصر للرسول، والأخطر من ذلك أن هذه الجماعات ÙÙŠ ظل Øالة الجهل والأمية الدينية والوطنية السائدة بين جموع البسطاء من الشعب المصري، أن استطاع هؤلاء أن يشككوهم ÙÙŠ وطنية الأقباط -شركائهم ÙÙŠ الوطن بكل Ø£ÙراØÙ‡ وأØزانه- لدرجة أن شيوخ السلÙية كانوا يقولون للناس "قولوا نعم" قبل أن يأتي مطران أو قسيس ليØكمنا!ØŒ ومن المÙزع أن البسطاء من هذا الشعب المصري الطيب كانوا ينقادون ويسارعون بشكل عجيب للتصويت بـ "نعم" خوÙًا على الإسلام، وخوÙًا لئلا ÙŠØكم مصر قس أو مطران أو قبطي!!
لدرجة أن وثقت تقارير صØÙية نشرتها صØÙŠÙØ© "الأقباط متØدون"ØŒ أن كثير من السيدات المسلمات وهن ذاهبات للتصويت بـ "نعم " كن يقلن:"انصرنا يا رب"ØŒ كما أن شيوخ السلÙية والتابعون للإخوان ÙÙŠ قرية "Øلوة" بـ"مطاي"ØŒ كانوا يأمرون الناس لكي يصوتوا بـ "نعم"ØŒ ويقولوا لهم: "علموا على العلامة الخضرا لكي تدخلوا الجنة"!
لقد كش٠هذا الاستÙتاء الستار عن Øقيقة مرعبة، وهي أن السلÙيين والجماعات الدينية والإخوان، يستخدمون الشعب المصري الطيب وقودًا ÙˆØطبًا لنيران، Ù„Øرق ما تبقى من تØضر ورقي ÙÙŠ هذا الوطن العظيم، ولو كان الشعب البسيط يدري هول ما سيتعرض له الوطن والمصريين جميعًا، والأجيال القادمة Øال وصول هذه الجماعات للØكم، لانÙضوا عنهم، بل وطالبوا بمØاكمتهم ÙˆÙرزهم، وهذه المقدمة تجعلني أتطرق للخطبة الشهيرة وتكبيرة العيد، التي جاءت قبل أوانها للشيخ السلÙÙŠ "Ù…Øمد Øسين يعقوب"ØŒ الذي هلل وكبر تكبيرة العيد عندما علم أن نتيجة الاستÙتاء جاءت بـ "نعم"ØŒ ومن ضمن ما قاله الشيخ وردده على سامعيه ÙÙŠ إمبابة: "كانت غزوة اسمها غزوة الصناديق، وكان السل٠-عليهم رØمة الله- يقولون لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز "يعني يوم ما تموت شو٠كام واØد يمشي ÙÙŠ جنازتك"ØŸØŒ ويضيÙ: وقد جعلنا بيننا وبينهم الصناديق Ùقالت الصناديق "نعم"ØŒ وقالت الصناديق "نعم للدين"ØŒ Ùلنكبر تكبيرة العيد".
وواصل الشيخ الØديث قائلاً:" شكرًا لله ولأخوتي أهل إمبابة، Ùقد كانوا أكثر الناس استجابة، ولكن أنصÙنا الله، لأنهم كانوا يخيÙوننا ÙÙŠ كل برامجهم وكل جرائدهم، ونقول لهم: الدين ها يدخل ÙÙŠ كل Øاجة، الشعب قال "نعم للدين"ØŒ وقال: اØنا عايزين دين، واللي يقول: خلاص بلدنا منعرÙØ´ نعيش Ùيها" نقول له: أنت Øر مع أل٠سلامة وديمقراطيتكم تقول الشعب قال إيه، الشعب قال عايزين دين، يبقى نديله دين "!.
وشكك "يعقوب" ÙÙŠ وطنية كاÙØ© المصريين بقوله: "هما عندهم تأشيرات من كندا وأمريكا"! ومن يدقق ÙÙŠ كلمات الشيخ يجد عجبًا، Ùكلماته تؤكد على أن هناك Øملة كانت تعد المساجد للتصويت بـ "نعم"ØŒ وأن المساجد كانت توجه الناس سياسيًا، كما ÙŠØمل الØديث أيضًا تلمØيًا غير مقبول بأن الأقباط أهل بدع، وأنهم إن لم يعجبهم البلد يتركوه، وهو إقرار منه بشكل غير مباشر على أن الأقباط يعانون ÙÙŠ ظل وجود المادة الثانية من الدستور، ويضطهدون تØت شدة وطأتها ÙÙŠ بلدهم مصر، ومن الأمور التي تدعو للعجب والدهشة ÙÙŠ Øديث "يعقوب" أنه ينكر الديمقراطية التي جلبت له هذه النتيجة بقوله: مع السلامة وديمقراطيتكم بتقول الشعب قال إيه"ØŒ Øيث أن الديمقراطية ÙÙŠ عر٠السلÙيين ما هي إلا نوعًا من الكÙر، كما أن الأخوان يستخدمونها كوسيلة للوصول للØكم، ثم ينقضوا عليها بلا هوادة.
ولقد اندهشت جدًا من قول الشيخ: "الصناديق قالت نعم.. قالت نعم للدين" وهو ما يؤكد أن التصويت كان موجهًا دينيًا. الشيخ يعقوب يقول أن الصناديق قالت نعم للدين.. يا لها من صناديق مؤمنة!! دون أن يدري أن الديمقراطية التي يكÙر بها لو تمت ضد تسلط وطغيان الأغلبية على الأقلية، وتضمن لها كاÙØ© Øقوق المواطنة الأصيلة، بما ÙÙŠ ذلك منصب رئيس الجمهورية، ولنا ÙÙŠ أمريكا أسوة Øسنة، ÙŠÙقال أن الشيخ يعقوب غير كلامه بعد هذه التصريØات التي تضرب المواطنة ÙÙŠ مقتل، كما طالبه مصريون مسلمون وأقباط بالاعتذار، ولكنني أرى أن ما قاله Ùضيلة الشيخ جريمة لا تغتÙر، لأنها جريمة ÙÙŠ ØÙ‚ وطن ÙˆØÙ‚ شعب ÙˆØÙ‚ مواطنين أرادوا قول "لا"ØŒ والشيخ أخرجهم بتصريØاته من جنته، ويØرض ضدهم ليخرجوا من بلدهم، مع أنهم مواطنين أصليين، وليسوا رعايا أو جاليات.