افرحوا كل حين

الفرح ، الصلاة ، الشكر ثلاثة أفعال مرتبطة ببعضهما البعض وبحياة الإنسان ، كلا منهم يؤدى الى الأخر هكذ يوصينا القديس بولس الرسول قائلا : "افرحوا كل حين ، صلوا بلا انقطاع ، اشكروا فى كل شىء"...

 

قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "افرحوا كل حين" أكد لنا أن الفرح المسيحى لا يرتبط بالظروف الخارجية إنما بعمق الإنسان ، القديس بولس الرسول رغم السجن والضيق والتعب كتب رسالة فليبى وفيها تحدث عن الفرح "افرحوا فى الرب كل حين ، وأقول أيضا افرحوا" ، والفرح المسيحى الحقيقى نابع من أربعة مصادر أولا الفرح بالخلاص من الخطية الذى منحه الله للإنسان على خشبة الصليب ، ثانيا الفرح بالتوبة "إنه هكذا يكون فرح فى السماء بخاطىء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة" ، ثالثا فرح الخدمة أى التخلى عن الأنانية وخدمة الآخرين من كل ناحية ، رابعا فرح التسبيح ، التسبيح يعطى طاقة فرح وحب وينقلنا الى أبواب السماء .
 

أما عن أسباب فقدان الفرح المسيحى فهو وجود الخطية وما تجلبه من حزن وهموم لذلك يجب أن يكون لنا فترات خلوة هادئة لفحص النفس كى لا تكون هناك أية خطية مختفية فى قلبنا لابد الاعتراف بها والتعهد أمام الله بتركها ، أيضا غياب روح الرضا يفقد الإنسان الفرح ، فالتذمر يجعل الإنسان لا يرى النقاط الحلوة فى حياته حتى فى الاخرين لذلك علينا أن نزرع فى أبنائنا منذ الصغر روح الرضا وعدم التذمر ، أيضا البعد عن الأسرار المقدسة والكتاب المقدس من أسباب فقدان الفرح فى حياة الإنسان لذلك علينا بقراءة الكتاب المقدس وممارسة الأسرار المقدسة . 
 

ولكى نقتنى الفرح علينا القرب من الله ضابط الكل وأن ندرك أن عين الرب علينا كل حين لنذكر قول المزمور "جعلت الرب أمامى فى كل حين ، لأنه عن يمينى فلا أتزعزع ، لذلك فرح قلبى وابتهجت روحى" ، علينا بعمل الخير فأفعال بسيطة قد تشعرنا بالفرح مثل زيارة مريض أو قول طيب لشخص أو تشجيع أحد بمكالمة، علينا أن نسلك سلوك الفضيلة والتقوى لأن الحياة الفاضلة تجعلنا نشعر بالرضا وبالتالى الفرح .
 

هب لنا يا الله نعمة الفرح الحقيقى النابع من محبة حقيقة لك ، هب لنا أن نكون مصدر لفرح الآخرين ، فالفرح هو أول ثمار الروح القدس ..