عون : من أبرز معارض للأسد إلى أبرز حليف
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
كتب حسين عبد الحسين في مقال له في موقع قناة الحرة عن التحول الكبير في موقف الرئيس اللبناني ميشيل عون من معارضة سوريا وحزب الله إلي الولاء التام لهم حيث كتب في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وقف عدد من اللبنانيين المسيحيين من مؤيدي الجنرال المنفي حينذاك في فرنسا ميشال عون، ووقف في صفهم عدد من المسلمين والملحدين وغيرهم، وهتف المتظاهرون للحرية، واعترضوا على قيام السلطات اللبنانية بمنع بث مقابلة الإعلامية ماغي فرح مع عون، على قناة "أم تي في".
كانت حكومة بيروت خاضعة بالكامل لسيطرة نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وكان المسيحي عون معارضا للأسد، فانقضت القوات الأمنية اللبنانية على المتظاهرين، وأدت المواجهات إلى جرح عدد من المتظاهرين، واعتقال كثيرين .
وفي وقت لاحق، أمر حاكم لبنان باسم آل الأسد اللواء غازي كنعان بإقفال "أم تي في"، وإبطال عضوية صاحبها غبريال المر في "مجلس النواب"، وتوّج كنعان بذلك عقدين من الذلّ الذي أنزله نظام الأسد بمسيحيي لبنان، الذين عانوا من حروب الأسد عليهم، واغتياله قادتهم، وسجنه بعضهم، ونفيه بعضهم الآخر.
بلغ ظلم آل الأسد ذروته في لبنان في العام ٢٠٠٥، وتزامن ذلك مع اغتيال رئيس حكومة لبنان السني رفيق الحريري، فانتفض اللبنانيون ضد الأسد، وأجبروه على سحب قواته من بلادهم. ولتقويض المعارضة اللبنانية ضده، أرسل الأسد إلى عون في باريس موفدين سريين، فوجد الجنرال المنفي فرصة ذهبية للعودة إلى لبنان، وتحقيق حلمه بالوصول إلى الرئاسة، فتحول من أبرز معارض للأسد، إلى أبرز حليف له ولـ "حزب الله" الشيعي، وصوّر الجنرال السابق انقلابه على مبادئه ومواقفه على أنه يهدف "لاستعادة حقوق المسيحيين".
لكن بعد ١٢ عاما على عودة عون إلى لبنان، وبعد قرابة عام على عمر رئاسته، ما تزال حقوق مسيحيي لبنان، كما حقوق مسلميه، مفقودة، وما يزال لبنان غارقا في فساده، إذ تصنفه جمعية "الشفافية العالمية" في المركز ١٣٦ بين ١٧٦ دولة، فيما تصنفه جمعية "مراسلين بلا حدود" في المركز ٩٩ بين ١٦٦ دولة على صعيد الحريات.
وسط غرق لبنان في الفساد، وغياب الحريات، وارتفاع المديونية، واستحالة تطبيق الحكومة قوانين بسيطة مثل قانوني السير وحظر التدخين في الأماكن المغلقة، وفي ظلّ تدهور حال المرافق العامة والخدمات الحكومية، مثل الكهرباء والمياه، ومع التدهور المريب في وضع بيئة لبنان، ومع انفلات الأمن في معظم المناطق وارتفاع معدلات الجريمة، ومع سيطرة "حزب الله" على قرارات السياسة الخارجية والعسكرية في البلاد، يصبح السؤال: ما هي الحقوق التي استعادها المسيحيون مع زعامة عون ورئاسته؟في لبنان هذا الأسبوع، أطلق رجل دين مسيحي تصريحا بليغا رفض فيه الخيار الذي يقدمه زعماء المسيحيين، وفي طليعتهم عون، لاتباعهم.
فعون يبرر تحالفه مع طاغية من عيار الأسد بالقول إن "تحالف الأقليات" مع الأسد هو خيار سيء، لكنه أقل سوءا من مشكلة التطرف السني في المنطقة، وهو تطرف يهدد الوجود المسيحي، حسب عون.
وقال رجل الدين المذكور أن تعاليم المسيح لم تدعُ الناس للقبول بالأقل سوءا، بل دعت المسيحيين إلى قول الحق، والوقوف في وجه الظلم.
لا يحمي مسيحيي المشرق ومسلميه إلا المواطنة والمساواة، وحكم الأكثرية في الرأي لا الأكثرية في الدين، وقيام حكومات عادلة وشفافة تغني الشيعة عن ثأر الحسين، وتخفف من حقد السنة على غرب يعتقدون أنه سرق زعامتهم للعالم، وتنهي خوف المسيحيين من الذمية والعيش كمواطني درجة ثانية.