الأقباط متحدون - السيسي من الدولة الوطنية الحديثة الي الدولة الفلسطينية
  • ١٣:٤٥
  • الجمعة , ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧
English version

السيسي من الدولة الوطنية الحديثة الي الدولة الفلسطينية

سليمان المنياوي

أخر الأسبوع

٢٨: ٠٧ م +02:00 EET

الجمعة ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧

السيسي
السيسي

سليمان المنياوى
صدمت اغلب اوساط المعارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي من خطابة الاخير امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، وتعود هذة الصدمة علي ان أغلب أوساط تلك المعارضة كانت تعارض مثل "تجار التجزئة" ، بدون رؤية موضوعية ، وانكفاؤا علي مواقف سطحية لاتري الا تحت اقدامها ،في وقت  راي السيسي :

 "إن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية، هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الانسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية.. إنّ طريقَ الإصلاح يمر بالضرورة عبر الدولة الوطنية، ولا يمكن أن يتم على أنقاضها".

يلاحظ ان الرئيس تحدث عن "الدولة الوطنية الحديثة" كمحور ارتكاز للخروج من المأزق الدولي والاقليمي ، وكيف ان هناك محاولات خارجية تتزامن وتتوحد مع مخططات داخلية من دعاة اسقاط الدول او اخضاعها للسوق والشركات وهؤلاء لايتورعون ان يعلنون ذلك ويتوحدون معا سواء تشدقوا بشعارات "يسارية اشتراكية" ، او ليبرالية ، او اسلامية ، جميعهم لايخرجون عن المخططات المعلنة والدولية لاسقاط دول المنطقة او تفتيتها ، كما ان الرئيس اكد في خطابة او اعلان المبادئ الذي وجهة للداخل والخارج ، وهو ان هذة الدولة تقوم علي :" التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الانسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية"

اي دولة متعددة الاديان والاعراق والثقافات والمذاهب علي ارضية المساواة والمواطنة وسيادة القانون .

وفي شجاعة افتقدناها منذ اتفاقات كامب ديفيد ،تطرق الرئيس الي القضية المركزية الفلسطينية وقال :
 "إن الوقت قد حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة فى منطقتنا العربية، وهى القضية الفلسطينية، التى باتت الشاهد الأكبر على قصور النظام العالمى عن تطبيق سلسلة طويلة من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. إن إغلاق هذا الملف، من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمى.. ولا شك أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع الرئيسية التى طالما استغلها كى يبرر تفشيه فى المنطقة، وبما يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش فى أمان وسلام.. فقد آن الآوان لكسر ما تبقى من جدار الكراهية والحقد للأبد، ويهمنى أن أؤكد هنا أن يدَ العرب ما زالت ممدودة بالسلام، وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن وأنه يعد هدفاً واقعياً يجب علينا جميعاً مواصلة السعى بجدية لتحقيقه."ووجه السيسي كلمة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي بالقول :

"أتوجه بكلمة ونداء إلى من يهمهم هذا الأمر، وأوجه ندائى الأول إلى الشعب الفلسطينى، وأقول له من المهم للغاية الاتحاد وارء الهدف، وعدم الاختلاف، وعدم إضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الأخر، مع الاسرائيليين فى أمان والسلام، وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع.. وأوجه ندائى للشعب الإسرائيلى، وأقول لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة للسلام معكم منذ أكثر من أربعين سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة والخطوة الرائعة مرة أخري.. أمن وسلامة المواطن الاسرائيلبى جنباً إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني. ندائى إليكم أن تقفوا خلف قيادتكم السياسية وتدعموها ولا تترددوا.. إننى أخاطب الرأى العام الإسرائيلي....إطمئنوا نحن معكم جميعاً من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى"

واذا عرجنا الي الورقة الفلسطينية الاسرائيلية نجد ان ادارة السيسي قد استعادة الملف الفلسطيني الذي كاد يسقط من يديها بعد الوزير عمر سليمان ، حيث استضافت القاهرة اجتماعا للمكتب السياسي للحركة بين أعضاء المكتب في الداخل والخارج لأول مرة منذ انتخاب أسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي، ووافقت حماس علي  الغاء اللجنة الادارية .و ان تتيح لحكومة الوفاق الوطني العمل بشكل عملي وفعلي في قطاع غزة. ان يتم الاتفاق علي الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية .. وسبق ان كتبنا في هذا المكان "اخر الاسبوع " منذ اسبوع :

حول كيف سبق الرئيس الجميع قبل سفرة الي الولايات المتحدة الامريكية بعدان غازلت حماس النظام السوري بعودة العلاقات  في مناورة انتهازية ، الامر الذي ادركت منه الدوائر المصرية والسعودية أن حماس ستنتقل الي المعسكر الايراني القطري فتم الاسراع بأحتواء حماس ، علي الجانب الاخر كانت حركة حماس قد افلست سياسيا وماليا ، وسبق ان قدمت مقترحا لاسرائيل بالاعتراف بالدولة العبرية مقابل هدنة ، وكانت قطر هي عراب ذلك الاتفاق ، وتم استبدال قطر بالمملكة العربية السعودية ، ولا يمكن الحديث عن كل ذلك بمعزل عن الدور المهم الذي يلعبة القائد الفلسطيني محمد دحلان رجل المرحلة القوي والذي ينال ايضا قبول من اوساط امريكية و اسرائيلية ، والقريب الصلة من مصر والسعودية والامارات ، والذي يكاد يكون مستشارالتقارب المصري الحمساوي .

ومن مجمل الاحداث نكشف عن ارتباط بين محاولات التحالف الرباعي (مصر، السعودية، الامارات ، البحرين ) اختراق المعسكر القطري من جهة ، وتقديم خدمة لمصر من جهة اخري عن طريق شراء "كفيل " الارهاب المعادي لمصر"حماس" ، وكذلك أعادة مصر الي ادارة الملف الفلسطيني، والذي انتقل من رعايتها وقيادة اللواء عمر سليمان منذ 2011 الي قطر وتركيا .

هكذا وكما سبق الرئيس الجميع وامتلك الملف الفلسطيني ، وافتتح مكتب لحماس بالقاهرة ، وجمع مابين ابو مازن وهنية ، وقدم البديل الجديد القائد القوي محمد دحلان ، كان لقاء السيسي ترامب قويا في وقت اهتم الكثيرين بما يجري في الشارع المواجة للامم المتحدة دون ادراك للحاضر الاتي ، او قام اخرين بمعارضة فتح مكتب لحماس بالقاهرة علي اسس تحليلية