الأقباط متحدون - الروهنجيا كلاكيت ثاني مرة
  • ٠٦:٠١
  • الاثنين , ٢ اكتوبر ٢٠١٧
English version

الروهنجيا كلاكيت ثاني مرة

فاروق عطية

مساحة رأي

٣٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢ اكتوبر ٢٠١٧

 الروهنجيا كلاكيت ثاني مرة
الروهنجيا كلاكيت ثاني مرة
فاروق عطية
في 20/9/15 كتبت مقالا بعنوان طفولية نظرتنا للأمور جاء في جزء منه عن مشكلة الروهنجيا ما يلي:  

- حين يحدث أبسط تعدى على الأقليات العربية أو الإسلامية فى أى دولة أجنبية، تنبرى وسائل الإعلام المختلفة فى جميع أنحاء العالم العربى والإسلامى مطالبة بحقوق الأقليات التى تنص عليها مبادئ حقوق الإنسان. وحين تهدر حقوق الأقليات الكوردية والأشورية والبابلية والأزيدية والمندائية فى العراق، أو المسيحية والبهائية والشيعية فى مصر والسودان، أوالأمازيجية والبربرية في دول شمال أفريقيا وتحاول منظمات حقوق الإنسان التدخل، تقوم الدنيا ولا تقعد معتبرين ذلك تدخلا فى الشئون الداخلية...... وكأن مبادئ حقوق الإنسان لابد أن تكون مطابقة لهوانا ..!!
 
- أبواق جميع الدول العربية والإسلامية لا تكف عن الجأر بما يعانيه مسلمي الروهينجيا في ميانيمار (بورما). ومسلمي ميانيمار هم من ذوي الأصول المنحدرة من مسلمي الهند (الان بنجلاديش) جلبهم المستعمر البريطاني إلى بورما لمساعدتهم في الأعمال المكتبية وزراعة الأرض. وبعد الاستقلال

أبقي على الكثير من المسلمين في مواقعهم السابقة. والعداء قائم ومستمر منذ الاستعمار البريطاني الذي ميز الروهينجيا في العمل علي حساب البوذيين. واندلع العداء مجددا بعد هدم طالبان لتمثال بوذا بأفغانستان عام 2001 مما أثار البوذيين وانطلقوا كرد فعل لهدم المساجد في ميانيمار. وحين بدأت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقديم المساعدات لإعادة توطين الروهينجيا في بنجلاديش (بلادهم الأصلية) سنة 2005، تعرض الروهينجيا لانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين في بلادهم الإسلامية. وهم يواجهون الآن مشاكل في بنجلاديش ولا يتلقون أي دعم من الحكومة، ولم نسمع أبواقا تندد باضطهاد الروهينجيا في بنجلاديش. وحين يذبح المسيحيون والأزيديون والمندائيون وتسبي نساؤهم وتباع بناتهم وأطفالهم في أسواق النخاسة بدولة الخلافة الإسلامية (داعش) لا نسمع من يدافع أوحتي يذكر معاناتهم في الدول العربية والإسلامية..!!
 
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=485375
 
   في هذه الأيام تجددت أبواق وسائل الميديا في مصر والعالم العربي والإسلامي بالشجب والتنديد بما يلاقيه مسلمي ميانيمار من اضطهاد، مع انتشار صور ومشاهد مريعة ولكنها مزيفة تماما، مأخوذة من أفلام سيمنائية أوحروب أخري بعيدة كل البعد عن ميانيمار، وكان أشدها وأغلظها تنديدا شجب حامي حمي الإسلام الشيخ متلوف الذي أهمس في أذنه قائلا: ليس هكذا يا مولانا تورد الإبل، فصوتك الزاعق الهادر عندما تتعرض الأقليات المسلمة في أي بقعة من العالم للعنف طالما كان الفاعل غير مسلم، ويختفي صونك تماما حتي ولو همسا عندما يكون الفاعل مسلما. لم نسمع لك همسا حتي الآن وشعب اليمن المسلم يقتّل قصفا وتنتشر فيه الآن الأمراض الفتاكة القاتلة كالكولير، إضافة لما يعانيه شعب اليمن من فقر وحرمان، طالما الفاعل مسلما سنيا. كما لم نسمع لك همسا عندما اجتاحت داعش دولتين إسلاميتين " العراق وسوريا" وأشبعت شعبها خاصة الكرد والأزيديين والمندائيين والشيعة ولا أقول المسيحيين قتلا وسبيا ونكاحا وبيعا في أسواق النخاسة، ورفضت حتي تكفيرهم بحجة أنهم يقولون الشهادتين.

حتي في وطنك الذي جُبل جسدك ودمك من ترابها وماء نيلها لم نسمع لك همسا مع قتل أبنائنا جنودا وضباطا من البوليس أو الجيش أو المدنيين في سيناء وشتي بقاع مصر من نفس هذه الفئة الباغية طالما كانت تُفخِخ وتُفجِر وتقتُل رافعة رايتها السوداء التي تحمل الشهادتين صارخة ألله أكبر. واختفيت تماما وكأنك من بنها مع ما يحدث لمسيحي وطنك وكنائسهم من قتل وحرق وتهجير وخطف بنات واختفائهم قسرا.

ليس هكذا يا مولنا تورد الإبل لأن المبادئ لا تتجزأ، نشجب ونندد في حادث يهمنا ونصمت عندما الأمر لا يخصنا. حتي يحترمك العالم ويهتز ويرتجف لشجبك وتنديدك يجب أن يكون الهدف إنسانيا، نشجب أي ترويع للإنسانية في أي بقعة من العالم وفي أي وقت، سواء كان المعتدَي عليه مسلما أو كافرا، سواء كان المعتدِي كافرا أو مسلما موحدا، هكذا تورد الإبل يا مولانا. وقبل أن أدخل في صلب الموضوع خاصة بعد تدخل بعض الدول بإلقاء مزيد من الزيت علي المشكلة لزيادة النار اشتعالا، إسمحوا لي أن ألقي بحزمة من الضوء علي جذور ومسببات هذه المشكلة حتي تتضح الصورة جلية وكاملة.
 
   تقع جمهورية اتحاد ميانيمار في الشرق الآسيوي على امتداد خليج البنغال، تحدها من الشمال الشرقي الصين، ومن الشمال الغربي الهند وبنجلاديش، وكذلك تشترك حدودها مع كل من لاوس وتايلاند، وعلى الصعيد الجنوبي تطل ميانمار على سواحل خليج البنغال والمحيط الهندي، وتمتد إطلالتها في الجنوب الشرقي إلى شبه جزيرة الملايو.
 
   كانت ميانيمار خاضعة للاحتلال البريطاني منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، وتحديدًا حتى العام 1948، وخرجت من هذا الاحتلال لتخضع للحكم العسكري الديكتاتوري حتي عام 2010 بعدها بدأت عملية تحول ديمقراطي سلم بموجبه الجيش الإدارة لحكومة يرأسها جنرال لكن اعتبرته العديد من القوى كـ"إصلاحي" اسمه "ثين سين".
 
   تمكنت ميانيمار في عام 2015 من اختيار حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" لحكم البلاد برئاسة "تين كياو" مساعد زعيمة الحزب أونغ سان سو تشي، الحاصلة فيما بعد على جائزة نوبل للسلام، وقد حرمت آنذاك من خوض انتخابات الرئاسة، لكنها تعمل كمستشارة للدولة، ويعتبرها البعض الحاكمة الفعلية في البلاد.
 
  تنحدر الروهينجيا من قبائل الروها ببنجلاديش ولغتهم مرتبطة لغويا بلغة شيتاغونغ المستخدمة في الجزء البنجلاديشي الجنوبي. وهم من أسلاف البنغاليين الذين هاجروا إلى أراكان فترة الاحتلال البريطاني. وكان تعدادهم قبل نشوب المشكلة يقدر بـ1.1 مليون نسمة يعيشون بين حوالي 13 مليون ميانيماري، كلاجئين دون الحصول علي الجنسية الميانيمارية.
 
   عندما احتل البريطانيون أراكان، شجعوا البنغال القاطنين في المناطق المجاورة بالهجرة إلي أودية أراكان الخصبة وأن يزرعوا فيها وذلك بسبب قلة سكان أراكان. وتوسعت شركة الهند الشرقية في إدارتها البنغال لتشمل أراكان، وبالتالي لم يكن هناك أي حدود دولية بين البنعال وأراكان، ولم تفرض
 
قيود على الهجرة بين تلك المنطقتين. لذا فقد انتقل آلاف البنغال من منطقة شيتاجونغ ليستقروا في أراكان بحثا عن العمل منذ أوائل القرن التاسع عشر. كان السبب الأساسي لموجات الهجرة هو الحاجة لعمالة رخيصة. وبدأ مهاجروا البنغال -أغلبهم من منطقة شيتاغونغ- بالانتقال مجموعات إلى القرى الغربية من أراكان. ولم تكن ظاهرة الهجرة الهندية إلى بورما مقتصرة على أراكان فقط بل انتشرت إلى جميع انحاء البلاد. فقد كتب المؤرخ ثانت ميينت-يو:" بلغ معدل هجرة الهنود إلى بورما بداية القرن العشرين مالا يقل عن ربع مليون سنويا وارتفعت الأرقام حتى بلغت ذروتها سنة 1927 حيث وصلت الهجرة لـ 480 ألف شخص. فأضحت رانجون أكبر منفذ هجرة في العالم وهذا العدد هو من أصل 13 مليون نسمة إجمالي السكان" وبذا شكل المهاجرين الهنود أغلبية السكان في أكبرمدن بورما: يانجون وأكياب وباسن ومولمين، فأصاب البورميين تحت الحكم البريطاني باليأس، مما ساعد بظهور ردة فعل مؤججة بمشاعر عنصرية ضمت الإحساس بالتفوق والخوف.
 
  أثبتت مجموعة الازمات الدولية (الأمم المتحدة) التي أجرت أول تحقيق مستقل حول أعمال العنف التي شهدتها ولاية راخين في شمال بورما في الآونة الأخيرة (اقتحام نقطة تفتيش تابعة للجيش البورمي)، أن الهجمات نفذتها مجموعة “حركة اليقين” المرتبطة بالسعودية وهي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين، وهذه القوات لا تلعب في ميانمار فقط بل تنتشر إنتشارا كبيرا فى آسيا ويلعبون دورا إنفصاليا، تؤيدهم تركيا وقطر وبها أعضاء من جماعة " التبليغ " الموجودة في باكستان المرتبطة ايضا بالسعودية. وأن هذه المجموعة جيدة التدريب والتمويل ستبدّل الوضع بالنسبة للحكومة البورمية التي تجد نفسها في مواجهة تحديات متشعبة.
 
   ظهرت “حركة اليقين” في 2012 وعمدت الى تجنيد وتدريب مقاتلين في بنجلاديش وفي شمال ولاية راخين على مدى سنوات. زعيمها هو "عطاء الله" وهو من الروهينجيا ولد في باكستان وهاجر الى السعودية، قضى عامين على الاقل يدرب مئات المجندين على حرب الشوارع واستخدام
المتفجرات، وهو مدعوم بعشرات من الروهينجيا يملكون خبرة قتالية في مناطق نزاعات متفرقة من العالم. ظهر عطاء الله في عدة مقاطع فيديو نُشرت بعد الهجمات التي قامت بها حركة يقين وهو يقول: ان رجال اليقين يقاتلون نيابة عن أقلية الروهينجيا المسلمة التي لطالما تعرضت للعنف والاضطهاد.

ولم يصدر اي تعليق فوري من السفارة السعودية في رانجون علي هذا التقرير. كما أثبتت مجموعة الأزمات أيضا تدخلا إسرائيليا بإرسال السلاح لحكومة بورما وصولا لتأجيج الصراع وتسعير الخلاف السياسى الديني وإزكاء الفتّن.
 
   يقول بعض المعلقين أن أصابع الولايات المتحدة تلعب في هذه المنطقة لمنع تدفق البترول والغاز الموجود في أراكان، خاصة وقد أوصلت بورما خطا للأنابيب من أراكان إلي الصين المنافس التقليدي لأمريكا، مما أغضب أمريكا بشدة خاصة الرأسمالي جورج سوروس الذي يمول جيش سوريا الحر وأي حركة انفصالية في العالم بشرط احتوائها علي البترول.

هدف جيش روهنجيا الحر المدعوم بحركة يقين هو ضرب اقتصاد الصين والهند معا، وحركة يقين هى النسخة الثانية من "داعش" التى ستبدأ بها أمريكا وأذنابها "الربيع الصينى" لنشر الفوضى فى منطقة غرب آسيا للحيلولة دون تقدم التنين الصينى والسيطرة على المضائق وممرات التجارة البحرية التى هى أساس التجارة العالمية في المستقبل.

أي أنها حرب بالوكالة، لضرب أنابيب البترول والغاز المتجهة إلي الصين. وقد صرح سوروس بكل بجاحة أن استثمار الولايات المتحدة في الروهينجيا قد أتي أُكُله. وما يحدث في أراكان الآن هو نفسه ما يحدث تماما في سوريا بمدينة دير الزور علي الحدود العراقية التي تصدر البترول إلي روسيا.

جورج سوروس يمول جيش النصرة المعادي للجيش السوري حتي يفصل دير الزور عن سوريا، ويحصل علي 30% من بترول سوريا برخص التراب مقابل التسليح. وجيش الروهنجيا الحر المدعوم بحركة يقين ليسوا بملائكة فهم يقومون بأعمال قذرة، فقد اقتحموا نقطة تفتيش تابعة للجيش البورمي وذبحوا كل من بها في حادث مشابه تماما لمذبحة رفح المصرية، ولن نتعجب إذا أتتنا الأخبار في الفترة القادمة بأنباء تفجير خط البترول البورمي المتجهة للصين مثل ما حدث لأنابيب البترول المصرية في سيناء المتجهة لإسرائيل.
 
   ويؤكد معلقون آخرون أن حركة يقين الإسلامية تعمل علي إذكاء الحرب ونشر الفوضى في ميانيمار، وتحرّض بنجلاديش علي عدم قبول المزيد من لاجئي الروهينجيا بل والمزيد من إساءة معاملة ما لديها من مهاجرين، حتي تجبر الأمم المتحدة للتدخل وتوجيه مهاجري الروهنجيا إلي الغرب (أوروبا وأمريكا) كما فعلت مع مهاجري البوسنة والعراق وسوريا، وبذلك تحقق ما اتفقت عليه الدول الإسلامية بغزو أوروبا واستعادة الأندلس، واجتياح أمريكا بدون حرب أو سلاح، بل بالهجرة المخططة والتزاوج المتعدد من الغربيات وإنتاج العدد الوفير من الأبناء، خاصة وأن معدل الإنجاب بالدول الغربية منخفض جدا مما يتيح للمسلمين المهاجرين خلال سنوات قصيرة الحصول علي الأغلبية، واستخدام الديموقراطية الغربية للوصول لحكم هذه الدول وتحويلها لدار سلام.
 
  وأنا أري أن كلا الفرضين وارد ويسيران في خطين متوازيين ولكن هناك فرق واحد، أن السعودية تنفذ ما تريده سيدتها أمريكا ولكن بخبث شديد لأن ذلك يؤدي في النهاية لتحقيق مأربها الأصلي، ولكن أمريكا تحث أذنابها علي تنفيذ مخططاتها دون وعي وتجهل السبب الرئيس لموافقة السعودية ومن لف لفيفها علي السير في هذا الطريق.
 
 
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع