الأقباط متحدون - لماذا لا لكردستان ونعم لجنوب السودان
  • ٠٤:٠٩
  • الاثنين , ٢ اكتوبر ٢٠١٧
English version

لماذا لا لكردستان ونعم لجنوب السودان

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢ اكتوبر ٢٠١٧

جنوب السودان
جنوب السودان

 د. مينا ملاك عازر

مسألة الانفصال لم تعد جديدة في الوطن العربي، والدعاوي لها ليست مفاجئة على الإطلاق، فالمتابع لهذه المسألة يجد أن لها أبعاد تاريخية، تجدها في المغرب بجبهة البوليساريو، وفي السودان جنوبه وغربه وشرقه، واليمن كانت يمنين وقد نشرت العديد منالخرائط للوطن العربيالتي تشير لإمكانية تقسيم بعض الدول منها مصر والمملكة العربية السعودية والعراق.
 
ورغم أن لبنان هي أكثر الدول التي يبدو فيها التفتت لكن الدستور يسهم في إبدائها مفتتة لكنه يحافظ على حقوق الأقليات وبنسب متميزةومحترمة، يبقي لبنان متماسك صحيح يعاني سياسياً من جماعات كحزب الله وغيره لكنه متماسك إلى حد كبير بعكس جمهوريات تبدو متماسكة لكن عدم احترام الدستور والقانون بها يدفع المواطنين بها للدعاوي للانقسام أو للهجرة هرباً من الاضطهاد من أصناف التمييز.
 
ما سينكره الكل بما فيه الولايات المتحدة أنه وقت أن احتلوا العراق كان المخطط هو تقسيمه وتفتيته، وإنشاء دولة كردية في شماله، بيد أن الرفض التركي والإيراني هو الذي يعرقل المسألة، وبوضوحأن ما جرى بسوريا والعراق كان بهدف إنشاء دولة كردية كبيرة على أراضي سوريا والعراق، لكن الأتراك والإيرانيين خشوا أن تمتد هذه الدولة لداخل حدودهم مقتطعة من أراضيهم خاصةً وأن تركيا وإيران لديها أكبر نصيب من الأكراد في العالم، ودعني أذكرك عزيزي القارئ بأن أول جمهورية كردية في العالم تأسست على أساس عرقي وهو العرق الكردي كان على الأراضي الإيرانية، وهو ما سحقه الشاه الإيراني وقتها في عام 1946، بدعم إنجليزي أمريكي، وفر قائد الانقسام للاتحاد السوفيتي،وعاد ولده بعد أكثر من سبعين عاماً ليؤسس الجمهورية الثانية، ولكن على أرض عراقية.
 
ولعلك تلحظ صديقي القارئ، أن ثمة وجه شبه بين كردستان العراق وجنوب السودان في أنهما يمتلكان ثروة بترولية هائلة ودعم إسرائيلي من الغير ممكن إنكاره من أحد، لكن الاختلاف بين الطرفين هو السبب في نجاح جنوب السودان وتأخر العالم بالاعتراف بكردستان، وهو رفض بعض الدول المجاورة والتي لها ثقل إقليمي، ودعني أشير لحضرتك وبوضوح أن ثمة تشابه آخر بين كردستان وإسرائيل في أن الدولتين أقيمتا بين دول كلها تكرهها وتناصبها العداء، فهل ينهج حكام كردستان نفس نهج الإسرائيليين مدعومين بثروة النفط؟ ليقفوا على أرجلهم ويحصلون على اعتراف المجتمع الدولي دون النظر للدول الإسلامية والعربية كما فعلت إسرائيل، أم ماذا سيحدث؟هذا السؤال سنتركه ليجب عنه الزمن والأيام القادمة بإذن اله.
 
المختصر المفيد السياسة مهلكة بشكل عام.