عملت «سجانة» وخدعت جنود الإنجليز.. «ماري باي باي» أشهر قبيحة في السينما
فن | التحرير
الخميس ٥ اكتوبر ٢٠١٧
الموهبة ليست شرطا رئيسا لدخول أحدهم إلى مجال التمثيل، ففي كثير من الأحيان يبحث المخرجون عن شخصية تتسم بملامح وجه معينة، وهيئة جسمانية مختلفة، بهدف حصرها في دور محدد، لا يستطيع الممثل العادي تأديته مهما فعل به "المكياج"، وعليه فُتح لهؤلاء المحظوظين باب الشهرة، وبدلا من سخرية الآخرين تجاههم في الحياة اليومية، تحولت ملامحهم إلى مصدر رزق وشهرة في آن واحد.
اكتشفها عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي، وضمها إلى فرقته، ثم انتقلت للعمل مع ثلاثي أضواء المسرح، ومنه إلى عالم السينما، إذ تخصصت في أداء دور المرأة القبيحة، التي يهرب منها الرجال، ولعل أشهر مشاهدها ذلك الذي أدته أمام الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، في فيلم مطاردة غرامية، حينما قرر مغازلة الجميلات اعتمادا على حذائهن، فيسير في الشارع ويغازل إحداهن قائلا: "مدام.. بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية"، ليفاجأ بأنها سيدة قبيحة الوجه، ولم تكن سوى "ماري باي باي"، فبادر بقوله: "لامؤاخذة يا خالتي"، لترد عليه: "خالتك؟ أنا خالتك يا معدوم الضمير يا معدوم النساء؟ يا عسكريييييييي".
وقدمت خلال مسيرتها الفنية حوالي 28 فيلما بدأت بفيلم "المهرج الكبير" سنة 1952 مع يوسف وهبي، مرورا بأفلام مثل: "الآنسة ماما، جعلوني مجرما، مطاردة غرامية، لسانك حصانك ، نهارك سعيد، والبحث عن الفضيحة"، وبالرغم من صغر حجم أدوارها إلا أنها كانت مناضلة فنية ضد أي شيء يمس المهنة، وبرز ذلك عندما شاركت في اعتصام الممثلين اعتراضا على القانون رقم 103 عام 1987، الخاص بتنظيم عمل النقابات الفنية الثلاث، وحينها أثارت "بهيجة" ضحكات الحضور حينما ذهبت إلى أحد الحاضرين، وهو المخرج خيري بشارة، فقالت له: " أنا اسمي بهيجة محمد سايقة عليك النبي محمد أديني دور"، فضحك الجميع.
ظلت "بهيجة" تقدم أدوار المرأة القبيحة في أفلام السينما، وصولا لفيلم "الراية حمرا"، عام 1994، الذي كان آخر عمل فني شاركت فيه، إذ جسدت دور فتاة ليل، وبعد عرض الفيلم بـ3 أعوام توفيت "بهيجة" في 5 أكتوبر 1997، عن عمر ناهز 80 عاما.