مصر في القلب
د. مينا ملاك عازر
٠٢:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ١٠ اكتوبر ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
يقف على عكازين رافعاً قدم واحدة، يرقص فرحاً بانتصار منتخب بلاده، والآخر يبكي بحرقة لأن مرمى منتخب بلاده مُنِيَ بهدف،وتسألهم تجدهما يبحثان عن وظيفة،ولعلهما لم ينالا قدراً وافياً من التعليم، ولعل مبتور القدم لم يجد الرعاية الصحية المناسبة والتي تليق بإنسانيته، والتي ينالها نظرائه في البلاد المتقدمة من توفير أطراف صناعية تلائمه وتناسبه في القيام بهواياته ونشاطاته وأعماله، لكنهما اتفقا على حب هذه البلد التي قصرت في حقهما مثلهما مثل ملايين الشباب الذين إما لم يجدوا وظيفة أو لم يجدوا قسط وافر من التعليم أو وجدوا أبواب السجون مفتوحة لهم لأنهم قالوا لا، وطالبوا ببقاء الأرض أو الحرية للشعب أو حقوق الإنسان، رغم تقصير هذه البلد والحكومات المتعاقبة إلا أنهما أيضاً ومثلهم مثل شباب كُثر أحبوها، وارتضوا منها ما تقدمه لهم، وعلى استعداد لبذل كل غالي ونفيس لأجلها لا لشيء إلا لأن مصر في القلب.
يقف على عكازين رافعاً قدم واحدة، يرقص فرحاً بانتصار منتخب بلاده، والآخر يبكي بحرقة لأن مرمى منتخب بلاده مُنِيَ بهدف،وتسألهم تجدهما يبحثان عن وظيفة،ولعلهما لم ينالا قدراً وافياً من التعليم، ولعل مبتور القدم لم يجد الرعاية الصحية المناسبة والتي تليق بإنسانيته، والتي ينالها نظرائه في البلاد المتقدمة من توفير أطراف صناعية تلائمه وتناسبه في القيام بهواياته ونشاطاته وأعماله، لكنهما اتفقا على حب هذه البلد التي قصرت في حقهما مثلهما مثل ملايين الشباب الذين إما لم يجدوا وظيفة أو لم يجدوا قسط وافر من التعليم أو وجدوا أبواب السجون مفتوحة لهم لأنهم قالوا لا، وطالبوا ببقاء الأرض أو الحرية للشعب أو حقوق الإنسان، رغم تقصير هذه البلد والحكومات المتعاقبة إلا أنهما أيضاً ومثلهم مثل شباب كُثر أحبوها، وارتضوا منها ما تقدمه لهم، وعلى استعداد لبذل كل غالي ونفيس لأجلها لا لشيء إلا لأن مصر في القلب.
أعطتهم قدر متميز من الامتيازات والاستثناءات والدعم والإعفاءات الجمركية والضرائبية ورسوم الإغراق على المنتجات المنافسة لهم ليبقوا محتكرين ويرفعوا في أسعار منتجاتهم دون مبرر ودون حامي للشعب وللوطن، فتجدهم يقدمون بعض الأموال تبرعات للمنتخب وهادوا قنواتهم بأحدث أنظمة التصوير لينقلوا للشعب الصورة جيدة، وفي الحقيقة هم يأخذون على تلك التبرعات خصومات من المستحقات الضريبية التي عليهم، هذا إن كانوا يوفونها أو على الأقل يوفون ما عليهم منها فعلاً ليدعوا أن مصر في القلب.
مصر في القلب، وأنا لا أشق الصدور لأرى ما بها، لكني وإن كانت مصر في قلوب رجال الأعمال المتبرعين بأموالهم فهذا حق لها، فقد أعطتهم الكثييييير، أما وهي في القلب من قلوب الشباب فهذا واجب منهم، لأنها بلادهم ووطنهم، ويفخرون بنصره ويخذون بهزيمته،ويهللون في الشوارع نفس الشوارع التي يقطعونها جيئة وذهاباً ليبحثوا فيها عن لقمة عيش فرصة عمل أو يهربون من شرطة تطاردهم لأي سبب أو لأنها لا تستطيع مطاردة من يستفيد من دعم الغاز والكهرباء، ويبيع لنا المنتجات بأسعار غير مدعومة لأنهم بدورهم يدعمون الحكومة الفاشلة التي تبادلهم الدعم ويبقى الوضع بينهم وبين الحكومة هكذا، هي تدعمهم وهم يدعموها على حساب شعب يفرح بهدف ويحزن لهدف، وفي كل الأحوال يحب مصر.
السطور الماضية ليست دعوة للطبقية أو نشر للحقد الطبقي أو رفض لأموال نالها اللاعبين لأنهم اجتهدوا، لكنها إقرار بأمر واقع مؤلم، بأن من يأخذ القليل يعطى الكثير، ومن أخذ الكثير يبذل القليل، وحتى قليله هذا سيخصمه من المستحقات الضريبية، يعني من ذقنها وافتل لها، وسلم لي على وطنية طامعين في الاقتراب من السلطة.
المختصر المفيد بلدي وإن جارت عليَّ عزيزة.