ليست آخر ليلة عرض
د. مينا ملاك عازر
٢٠:
٠١
م +02:00 EET
الاربعاء ١٨ اكتوبر ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
تلبية لدعوة كريمة من صديقي العزيز ريمون زكي، مسؤول فريق التمثيل بكنيسة مارمرقس بشبرا حضرت عرض لمسرحية الإخوة كرامازوف.
وعلى طريقة كارمن للفنان محمد صبحي، الذي ألفها وأخرجها وقام ببطولتها، قدم فريق المسرح بالكنيسة مسرحية الإخوة كرامازوف برؤيتهم وبتناغم جميل وصل لحد المزج المبدع بين شخصيات العملحيث قدم شباب الفريق مسرحية"آخر ليلة عرض" لكني تمنيت إلا تكوون هكذا ووددت ان أكرر حضور العرض، المهم المسرحية تحكي أن فريقاً مسرحياً يسافر لروسيا لتقديم مسرحيتهم، واستغلوا ذلك في أن يقدموا شرحاً وافياً لمن لا يستطع مواكبة الأحداث، وبرعوا في تحليل الشخصيات، إذ جعلوك تراها من وجهة نظر وقت المسرحية الأصلية، ومن وجهة نظر معاشة وواقعية وحالية.
بعد الثناء على المؤلف الغاش ببراعة الفكرة من كارمن "صبحي" والذي أبدع في أن يمزج ويقرن بين الأدوار، اللهم إلا أنه أخفق في أن يسرع برتم المسرحية التي وصلت مدتها لثلاث ساعات، وهو ما جعل المبدع الذي أخرج العرض يسقط في نفس خطأ المؤلف، إذ ترك الممثلين يضعون لمساتهم الضاحكة التي تجذب الجمهور إرضاءاً له، فأبطء أكثر من رتم المسرحية، غير أن المخرج كان متميزاً في كثير من الجوانب، اللهم إلا أنه أفلت منه الحال في قبوله بأن يرفع الممثل صوته دون داعي تعبيراً عن انفعاله.
أما الممثلين فكلهم اجتهدوا حتى المؤدين منهم حاولوا أن يكونوا ممثلين، بيد أن عابهم محاولتهم الحسيسة لإرضاء الجمهور بإضحاكهم أو تعلية صوتهم دون مبرر أو أخطاء حفظ أو تداخل في بعض الأحيان، والأخير مقبول في إطار أن المسرحية شارك فيها مجموعة كبيرة، لكن يجدر بي الإشارة إلى أكثر اثنين لفتا نظري في عرض الاثنين السادس عشر من اكتوبر، وهما شهيرة بحسب اسمها في المسرحية الأولى "جروشينكا" بحسب اسمها في مسرحية الإخوة كرامازوف، ويوسف شكري بحسب اسمه في المسرحية المؤلفة و"إيفان" بحسبالمسرحية الأصلية، فتحية للجميع، ولرواد الفريق.
أما الديكور، فكان رائعاً بحق، مبدعاً، استطاع نقلي لأجواء الأحداث في روسيا وفكره رائع، وبدى عليه أن مصروف عليه الكثير والكثير، فتحية لمصممي الديكور وللكنيسة التي دعمت الفريق.
وأخيراً، أقدم التحية مرة أخرى للكنيسة التي قدمت على خشبة مسرحها، مسرحية تناقش فكر الإلحاد الذي انتشر، وعلاقة الإنسان بخالقه، وانتظاره له لكي ما يلبي له طلباته ورغباته، واحتياجاته، كان ذلك بجرأة تحسب للكنيسة، وبدقة وحرفية تحسب للفريق وبخاصة المؤلفين، بيد أن وفي هذا الصدد عابهم إظهار الراهب زوسيا بمظهر الضعف في القدرة على إقناعهم بوجود الله، واعتمدوا على أن يظهر الله نفسه بأعماله لأكثرالمحتاجين لعمل الله من بين اعضاء الفريق.
ختاماً، استمتعت بالعرض، ولن أكتب عنه الكثير رغم أنه لديما أكتبه، بيد أنني أخيراً شعرت أن ما كنت أنتظره من الفريق بدأ يؤتي ثماره، ولم يزل لديهم الكثير إذا ماتخلوا عن طموحاتهم للنزول للجمهور، وقرروا جذب الجمهور لمستويات أعلى.
المختصر المفيد المصريون لا يقبلون النقد وبالأحرى الهواة لايتحملونه.