الأقباط متحدون - طنط عواطف ، طنط نفوسة ، طنط حكمت و مكارم الاخلاق
  • ٠٠:١٧
  • الجمعة , ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧
English version

طنط عواطف ، طنط نفوسة ، طنط حكمت و مكارم الاخلاق

محمد حسين يونس

مساحة رأي

٣٦: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ٢٠ اكتوبر ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 محمد حسين يونس

11 - طق حنك العواجز (أى من يعجزعن الفعل ).
في نهاية أربعينيات القرن الماضي .. كانت الشابة عندما تخرج مع خطيبها للنزهة .. تصطحب معها شخص من العائلة .. الام الاخ أو قريب لها ..و كان هذا يعتبر مشهدا طبيعيا أن يذهب خطيبان إلي السينما و معهما ولد يعتبر (محرم ) أو إعلانا بأنهما في خارج المنزل بعلم الاسرة ..

شابات العائلة و صديقات والدتي و جاراتنا .. عندما تأكدن من أنني لا أتكلم و أحفظ السر كن يصطحبنني معهن إلي الاماكن التي يرتادنها مع أصدقائهن أو خطابهن .. و كانت دائما ما تكون صحبة مملة لي فيما عدا عندما أخرج مع طنط عواطف .

الانسة عواطف نظير كانت شابة زى القمر .. طويلة متسقة القوام شيك تعتني بملابسها و (الميك أب ) و تهتم بسلوكها و ألفاظها لدرجة ملفته .. و كانت في طريقها لمقابلة خطيبها (أو صديقها ) لا أعرف تتحدث معي .. لما تخرج من الباب أو تدخل لمكان و معاك سيدة فتقف حتي تدخل هي في الاول ( ليديز فرست ) لما تمشي علي الرصيف يبقي الراجل بجوار الشارع و السيدة بالداخل علشان لو عربية طلعت علي الرصيف تاخد الراجل .. لما تكون طالع السلم الست الاول و خلفها الراجل علشان لو وقعت يسندها .. لما تقابل واحدة ست تجيب لها وردة علي الاقل أو باكو شيكولاته .. ثم أهدتني بعد ذلك كتاب عنوانه (الاتيكيت ) .. في الاربعينيات كانوا يعلمون الصبية و الصبايا الاتيكيت .

طنط عواطف كانت حريصة علي أن تجعل مني .. (جينتل بوى ) .. و ظللت علي تعليماتها حتي المشيب

طنط نفوسة خليفة كانت أول ناظرة مصريه لمدارس البنات في مصر .. وكانت قد أتمت تعليمها في إنجلترا في نهايات الثلاثينيات .. و تطبعت بالاسلوب الانجليزى في الحياة .

طنط نفوسة كانت بنت خالة أمي .. وتعتبرها أختها الصغيرة .. بحيث كنا ممكن أن نقضي عندها في الفيلا المنشأة في الدقي (زمان ) يوم أو يومين نلعب في الروف جاردن .. بين حب و رعاية (نينه أم إسماعيل ) خالة أمي و طنط نفوسة إبنتها ..

الاستيقاظ في الصباح باكرا .. غسيل الوجه و الاسنان .. و صباح الخير لكل من تراه .. وفي الثامنة تماما يدق جرس فضي صغير موضوع علي البوفية .. لنحضر و نلتف حول مائدة الافطار .. الشاى في براد صيني .. و لكل شخص فنجان .. و طبق و شوكة و سكينة .. و فوطة .. و في الوسط أوعية مغطاه بها جبنة و مربي .. و بيض مسلوق .. و أطباق بها فول ( مغطي بشبكة سلك ) وسلة بها عيش مقطع إربع ..

ثم عندما يكتمل العدد بوجود زوجها علي راس المائدة .. يفتتح الاكل .. خلال تناول الطعام نسمع التوجيهات .. المربي في الاخر .. خد من الطبق الرئيسي و حط في طبقك مستعملا المعلقة أو الشوكة المخصصة لنوع الطعام مش معلقتك .. كل علي مهلك .. صغر اللقمة .. أمضغ كويس .. خد علي قدك .. خلص اللي في طبقك .. كنا ننزعج من تعليات (أبلة الناظرة ) لكن تعلمنا

طنط نفوسة هي التي جعلت والدتي لا تنجب أكثر من ثلاثة و علمتها تحديد النسل مبكرا .. علشان تعرفي تربيهم.

طنط حكمت زوجة الدكتور فؤاد بهجت حكيمباش مستشفي حلوان .. إبن عمة والدى .. عندما زارهم جوز عمتي القادم من الاسكندرية و معه إبنه نبيل إصطحبني معهما .. فسحة نروح الحديقة اليابانية و عين حلوان .. و أتعرف علي بنات و شباب العائلة ( لازم يكون فيه ود ) .. علي الغذاء .. تم تنفيذ كل التعليمات التي تعلمناها في بيت طنط نفوسة .. حتي جاء دور الحلو (مانجو ) .. و بدأ نبيل يقشر نصيبه بأسنانه .. و كأن القيامة قامت .. لا يا حبيبي المانجو تتاكل بالسكين و المعلقة .. شوف عمك بياكلها إزاى .. غضب الولد و زاح الكرسي ليغادر .. لكن طنط حكمت قالت له عيب .. متقومش إلا لما يقوم عمك و بابا .. الكبار الاول ثم الاصغر .

لقد كان الجميع يحرصون علي تهذيب سلوكيات الابناء في نهاية الاربعينيات .. أيام .