نجار فوق تلال الناصرة
أوليفر
٤٧:
٠٩
ص +02:00 EET
الاثنين ٣٠ اكتوبر ٢٠١٧
Oliver كتبها
فى القسم الشمالي لمنطقة الجليل فى الناصرة التي تعنى الغصن , عاش الفتي يسوع المسيح الغصن الحى الذى صار أصل الكرمة.كان موقع البيت حيث عاش الصبى موقعاً شاقاً .إضطر الفقر يوسف النجار أن يستأجر هذا المنزل أعلى التل زهيد الثمن فأرباح مهنة النجارة لا تؤهله للسكني بالسهول حيث الحياة أقل مشقة.
فوق التل لن تستطيع أن تنظر قمة الجبل البعيد.ما دمت فى الناصرة لن ترالجلجثة التي تبعد مائة كيلو من هناك.لكن عيني الصبي ترمق ما خلف المسافات.كان الصبي يسوع سعيداً للغاية بمشاركة أبيه - بالشريعة- و أيضا كان يوسف النجار يلاحظ حلاوة فتاه يسوع.كان يوسف و هو منهمك في صناعته يناله شعوراً مهيباً و مريحاً لا تفسير له عند الشيخ المبارك يوسف .كان يجد ورشته كأنها تتسع لتحتضن الجبل كله.كان ير السماء أقرب مما كان يراها من قبل.
- يدخل الصبى ورشة أبيه.يمسك المطرقة بيده الحانية.يمسك الخشب بيده و ينظر لأبيه ليسمع منه ماذا يطلب منه لكي يصنعه.اليوم سيصنع يد للفأس لأحد الجيران.أسمه شمعون النزرتى أي الذى من الناصرة.إنكسرت يد الفأس من شمعون و جرحته بشدة لما طارت راس الفأس في وجهه. فطلب من يوسف أن يصنع يدا جديدة.فلما أمسك الصبي يسوع بالخشبة كان كمن ير شمعون و يعرف إحتياجه بالتدقيق.أخذ يهذب الخشبة لكي لا تجرح يد شمعون. أخذ يشتغل بكل قوته و عرقه يتصبب على الخشبة. وقتها علمت أن عرقه فوق الجلجثة لم يكن جديدا عليه.ثابر الصبي الجميل على خشبته حتى جعلها ناعمة مثل يده الرقيقة.أدخلها فى رأس الفاس الحديدية فكانت مناسبة جداً.فرح الصبي و هو يعط لأبيه يوسف الفأس بعد إتمامه.أمسك يوسف بالفأس فأحس بقوة ترد إليه الشباب الذى مضى.تأكد النجار العتيق من جودة أداء الصبى الجديد.طلب منه أن يذهب بها إلى شمعون قائلاً إعطها له يا إبني و سيعطك بعضاً من ثمار حقله فإحملها عنا أيها المحبوب.أسرع الصبى إلى شمعون بالفأس و عاد حاملاً الكثير بقدر ما إستطاعت يداه أن تحملا من الثمار و جاء سريعاً.
- مر يوم من ايام ورشة يسوع. لو أنك لازمت الصبي في كل يوم ما كنت تفيق من كثرة الأحاديث عن أعاجيبه.فى كل يوم أعجوبة باكراً اليوم التالي كان شمعون حاملاً الفأس جالساً عند باب الورشة.ينظر إليه يوسف ألعله يطلب شيئاً جديداً؟أم أن الفأس لم تعجبه لكن إبني لم يكن يوماً موضع شكوي من أحد.؟ لكن شمعون أسرع بقوله: مبارك إلهك ايها البار يوسف.مبارك إبنك الحبيب.لقد حدث معي اليوم الكثير و لولا هذه الفأس لكنت الآن ميتاً من لدغة الحية.لقد أنقذني إبنك.بل الأكثر من ذلك أنني كلما عملت بالفأس لا اشعر بالتعب.ما هذه الفأس أيها الشيخ؟ الأرض تستجب لكل ضربة منه.كما بضربة واحدة ماتت الحية؟ الأكثر من ذلك أنها إنزلقت من يدي فلم تصيبني كما يحدث دائماً معي.هذه الفأس ليست كالفئوس. لقد برأت يدي المجروحة وقتما أخذت الفأس في يدى..لقد جئت أطلب منك أن تصنع لي ما تشاء .إصنع لي ما يحلو لك لك من أثاث البيت لكي يكون في بيتي شيئاً من صناعة نفس الأيادي المباركة التي لإبنك.
- ثم نظر للصبي يسوع.عجيب أنت أيها الفتي.أعتذر لك لأنني تهكمت يوماً علي أبيك .كنت مثل الجيران نعايره بك؟نحن نعرف أنك ولدت ولادة غريبة للآن لا أصدقها لكنني اليوم فقط أري فيك ما ليس في كل النجارين لا بل في كل الناس.إقبل أسفي أيها المبارك.إقبل أسفي ايها الشيخ يوسف.و أنت أيها الفتي الذى إتسع قلبه لي: هل يمكنك أن تصنع لي كرسياً أرتاح فيه حين أعود من الحقل.إصنع لي شيئاً بيدك المتمكنة أيها الصبي.
- الصبي لا يتحدث كثيراً في ورشة النجارة.لكنه يتقن ما يعمل .شمعون صار يأتي كل يوم ليحكي يوميات الفأس و معجزات الشفاء التي ينالها هو و أصدقاءه بالجلوس علي الكرسي الذى من صناعة الصبي يسوع.صارت اللورشة ممتلئة بقصص المعجزات التي تحدث من منتجات يسوع.
- كان شمعون يطلب أشياءاً يصنعها النجار العجيب يسوع و أبيه يوسف لأنه يستمتع ببركات و معجزات من كل ما تنتجه يد المبارك.لقد صار شمعون مكتفياً بأن يتبني طلبات الأصدقاء و الجيران التي يحتاجونها و يأتي ليضعها بكل أدب و لطف قدام يسوع الحنون.
- المفرح لي أن شمعون وافق علي أن يحكي لي يوميات النجار. و لقد وثقت فى شمعون الذى صار لا يطيق فراق الصبي حتي أنه إستأجر فلاحاً ليعمل لحسابه لأن خيرات الحقل زادت بكثرة و لم يعد يقدر علي ملاحقة البركة في حقله.و لكي يتفرغ شمعون للتأمل في هذا الصبي المدهش.