الأقباط متحدون | موت!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:١٥ | الأحد ١٧ ابريل ٢٠١١ | ٩ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

موت!!

الأحد ١٧ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
لا تتعجَّب صديقي القارئ من إنني اخترت كلمة "موت" لتكون عنوان مقالي، والذي من المفترض أن يكون مقال ساخر! فكيف الموت يكون موضوعًا لمقال ساخر؟! وهل لي أن أجعل من الموت فرصة للسخرية؟ صدقني هذا ليس اختبار لإمكانياتي، وإنما أنا أرى أن كلمة موت التي يغفلها المصريون، والتي يستنفرون فور الإتيان في سيرتها، ويطالبون بتغيير السيرة- أقول إن كلمة "موت" هي الكلمة التي يجب أن تُوضع بالفرض على مرأى من كل مسئول مصري، وليس رئيس الجمهورية المقبل فقط، لكي يبقى متذكِّرًا أن الموت هو الحقيقة الوحيدة الموجودة في هذا الكون، ورغم ذلك نتغافل عنها، ونهمل التفكير فيها، ونتشاءم من سيرتها! ولما يأتي الموت نفاجئ ونُصعق! حتى أن الرئيس السابق انصعق فور موت حفيده، وسارع ببناء مقبرة مكيفة الهواء فشر السينمات، ومجهزة بثلاجة، وتليفون دولي طبعًا!! لم يكن يقصد من بنائه لمقبرة بهذه المواصفات منافسة الأهرامات الخالدة، وإنما توفير أكبر قدر من الراحة للميت، قل لأهل الميت كي يطمئنوا عليه أو يطمئنوا على العالم الخارجي!! نسيت أقول لك إن المقبرة مجهَّزة بثلاجة محفوظ بها الفاكهة وما إلى ذلك، وغرفة مريحة وأنتريهات منجدة بجلود أمريكية، وأشرف على بنائها مهندسين أجانب، فالرئيس الذي رفض الإشراف الدولي على الانتخابات، فضَّل المهندسين الدوليين في بناء المقبرة، ولم يعتبره تدخلًا أجنبيًا!


وأظن أن الرئيس السابق، قل الراحل، قل المخلوع، لم يفكِّر في الموت- مثله في ذلك مثل عموم الشعب المصري الذي يكره الموت- رغم موت حفيده أمام عينه، لكنه ظنَّ نفسه بمنأى عنه! ورغم كرهه له، إلا أن الشعب المصري أكثر الشعوب التي بنت للموت مباني، ولم تكن مباني عادية، وإنما كانت أعظم المباني، وأعجبها، وأجملها، وهي الأهرامات.


ونعود للرئيس المخلوع، فأراه إنه لو فكَّر بُرهة في الموت لما اقترف ما اقترفه.. وقد يقول قائل: إنه فكَّر ولكنه حسب حسابه، بحيث يخلفه ابنه "جمال"، فيداري على ذنوبه وجرائمه! ولكنه لم يضع احتمالًا واحدًا يشير لفكرة إنه قد تفشل خطة التوريث. اسمح لي أذكرك أن فكرة التوريث قد تكون راودته، هذا إن كان قد فكَّر في الموت حسب اتفاقنا السابق! أقول لك إن الرئيس الذي يكره الموت أظنه اليوم يتمناه ولا يجده، فالموت هو الحل الوحيد الذي يحميه من السجن، وأن يرى بأم عينه محو تاريخه الذي يرى إنه تعب عشان يبنيه، ويسطره، وألا يرى أسرته في السجن. ولذا تأتي المفارقة من أن منْ نسى الموت وتجاهله يومًا، يتمنى أن يذكره الموت في أي لحظة، فينقذ من ذلك الموقف المؤسف له، وطبعًا المشرِّف للثوار الذين أعملوا القضاء والعدالة!


وصدقوني أعزائي، إننا بحاجة أن نتذكر إنه وإن خّلدنا في أعمالنا، ولم نخرج على المعاش، لكن هناك خالق سنقف أمامه، ونعطي حسابًا عادلًا على ما فعلناه، إن كان خيرًا أو إن كان شرًا.. فهل تستتيقظ ضمائرنا يومًا؟ أم أن الحل أن نكتب كلمة موت على كل قطعة أثاث، وكل باب تقع عليها عين أي مسئول مصري، لكي يبقى مدركًا لتلك الحقيقة، وليكن وضعها أمام أعينه مكتوبة بقوة الدستور، فلنجعل مادة بالدستور تجبر كل مسئول أن يضع كلمة "موت" نصب عينيه حتى نضمن أن يتقى فينا الله؟!!


المختصر المفيد، يا من بدُنياه اشتغل، وغره طول الأجل، الموت يأتي بغتةً، والقبر صندوق العمل.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :