حوار مع الكاتب المصرى أيمن فاروق طه
سامح سليمان
الاربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧
قام بإجراء الحوار و إعداد الأسئلة سامح سليمان
نرحب بك أستاذ أيمن ونرجو تعريف القارئ بشخصكم الكريم .
أنا أيمن فاروق طه أعمل في مجالات الاستشارات المالية وأسواق المال والبنوك والاستثمار منذ 21 عاما كما أنني محاضر ومدرب في مجالات التمويل والاستثمار والإدارة منذ 11 عاما.
أما بالنسبة للكتابة الأدبية فقد اتجهت لها منذ سنوات قليلة، ولي بضع محاولات متواضعةفقد نشرت أول أعمالي الأدبية وهو مجموعة قصصية بعنوان "حلقات مفرغة" ثم أتبعتها بمجموعة قصصية أخرى "ومضات من الماضي"، وفي بدايات 2017 نشرت أول رواياتي "ليلة في فيينا"، وقمت مؤخرا بتوقيع عقد نشر رابع كتبي وهو مجموعة قصصية بعنوان "علاقات" ومن المتوقع أن تكون متاحة في الأسواق قريبا بإذن الله.
أما بالنسبة للكتابة السينمائية فقد انتهيت منذ فترة من كتابة سيناريو فيلم قصير مأخوذ عن إحدى قصصي بعنوان "دنيا"، والسيناريو عمل مشترك مع اثنين من أصدقائي الفنانين الموهوبين، وبالفعل ربح السيناريو الجائزة الأولى في مسابقة "مصر دوت بكرة" في شهر مايو الماضي، وجاري حاليا الاعداد لتصوير الفيلم. كما انتهيت مؤخرا من كتابة سيناريو فيلم قصير آخر مأخوذ من إحدى قصصي بعنوان "الوداع" وجاري التحضير لتنفيذه. وأعمل حاليا على سيناريو أول أفلامي الروائية الطويلة.
س : ما رأيك في الحالة الثقافية لمصر فى الفترة الحالية : إعلام _ سينما _ الأدب بأنواعه ؟
دائما وأبدا في أي حياة ثقافية هناك الجيد وهناك غير ذلك.
الميزة الكبيرة حاليا هي وجود الكثير من المنتجات الثقافية مختلفة الأنواع ومتباينة درجات الجودة وبذلك يكون أمام المتلقي فرصة جيدة للمفاضلة والاختيار.
وأنا من المؤمنين بأن المنتجات الثقافية لأي مجتمع هي نتاج أفكار هذا المجتمع وقناعاته وسلوكياته ومبادئه وتطلعاته، وحيثما تجد أغلب المجتمع تجد أغلب منتجاته الثقافية.
س : ما هي أهم الأعمال التي قد ساهمت في تكوين رؤيتك الفكرية و الأدبية ؟
كتب مصطفى محمود، يوسف إدريس، نجيب محفوظ، زكي نجيب محمود، طه حسين، محمد حسنين هيكل، والكثير من القراءات في المجالات الدينية والتاريخ والسياسة والتنمية البشرية، وطبعا مجالات الإدارة وأسواق المال والاقتصاد بحكم دراساتي وعملي.
س : هل تكونت لديك رؤية واضحة لمشروعك الفكرى و الأدبى ؟
كلمة "رؤيتي أو مشروعي الفكري والأدبي" ربما تكون بها بعض المبالغة فأنا كاتب هاو وعدد أعمالي لازال محدودا، أما "محاولاتي" فيما كتبته من أعمال حتى الآن فتتلخص في محاولة تسليط الضوء على أفكار جديدة ومشاعر جديدة ونقلها للمتلقي دون محاولة مني لفرض وجهة نظر معينة.
س: لماذا تدور أغلب الأعمال الأدبية العربية فى فلك العلاقة بين الرجل والمرأة ؟ وهل أنت ضد مصطلح الأدب النسوى ؟ وما رأيك فى المنتج الصادر عن الأقلام النسائية فى الوطن العربى ؟
عدة أسباب.
بداية فالعوامل الرئيسية المشكلة لأي مجتمع من وجهة نظري هي السياسة والدين والجنس. ونظرا لأن هناك تحرجا وشبه رفض مجتمعي من المعالجة الأدبية أو الفنية الصريحة اتجه أغلب الكتاب إلى العلاقة بين الرجل والمرأة للكتابة فيها نظرا لمساحة الحرية النسبية، وأكرر "الحرية النسبية وليست الكاملة"، المتاحة في هذا الموضوع، كما أن الإقبال تجاريا على هذا النوع من الأدب ربما يكون أعلى من غيره.
أما بالنسبة لمصطلح "الأدب النسوي" فأنا لست مع أو ضد أي نوع من أنواع الادب، فمن حق الكاتب الكتابة بحرية واختيار موضوعاته وطريقة التعبير عنها وفقا لرؤيته، ومن حق القارئ انتقاء الأنسب لتركيبته الفكرية، ومن حق الناقد التحليل والدراسة.
س : هل أنت مع أم ضد الكتابة بالعامية و لماذا ؟ هل يجوز كتابة السرد بالعامية ؟ هل كتابة الحوار بالعامية تفسد الذوق العام ؟
حتى الآن كل كتاباتي الأدبية سردا وحوارا هي بالفصحى وأنا مستمتع بالتجربة وبردود أفعال القراء، لكن يظل لكل كاتب الحق في اختيار الطريقة المناسبة للتعبير عما يريد إيصاله للمتلقي.
س : هل أنت مع أم ضد المعالجة الأدبية و الفكرية للتابوهات ؟
لكي يتحرر الأدب والفن ويرتقيا فلابد أن تحاول كل مكونات المجتمع الأدبي والفني والثقافي عموما أن تحطم كافة التابوهات التي تعيق الكتابة (والمعالجات الفكرية والفنية بأنواعها) أو توجهها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى مواضيع معينة، أو تمنعها بشكل مباشر أو غير مباشر من الخوض في مواضيع أخرى.
اما هى أهم المعوقات التى يصطدم بها الكتاب الشباب ؟ ما هو تقييمك لظاهرة الأكثر مبيعاً ؟
المعوقات التي قد يصطدم بها الكاتب عموما هي النشر والتوزيع. فلا بد للكاتب أن يبذل جهدا كبيرا لكي يتمكن من النشر ثم جهدا أكبر في عملية التوزيع والدعاية سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام بكافة وسائطه وأنواعه، وأيضا عليه بناء شبكة من العلاقات داخل الوسط الثقافي بكافة مكوناته إذا كان يرغب في أن يصبح كاتبا محترفا.
أحب أن أتعامل بإيجابية مع أية ظاهرة ومنها ظاهرة الأكثر مبيعا، فهي تعطينا انطباعا عما يريده من يشترون المنتج الثقافي، أي من لديهم الأموال والقدرة والرغبة في انفاقها للحصول على منتج ثقافي مقابلها، وهذا مهم جدا لنجاح التجربة الثقافية في أي مجتمع حيث لابد أن يحقق العاملون في هذا الحقل عوائد معقولة تساعد في استمرار العمل في المجالات الثقافية وازدهارها. ولكن لا بد من الأخذ في الاعتبار أن النجاح أو عدم النجاح التجاري لا علاقة له بـ"قيمة" العمل نفسه.
س : هل توجد علاقة بين الأدب و العلوم الإنسانية و ماهي أهم السمات والمهارات الواجب توافرها لدى الكاتب ؟
في رأيي أنه توجد علاقة بين الأدب وكافة مناحي الحياة وكافة أنواع العلوم.
فالعمل الأدبي هو محصلة تفاعل الكاتب مع الحياة بكل ما فيها وكذلك تلقي العمل الأدبي والتفاعل معه هو محصلة تفاعل القارئ مع الحياة بكل ما فيها.
تُلقي دراسة العلوم الاجتماعية بأنواعها الكثير من الضوء على المنتجات الأدبية –والثقافية عموما- لأي مجتمع في فترة ما وقد تفسر لنا أسباب قبول أو رفض المجتمع لنوع معين من المنتجات الثقافية في فترة معينة، والمنتَج الثقافي نفسه لأي مجتمع يعطيك الكثير من الانطباعات عن الأحوال السياسية والاقتصادية للمجتمع واتجاهاته الفكرية.
س : هل أنت مع أم ضد تحويل الأعمال الأدبية الى أعمال سينمائية ؟ولماذا ؟
لست مع أو ضد أي محاولة لإنتاج منتج ثقافي معين اعتمادا على منتج ثقافي آخر. العبرة بالجودة والقيمة والوصول للمتلقي.
س : هل ما هو رائج الأن من قصة و شعر ورواية يعبر عن الإنسان العربى و أزماتة و صراعه مع ضغوط الحياة ومع ذاتة ؟
بالطبع يعبر عن "جانب" من تلك الأمور وربما مع إزالة العوائق الرقابية الحكومية أو المجتمعية يزداد الأدب والفن قربا من واقع الناس وآمالهم وتطلعاتهم.