الأقباط متحدون - بالرغم من
  • ١٠:٣٩
  • الاثنين , ١ يناير ٢٠١٨
English version

بالرغم من

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١ يناير ٢٠١٨

2018
2018
د. مينا ملاك عازر
 

 أكتب هذه الكلمات بالرغم من رائحة الدم التي زكمت الأنوف ويزكمها غلاء الأسعار الذي يكوي الجيوب،ويحرق القلوب، ويدق البطون جوعاً،واحتمالية أن تحدث حادثة مؤلمة إرهابية أو غيرها قبل نشر هذه الكلمات، لكن أمل ما يحدوني بين فيافي الواقع المؤلم، يجبرني على أن أكتب متفائلاً غاض النظر عن تقاعس شرطي في كثير من الميادين، وتواطؤ مع الإرهابيين حين يتعلق الأمر بعدم بناء كنيسة أو منع الصلاة بها، وعن فشل حكومي في الملف الاقتصادي، وإصرار غير مبرر على بناء الحجر وترك البشر،وتراجع في جودة التعليم، وتأخر في إطلاق المشروع الياباني، واكتناف هذا شبهات فساد أجبرت الرئيس أن يتروى في قبول التلاميذ، وعن إصرار الحكومة على الاقتراض وعدم فتح المصانع للإنتاج، وبناء المساكن للسكنى وبناء الكنائس في الصحراء بأموال التبرعات، وعدم بناء الكنائس للسكان القاطنين في القرى بحجة إرضاء السلفيين، أغض النظر أيضاً عن تفشي الجهل بين الناس وتراخيهم عن الرغبة في التفكير والتدبير، وتواني إنساني في كثير من المجالات الحياتية في تعاملنا مع الأنثى والآخر أياً من كان وأياً من كنا.

بالرغم من هذا، وبغض النظر عنه كله أصر أن أكتب لحضرتك متفائلاً حالما بنسمات أمل تداعب القلوب في عام جديد أعرف أن زيادات الأسعار ستضرب جيوبنا وموجات تكفير جديدة ستضرب قلوبنا،وإصرار على اقتراف الجرائم الاقتصادية ستضرب عقولنا، ونوبات من التنكيل الإعلامي بمنافسين محتملين للرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة ستضرب عقولنا، ولكن أكتب حالماً بأن يكون عامنا الذي يبدأ اليوم عام أفضل، وغدنا الذي يبزغ يحمل لنا شمس تشرق، وحلمنا الذي بين صدورنا سيجد طريقه ليتحقق،، أكتب وأنا كلي رجاء في الله أن يوقينا الغلاء والبلاء وسيف الأعداء، أكتب وأنا أنظر للماضي في أسى وبفخر، وللحاضر في شجن وبنصر، وللغد بتوجس وبصبر.
 
أكتب لك عزيزي القارئ، وأنا أحلم بمستقبل مشرق وعام هادئ يوقينا الله كل ما توقعناه فيه بالسطور السابقة، وها أنا أختطف من بين ثنايا الضيق نسمة أمل تبزغ من إمام الجامع الذي نادى لحماية الكنيسة من الميكروفون، ومن فتوة عم صلاح الذي انقض على الإرهابي وجرده من سلاحه وفك السلاح ليضربه به فيفقده وعيه، أفخر به وأغض النظر عن إن كان رصاص الشرطة الحامية للكنيسة فشنك أو لم يكن لأني لا أرى الرصاص فقط فشنك، فأكم من تصريحات لمسؤولين وأفعال مشاريع قامت بها الدولة أكثر فشنكاً من رصاص الشرطة المحتمل.
 
بالرغم من أني أعرف أن القادم أسوء ما لم نصحح المسار، إلا أنني أكتب وأحلم وأكافح وأصرخ لأصحح حال آملاً أن يخرج المظاليم من السجون، وأنيسمع في هذا البلد صوت معارض بأمان، وأن يكون الغد ضمان لوطنيين مختلفين مع الحكومة والمسؤولين،وأن يختلفوا ويعارضوا ويمارسوا السياسة في أمان وسلام أكتب وكلي أمل في أن أصل للنهر، ولما أصل أجده مستمر في الجريان، ولا تكون دول أخرى أوقفته وجففته، ولا تكون وثائق وقعناها هي الزريعة لهم لتجفيفه، وتكأتهم لحجب الماء عنا، وأمل ألا يكون تقاعسنا واصرارنا على التفاوض على حقنا هو السبيل للعدو للنيل منا، أكتب وأحلم بأن تبقى أرضنا كما هي ولا تنقص قطع جديدة جزر كانت أو كيلومترات.
 
المختصر المفيد الحلم من حقي، والأمل من عندي، والإنقاذ من عند الله، كل عام وأنتم بخير.