الأقباط متحدون - شابهنا و ما شابهناه
  • ١٢:٢٢
  • السبت , ٦ يناير ٢٠١٨
English version

شابهنا و ما شابهناه

أوليفر

مساحة رأي

٠١: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٦ يناير ٢٠١٨

ميلاد يسوع
ميلاد يسوع

 Oliverكتبها 

نتهلل و نتأمل لأن ميلاد مخلصنا هو ميلاد لكل ما هو جديد على البشرية.أحداث الميلاد كالدائرة تراها من أى إتجاه لكن إنعكاسات الرؤية تختلف كلما تجولت عيناك بين أحداث ميلاد الطفل الإلهى.
 
- مع أنه شابهنا فى كل شيء لكنه أيضاً إختلف عنا في كل شيء .فما فعله و لو كان يشبهنا إلا أن كل أفعال المسيح أبدية.كلها خلاصية.كلها نقية.كلها الأعظم و الأقدس و الأمجد.لهذا حين نتعجب أنه شابهنا نتعجب أيضاً كيف يختلف عنا و مع هذا يشبهنا.
 
-الطفل الصغير يدير العالم.يحمي خطة خلاصنا.ليس فقط متضعاً لكنه في المزود يدير الأكوان مجتمعة.هو يشبهنا في ناسوته و نحن لا نشبهه في لاهوته.نجلس قدامه عند المزود و هو مغمض العينين صامت لكنه بنفس العينين يدير الأكوان و لا ينام.إنه يحمى خليقته.وديع في المغارة بديع بإستنارة.رغم أنه بدا متخلياً تماماً عن مجده لكنه ما سمح لأحد أن يستهين به.درس ميلاده عميق في الدفاع عن الكرامة الإلهية و أيضاً عن الخليقة الإنسانية.
 
- ولادته البتولية. من عذراء يولد.ما هو الجنس الذى يولد من عذراء ليس لها رجل؟ هو وحيد الجنس لا يشبهه أحد مع أنه أخذ جنسنا في ناسوته. هذا هو مجده.أن يولد وحده بروحه القدوس.فيكون وحيداً في جنسه.شابهنا في ميلاده و ما شابهناه في تجسده المسيح العجيب في بطن العذراء فى الحمل به متفرداً و فى ميلاده أيضاً و هو يشبهنا.برغم تنازله لأجلنا لكنه أيضاً يحمي مجده و لا يبدده بل فقط يخفيه.ليس إتضاعه هو السبب الوحيد لولادته فى مزود لكن أيضاً تميزه بولادته فى مزود فلا يرتبك أحد في التعرف عليه.فمن هذا الذى ولد في مزود غيره.نعم من أجل تنازله إختار المزود و أيضاً من أجل تميزه عن الجميع إختار المزود و كان يمكنه أن أن يتميز بإختيارات أخري .لكن هذه مشيئته لأجلنا.فهو يحمى إيماننا من الإرتباك بولادته في مزود.
 
- ولادته المعجزية عالية علي فهم البشر لكن الجميع يصدقها.المنتظرون مثل سمعان و حنة النبية والأنبياء و أيضاً الجاهلون بها مثل المجوس.يصدقها أحباؤه العذراء التي آمنت بما قيل لها من قبل الرب و يوسف البار الذى آمن بحلم. و الأبرار سالومي و أليصابات و زكريا الكاهن و يوحنا الجنين الساجد و الأشرار كذلك يصدقونها مثل إبليس المتحير والعدو المتربص هيرودس.البعيدون ملوك الشرق يصدقون و القريبون الرعاة البسطاء يصدقون.الرجال و النساء و النجوم يصدقون.إتفق الجميع فمن شابهه في إعلان ميلاده.
 
- لكي يحمي مجد تجسده صارت العذراء تدور على البيوت لعلها تجد لجنينها موضعاً للميلاد.فكأنها تبشر الناس بالتجسد مع أنها لم تقل لأحد أن إبني هو إلهى. لكنها بشارة الميلاد كرزت بها العذراء فى أوجاع حملها و فى قلبها و بطنها المسيح الإبن ناسوتاً و لاهوتاً فهى الأم الوحيدة التى كرزت بعذراويتها لإبنها.الذى لأجل حماية مجده صدر أمر الملك بالإكتتاب فتسجل إسم المسيح فى وثائق التاريخ.كما تسجلت محاكمته أيضاً.هو فى إتضاعه لا ينس مجده و في تنازله لا  يهمل تأكيد حقيقته الإله المتجسد.
 
- هذا الوديع كان و ما زال جباراً أيضاً.الشيطان يغلق أبواب البيوت كي لا يستقبله أحد و المسيح يختار مغارة حيوانات كي لا يرفضه أحد.هيرودس يريد أن يقتله و المسيح لا يدعه ينتصر.في قدوم المجوس يعلم هيرودس بتجسد إله اليهود و ملكهم.فيكون قد سمع البشارة من غير أن يعترض.ميلاد الملك المسيح كشف شر هيرودس و نواياه.هذا الإله المتضع عادل أيضاً لا يرض عن الشر.لذلك يغير مسار المجوس في عودتهم ليحمهم من شر المخادع فيحترق هيرودس كمداً. المسيح يخلص و هو طفل كما يخلص في كل وقت الراقد فى مزوده  يأمر يوسف في حلم ليأخذ الصبي و أمه و يهرب من الشر.المسيح يدافع عن نفسه و عن أسرته المقدسة و عن البشرية كلها. ينام بريئاً وسط القش لكنه لا يسمح بالشر و الغش.خلاص شعبه عمله الإلهي الذى لا يفرط فيه.فى المزود مهتم بحماية نفسه و عائلته كذلك زائريه.
 
- فإن سألت لماذا لم يحمي المسيح أطفال بيت لحم و تركهم للذبح؟ فالسؤال مخادع. لأنه لم يتوقف عن حماية البشر و لا فشل فى حمايتهم إن تركهم للإستشهاد.المسيح المتجسد لم يأت ليقيم مملكته على الأرض بل في القلوب بشخصه.هذا ما فعله مع شهداءه.هو أقام في قلوبهم فأقامهم بكراً لشهداء العهد الجديد لذلك رآهم يوحنا الرائي بعددهم لم ينقص منهم واحد يرتلون فى مملكة المسيح.الأرض ليست موطن العدل و لو مات فيها المسيح و قام.فحماية الراعى هدفها ضمان قبولنا في ملكوته و ليس حماية الجسد عصاه التي يرفعها هى لضمان خلاصنا و حماية مصيرنا الأبدى. لذلك لم يمنع هؤلاء الأطفال الأبرياء من حصولهم على الخلاص بالموت و لا منع المجوس  الكبار من حصولهم على الخلاص بالحياة.بالموت و بالحياة يحمى و هو الذى يختار الوسيلة لمن يحميهم لكي يخلصهم.لكنه فى كل وسائله يبدو شجاعاً لا يتوان عن الدفاع عنا.
 
- إذ كان في القديم له شعب بإسم إسرائيل ففى الجديد له شعب بإسمه شعب المسيح.فى القديم كان المصريون أعداء شعبه و لما تجسد صار المصريون شعباً له و باركهم.فالمصالحة هى سبب تجسده.حين يصالحنا مع أبيه الصالح و مع بعضنا بعضاً نعيش سلامه و بحمايته نستمتع.لذلك هرب إلى مصرليس مثل الهاربين .
 
شابهنا في الهروب لكنه  جاء مصر مخلصاً و شافياً و ما شابهناه في هروبنا. حسناً صنعت لأجلنا يا مخلص العالم.شابهتنا لكي نشابهك فنجحت فى الإنابة عنا إذ شابهتنا بغير نقص لكننا لليوم لم نشابهك .بيننا و بينك كل الفروق مع أنك صالحتنا.بعيدون نحن عن كمالك و جلالك.ليس لاهوتك هو الفرق الوحيد لكنه الأعظم.نحن قدامك صغار يا طفل المزود.لم نفهم كثيراً من اسرارك حتي اليوم.كل يوم نكتشف أننا نجهل الكثير فنعرف و نتيقن أننا حتي لم نصل إلى مسيرة المبتدئين.نقف قدامك معترفين بأنك حققت رسالة خلاصنا بكل معايير النجاح و إذ نجد أنفسنا مقصرين في كل شيء ندنو نحو مزودك و نسجد لإتضاعك و مجدك معترفين بأننا بدونك لا شيء أبداً.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع