ميلاد المسيح وصلاة أقباط النجوع في مزود

 

لايولد المسيح مرة في السنة ، بل يولد كل لحظة مع ميلاد كل طفل جديد ، ومع كل بداية سلام ومحبة جديدة ،ومن يتأمل الحدث سيجد ان العذراء كانت حبلي في الشهر الأخير بما يترتب علي ذلك من متاعب والام، ولكنها ذهبت مع خطيبها يوسف النجار الي بيت لحم من أجل التسجيل في محل الميلاد استجابة لأوامر الإمبراطور الروماني (المحتل)" يوليوس قيصر"، وتحققت النبؤات "يابيت لحم ، أرض يهوذا ، ما أنت الصغرى في مدن يهوذا ،لان يخرج منك رئيس يرعي شعبي " (متي / 2ـ 6) هكذا ارتبط الميلاد بحدث مدني وطني.. ومن هذا المنطلق تأسست وطنية كنائسنا القبطية ، حتي ان تسميتها :( القبطية اولا ثم ـ الارثوزكسية أو الكاثوليكية او الانجيلية )  حيث يسبق لاهوت الوطن لاهوت العقيدة .وعلي تلك المبادئ "الوطنية المسيحية"، والتي انبثقت من ميلاد المسيح ، تصدت الكنيسة القبطية للمحتلين في كل الاضطهاد من الرومان وحتي الصليبيين ، ولم ترد العنف بالعنف ، وهكذا كان الأقباط في طليعة الشعب المصري في كل الثورات من ثورة 1804 ضد المحتل العثماني وخلع الوالي خورشيد باشا وحتي ثورة 30 يوليو وطر الاخوان والوالي محمد مرسي ،كما لاننسي أن الأقباط ايضا كانوا في طليعة القتال ضد المحتلين الصهاينة 1973، ويرتبط ذلك بالتجسد كما نصلي في القداس القبطي :" تجسد وصار انسانا وعلمنا طريق الخلاص " .. هكذا يعلمنا تاريخ إيماننا النضالي ان الوطن تؤام ملتصق بالكنيسة وان دماء الشهداء لا تذهب هدرا.
 

لم يجدوا مكان في فندق او منزل ، فولد في مزود بقر ، ما اشبة اليوم بالبارحة ، يذكرني ذلك بمئات النجوع والقري منسية الأسماء في الصعيد المنسي وعلي طول الشط وعمق القهر لايجد الالاف من  ألاقباط فيها كنائس للصلاة فيضطرون الي اتخاذ أماكن متواضعة للصلاة فيها ، ومنها في بعض النجوع أماكن كانت حظائر، ان ميلاد يسوع الطفل في المزود يحمل تعزية روحية لهؤلاء المعترفين الجدد بأن المسيح يولد في كل قداس في تلك المذابح الفقيرة المتواضعة التي تشبة المزود.. بعيدا عن كرنفالات الحكام والأغنياء وأتباع هيرودس .
 

هكذا ومن ثم الميلاد هو التجسد والاقتداء بالمسيح وربط المقدس بالزمني لكي نستبق الملكوت علي الأرض .