الأقباط متحدون - دروس من المشهد الإيراني1-2
  • ٠١:٤٦
  • الثلاثاء , ٩ يناير ٢٠١٨
English version

دروس من المشهد الإيراني1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٩ يناير ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية
د. مينا ملاك عازر
بينما تحاول المعارضة الإيرانية إشعال ثورة في بلادها لتطيح بنظام حكم فاشل في نظرها، وتكافح بحك عود الثقاب بالشطاطة لتلقيه على جمر من الغضب متقد في صدور الإيرانيين، تمارس العديد من الحكوماتالرعناء الحمقاء في دول العالم نفس ممارسات النظام الإيراني وهي تظن أن نار الغضب بعيدة عنها، وأن الشعوب يمكن إلهائها بنفس الطرق التي ينتهجها النظام الإيراني، ومع ما تراه من محاولات الثورة إلا أنها لم تزل تراهن على نجاح تلك الطرق الفاشية الحمقاء وتمارسها بكل إصرار، يبدو أن عدم استعار الثورة بإيران للآن يطمئنها ويزيد رغبة في أن تزيد ممارساتها غباءً، ولذا علي فيما أعتقد أن أرصد لكم عدد  من الدروس من المشهد الإيراني.
 
يتضح بشكل كبير من محاولات الثورة الإيرانية في الاندلاع أن لا حل لنزع نظام ديني كالقابع في إيران والرابض على صدور الإيرانيين إلا من تدخل الجيش فلا نجاة للشعب الإيراني من براثن الحرس الثوري الإيراني المدرب والمتشدد والعنيف والمسلح إلا السلاح، وهو غير متوافر في أيدي المدنيين الإيرانيين الذين يعارضون معارضة سلمية قدر الإمكان، اللهم إلا في مواجهاتهم مع الشرطة وهذه لا تزد عن كونها صراعات العصابات الغير مؤثرة على رسوخ النظام  أبداً على أرض الواقع، فتأخر الشعب الإيراني في الثورة جعل الأمور صعبة، وهو ما أنجح ثورة المصريين في الثلاثين من يونيو إذ اجتسوا الإخوان قبل أن يكون لديهم حرس ثوري بنفس كفاءة الحرس الثوري الإيراني، ولم يسعفهم الوقت من إضعاف الجيش وجره تحت سيطرتهم، ودعني أكون أكثر وضوح في ان النسق المصري ورجال الأعمال وذوي المصالح والإعلام المصري الذي وجهته أجهزة ما وشباب مصري تعاون مع رجال ذو شأن في البلد استطاعوا قيادتها نحو بر الأمان وهو ما تفتقده إيران ويحتاجه الشعب الإيراني ليشعلها ثورة.
 
أستطيع أيضاً القول بوضوح، أن برغم التواجد الناجح للنظام الإيراني في اليمن وسوريا ولبنان وتهديدها الغريمة السعودية إلا أن الشعب الإيراني لم ينصاع وراء تلك النجاحات التي تبدو مبهرة لأي شعب كشعوب انخدعت في زعمائها قديماً وهم يدسوا أنفهم في ثورات شعوب عدة وشتى في العالم، وقبلوا أن يضغط عليهم في مقابل دعم ثورات شعوب العالم الحر بدعوة أن هذا دور بلادهم، صحيح أفادهم هذا الأمر بعض الشيء لكن كلفهم اقتصادياً الكثير والكثير حتى أنهم سقطوا تحت براثن الديون وضاع جزء غالي من أراضي بلادهم لتصبح محتلة ردحاً من الزمان.
 
عزيزي القارئ، أسمح لي أن أرجئ نهاية المقال للمقال القادم - بإذن الله لضيق المساحة ونكمل باقي الدروس في الحلقة الأخيرة من سلسلة الدروس هذه.
المختصر المفيد الاقتصاد يا غبي "بيل كلينتون".