وسمعت السّماء
زهير دعيم
١٨:
٠٢
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٣ يناير ٢٠١٨
قصّة للأطفال : زهير دعيم
ما إن عاد نديم ابن الصّف الثّالث من مدرسته ، حتّى اخرج ورقة الامتحان من حقيبته ونادى أمّه متظاهرًا بالحزن :
كما في المرّة السّابقة يا أمّي أشعر أنّ معلّم اللغة العربيّة يظلمني ، فصديقي رئيف كتب نفس الاجابة وحاز على علامة كاملة !!!
نعم يظلمني يا أمّي ولا أعرف السّبب .
رسمتِ الأمّ بسمةً على وجهها واقتربت من صغيرها وعانقته قائلةً :
رسمتِ الأمّ بسمةً على وجهها واقتربت من صغيرها وعانقته قائلةً :
لا يهمّ يا صغيري ، فعلامتك المتوسطة مقبولة وتكفينا ، وبمقدورك أن تُحسّنها في المرّة القادمة ، أليسَ كذلك ؟
وهزّ نديم رأسه مرات..
وتساءلت الأمّ في نفسها قائلة: ماذا افعل ؟ فهذه ليست المرّة الأولى الذي يتذمّر وحيدها من المعلّم ، فكم من مرّةٍ أخبرها أنّه يتجاهله بينما يسأل جاره لأنّه قريبه !!
وكم من مرةٍ اتهمه بالانحياز لغيره دون سبب.
أتراه على حقّ أم انّه يكذب لا سمح الله ، فهي وابوه ربيّاه على الصّدق والاخلاق الحميدة ؟!!!
وهمست في سرّها : سأتشاور مع ابيه عندما يعود من عمله.
وعلى مائدة العَشاء ، اتفق الوالدان وعلى مسمع من نديم على ان تزور الأمُّ المدرسة غدًا وتصارح المعلّم بالأمر.
لم ينمْ نديمٌ في ذاك المساء ..
وكيف ينام وهو يكذب ؟!
فماذا سيكون موقفه غدًا امام المعلّم الذي يدعمه ويساعده ويشجعه ؟
وماذا سيكون حاله مع والديْه عندما يتأكّد لهما انه كاذب ؟
تململ نديم في فراشه ، وهمَّ أكثر من مرّة أن يقومَ ويعترفَ بخطئه ، ولكن سرعان ما يتراجع.... ثمّ جاءته فكرة ، فأغمض عينيْهِ ورفعَ صلاةً حارّةً لساكن السّماء :
" أرجوك يا الهي أن تجعل معلّم اللغة العربيّة يمرض غدًا ، ولا يحضر الى المدرسة ، وأنا أعدكَ بأنّني لن أعود الى الكذب مرّةً أخرى.
ونام نديم ليلته تلك نومًا هانئًا.
وكم كانت دهشته كبيرة في اليوم التالي ، حين حضرت الامّ الى المدرسة ، لتجد ان معلّم اللغة العربيّة غائب .
ابتسم نديم في سرّه وقال بهمس شديد : شكرًا يا الهي..أنا على الوعد..سأجتهد منذ اليوم وسأحصد علامات عالية ، ولن أكذب أبدًا.....