الأقباط متحدون | مشاعر أمهات الشهداء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥٨ | الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ | ١ بشنس ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مشاعر أمهات الشهداء

الاثنين ٩ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: جورج فايق

 

أعذروني أن جاءت كلاماتي مبعثرة أوغير مترابطة فأنا أكتبها بمشاعري و ليس بعقلي أكتبها ومشاعر الحزن و الأكتئاب تحيط بي و أنا أستمع لصلاة تجنيز شهداء أمبابة أكتبها على خلفية صوت صراخ الأمهات الثكالي و الأقارب الحزانى على موتاهم و تعجز أي كلمة على تعزية أي أم فقدت أبنها و قرة عينها و سندها في الدنيا حتى أن قلنا لهن لا تحزنا فأولادكن اليوم في الفردوس و هذه حقيقة لا جدال فيها و لكن مصيبتهن كبيرة أشعر بها و أعرف تماماً ما يشعرن به من مشاعر يعجز أحد عن وصفها و لكني سأحاول وسوف أدعي أنني أعرف بعض مما يشعرن به

وأخص بكلامي الأمهات خاصة لأن الأخوة و الأصدقاء والأقارب سوف تأخذهم مشاغل الحياة وبعد فترة طالت أو قصرت ستهدأ مشاعرهم أم مشاعر ألأمهات فتظل ملتهبة حتى أن بانت أنها خمدت فاقل كلمة أو حدث كفيلة بالهاب هذه المشاعر مشاعرأمهات الشهداء التي أعرفها و سوف أحاول وصف بعض هذه المشاعر أن أستطعت :-


· أعرف مشاعرهم عندما يرجعن بيوتهن و لا يجدن أبنائهن فيها و بالأخص أذا دخلن غرف أبنائهن التي سوف يحرصون على عدم الدخول إليها كثيراً لأنها سوف تذكرهن بخلوها من أبنائهم

· أعرف مشاعرهن عدما يتصورون أن كل ما حدث ما هو ألا كابوس فظيع سوف يستيقظن مه ليجدن أولادهن في البيت و كأن شيء لم يكن

· أعرف مشاعرهن عندما ينسوا أنهن فقدن أبنائهن و ينتظرن عودتهم للمنزل في مواعيدهم المعتادة أو عندما يجدهم تأخروا فيفكرون في الأتصال بهم للأطمئنان عليهم فيتذكرن و يصدمن أنهن لا يستطيعات أن يتحدثن إليهم حيث هم


· أعرف مشاعرهن عندما يرون ملابس أولادهن التي كان يردتيها أولادهن قبل خروجهم و أستشهادهم و أعرف ما يقوم به هؤلاء الأمهات الثكالى بحضن هذه الملابس و البكاء على أولادهن التي مازالت تحمل رائحة ولادهن و يجد في هذا بعض العزاء

· أعرف مشاعرهن عندما يروا اصدقاء أولادهن الذين أعتادن أن يروا أولادهم معهم فيبحثن وسطهم و لا يجدن أبنائهن فتتجدد أحزانهن

· أعرف مشاعرهن في المناسبات السعيدة و بالأخص الأعياد أعرف كيف يمر عليهن يوم العيد بطيئ حزين قيتمنين أن يلحقا العيد المقبل بأولادهن الشهداء


· أعرف مشاعرهن جيداً عندما يرون الفتاة التي كان أبنها يفكر في الأرتباط بها و كم تخيلت مشهد فرح أبنها مع هذه الفتاة و لكن هذا المشهد تبدل بمشهد جثمان أبنها و الدماء تلطخ وجهه و ملابسه أو منظر نعشه و هو محمول على الأعناق لمثواه الأخير و اعرف أن هذا المناظر لن تفارق مخيلتهن طول حياتهن

· أعرف مشاعرهن عندما يتذكرون الأمراض التي ألمت أولادهن و هم صغار و يقولوا لما لما يموتوا وهم صغار بهذه الأمراض ؟ كان سيكون أهون علينا و ربما كن و قتها قادرات على أنجاب غيرهم

· أعرف مشاعرهن جيداً و هن يطبخون أو يأكلون صنف طعام كان يحبه أولادهن و يطلبوه منهن فيختلط الطعام بالدموع

· أعرف مشاعرهن بفقد أي أحساس بأي سعادة أو لذة بعد يوم أستشهاد أولادهن

أعرف مشاعرهن عندما يسئلوا الناس من كل ملة و من كل دين بأي ذنب قتلوا أولادنا

أعرف مشاعرهن في كثير من المواقف و الأحداث .........


· و الأهم أعرف مشاعرهن عندما لا يعاقب من حرض أو قتل أولادهن بل بالأكثر أعرف مشاعرهن عندما يفترى على أولادهن كذباً و القول بأنهم هم الذين بدأوا بالأعتدء و لا تتعجبن من هذا فهم أولاد الشيطان الكذاب و أبو كل كذاب

فلا تنتظرن رداً صادقاً من الذي حرض أو قتل أولادكن إذا سئلتهم بأي ذنب قتلتوا أولادنا ؟

هل فكروا هؤلاء القتلى المسعورين في مشاعر هؤلاء الأمهات وهم يقتلون أولادهم ؟

بالطبع لا فهل يفكر الذئب الذي ينزع حمل من حضن أمه في مشاعرها ؟


كل هم الذئاب هو القتل و سفك الدم و أن كان الذئب لا يهاجم الا ليأكل فهذه هي طبيعته التي وضعها فيه الله فلا ذنب له في ذلك و لا يقتل الذئب لمجرد القتل كما يفعل هؤلاء الذئاب المسعورة

أخيراً لا أجد كلام أقوله لأي أم فقدت أبنها غير أني :-

أطلب من الرب ان يعزي كل أم فقدت أبنها تعزية سماوية و يصبرها على فراق أبنها وواثقين أن لله سوف ينتقم لدماء الشهداء و أن لم يحدث هذا على الأرض فسوف يحدث في السماء

George_faik@hotmail.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :