المسيح المعلم الصالح
سامية عياد
٥١:
٠٨
ص +02:00 EET
الأحد ٤ فبراير ٢٠١٨
عرض/ سامية عياد
"سمعتم أنه قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم" هكذا كان يسوع يهتم بتوعية الشعب وتعليمه وتقديم المفاهيم الروحية السليمة ليدركها الجميع ، لذا كان يخاطبونه أحيانا بعبارة "يا معلم" ..
نياحة الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "المسيح المعلم" وضح لنا كيف اهتم يسوع بالتعليم اهتماما فائقا وبخاصة لأنه كانت فى أيام بشارته أخطاء كثيرة بين معلمى اليهود وانحرفات فى فهم وصايا الله نذكر على سبيل المثال تقديسهم ليوم السبت باعتباره يوم الرب لا يجوز فيه أى عمل ، استطاع يسوع أن يثبت فساد تعليمهم ، كان يقوم بعمل معجزات فائقة للعقل يوم سبت ، وأصر على تعليمه بأنه يجوز فعل الخير فى السبوت ، كان يعلم فى كل مكان يطوف المدن والقرى يكرز ويبشر كان يعظ فوق الجبال وكان يعظ فى البرية وعلى شاطىء البحيرة ووسط الحقول بل كان يعلم وهو سائر فى الطريق فى البيوت أو لقاءات أو زيارات خاصة وأحيانا كان يدخل الى الهيكل ويعلم ، لم يكن له مكان محدد للتعليم بل فى كل مكان كان يشرح ويفسر ويلقى كلمات المنفعة وهكذا اشتهر بالتعليم وبلقب المعلم الصالح.
وفى تعليمه كانت له شعبية جارفة تتزاحم الناس حوله ازدحاما شديدا وكان له تأثير عميق على النفوس حيث قيل إن الناس "بهتوا من تعليمه" وأنهم قالوا "لم نسمع من قبل كلاما مثل هذا" بل نجده يرسل تلاميذه ليعلموا "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصتكم به.." ، وفى تعاليمه قدم الرب يسوع للناس مستويات عالية من الروحيات قال لهم "كونوا كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل" وايضا "أحبوا اعداءكم ، باركوا لأعينكم ، واحسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" فى مختلف القيم الروحية كان يعلم الناس الوداعة ، الاتضاع ، العطاء وعمل الخير وغيرها.
ومن التعاليم السامية التى علم بها قوله "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم ، افعلوا أنتم هكذا أيضا بهم" ، علم الناس معنى العبادة الحقيقية التى تنبع من القلب ، بل ارجع كل كلمة تخرج من الفم منبعها القلب فقال لهم "من فيض القلب يتكلم اللسان.." ومن جهة العفة قال "من نظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنا بها فى قلبه" لقد شدد الرب يسوع على العمل وليس على مجرد المعرفة فقال "من عمل وعلم ، فهذا يدعى عظيما فى ملكوت السموات" .
أيها المعلم الصالح هب لنا أن نحفظ تعاليمك ونعمل بها فلتكن جميع وصاياك المحيية نبراصا لحياتنا وسراجا ينير لنا الطريق ...