فخرج وهو لا يعلم الى أين يأتى
سامية عياد
١٤:
٠١
م +02:00 EET
السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨
عرض/ سامية عياد
أن طاعة الله علامة على قناعة القلب على ترك الحياة الماضية بكل ما فيها من أفراح وأحزان ، والبداية مع الله كقائد حقيقى للطريق وكمسئول مسئولية كاملة عن حياتنا ، هكذا أطاع أبونا إبراهيم أمر الله طاعة مطلقة وهكذا تأسست الرهبنة على يد القديس الأنبا أنطونيوس..
هكذا حدثنا نيافة الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار فى مقاله "أخرج من أرضك" موضحا لنا أن أبونا إبراهيم إطاع أمر الله وخرج من أرضه دون أى ضمان لحياة أفضل ، "بالإيمان ابراهيم لما دعى ، أطاع أن يخرج الى المكان الذى كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم الى أين يأتى" ، "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك الى الأرض التى أريك" أطاع الأمر دون تردد "فذهب أبرام كما قال الرب" ، وبالمثل سمع القديس الأنبا انطونيوس لوصية الرب يسوع للشاب الغنى "إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء ، فيكون لك كنز فى السماء ، وتعال اتبعنى" فخرج وباع كل ما له باحثا عن طريق الكمال فى علاقته مع الرب يسوع.
بل كانت وصيته للرهبان ولكل من يريد أن يكون خروجه وراء الرب يسوع خروجا كاملا :"إن شئت أن تخلص فلا تدخل بيتك الذى خرجت منه، ولا تسكن فى القرية التى أخطأت فيها" وعاشت هذه الوصية بين أجيال الرهبنة سنوات طويلة لأنها وصية تمثل بداية الطريق وبداية الخروج وراء الله ونذكر أيضا وصية القديس أنبا مقار لبعض رهبان زائرين عندما سألوه "قل لنا كيف نخلص؟ فقال لهم "فخرج وهو لا يعلم الى أين يأتى" .
لا تتردد أيها الإنسان أن تخرج وراء الله إذا كانت لديك نية حقيقية للتوبة والخلاص ، أطيع الله ولا تنتظر ضمان لما سيكون لأنك فى يد الله المحيية الفاعلة التى لا تحتاج الى ضمان ..