الأقباط متحدون - جيل الغرور ورفض الآباء!
  • ١٧:٤٨
  • السبت , ١٧ فبراير ٢٠١٨
English version

جيل الغرور ورفض الآباء!

مقالات مختارة | مفيد فوزي

١٩: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٧ فبراير ٢٠١٨

مفيد فوزي
مفيد فوزي

ثلاثة حوارات سجلتها بأمانة مع شبان ثلاثة، والخلاصة هناك مشكلة فى الوصل والوصال، أهم سماتها رفض أى أبوة وأى رؤية، إنه جيل خرج من القمقم غير مسلح بالتجربة ويتعالى عليها!!.

النصائح للأطفال!

■ أنا عاوز أفهمك الموضوع لتكون إحاطتك كاملة.

- أنا مش قابل إنى أفهمه بالصيغة دى.

■ عاوز أريحك، إيه الطريقة المثلى.

- حضرتك بتتعطف علىَّ وبتعاملنى كطفل.

■ إيه إشارتك أنى أعاملك كطفل؟

- بتقولى «عاوز أريحك».

■ طيب أقولك إيه، علمنى..؟

- حضرتك بتسخر منى.

■ باختصار، إنت عاوز تسمع منى نصيحة؟

- «باستنكار» نصيحة؟

■ أيوه نصيحة، مش فاهم يعنى إيه نصيحة؟

- فاهم، بس النصيحة تتقال للأطفال.

■ كل إنسان يا بنى قابل للنصيحة حتى الكبار.

- إزاى يعنى؟

■ ممكن أنصح وزير برؤية جديدة يأخذ بها.

- رؤية مش نصيحة

■ هى فى نهاية الأمر نصيحة تحت مسمى رؤية.

- أنا مستعد أسمع رؤية جديدة.

■ ما هى الرؤية، هى النصيحة يا حبيبى.

- آسف، إحنا جيل بنفهم برضه.

■ أنت من جيل ناقض تجربة.

- ده رأى العواجيز.

■ العواجيز دول أصحاب خبرات متراكمة.

- مقلناش حاجة لكن ما نخدش بنصايحهم.

■ هل أنت من جيل جاهز ومجرب وفاهم؟

- نعم أنا من جيل يناير اللى بيرفض النصايح المعلبة.

■ هل توقر الكبير؟

- أرفض سلطته الأبوية.

■ هل تفهم كل شىء ولا تحتاج أبوة؟

- أنا أعتمد على نفسى وأتحمل مسؤولية أخطائى.

■ لماذا ترفض السلطة الأبوية؟

- لأنى أعرف ومن حق جيلى أن يعتمد على نفسه.

■ جميل، دورى تصويب طريقك إذا أخطأت.

- نحن لا نخطئ، نحن شباب فاهم!!

اللى امتلك التكنولوجيا!

■ هل تعيش معنا تحت سماء واحدة؟

- إشارات أصابعك تدل على أنى مجنون ومخبول.

■ لأن أداءك يدل على أنك عايش فى بلد ثان.

- لا. أنا عايش هنا وعارف كل اللى بيحصل.

■ أنت غير متفاعل مع ما يجرى.

- ما دليلك على ذلك، أفدنى، أفادك الله.

■ تفكيرك ينبعث من مخك.

- هل تريد أن أفكر بأذنى؟

■ أنت فى الواقع لا تسمع سوى نفسك.

- ومن تريدنى أسمعه؟

■ المجتمع الذى تعيش فيه له متطلبات.

- وهل قالوا لك إنى غادة والى لأجد حلولاً للمجتمع.

■ أنت مواطن ولك دور.

- أنا أؤدى هذا الدور كما أرى وبالطريقة التى أفهمها.

■ هذا مربط الفرس.

- ما هو مربط الفرس يا أستاذنا؟

■ مربط الفرس أن صياغتك للواقع خطأ.

- ولكنى أراه صح، لمن نحتكم؟

■ نحتكم للعقل، أنا أكبرك عمراً..

- «مقاطعاً» مش شرط تفهم أكتر منى.

■ مش شرط؟

- أنا قد والدك...

■ ممكن يفهم حاجات وأنا أكثر عصرية منه.

- إيه ملامح العصرية دى يا سيدى؟

■ إحنا الجيل اللى امتلك التكنولوجيا وعرف أسرارها.

- هل ده يعطيك الحق فى رفض أقوالى؟

■ أنا أسمعها وأختار منها ما يلائمنى.

- غرور لا حدود.. له.

■ مش غرور ولكن إيمان بقدراتى.

- ألم تتعلم أن رأياً آخر يخالفك ربما كان إضافة لك.

■ أنا مخى فى راسى وده اللى أنا شايفه.

- الحقيقة أنا أضيع وقتى فى نقاش بلا جدوى.

■ وصمتنى بالجنون من أول لحظة.

- لأنك مش عايش معانا.

■ تانى؟!!

- تانى وثالث، البلد بتحارب إرهاب، فوق بأه!

أحميكى من.. نفسك!

■ المهم فى اجتماعنا توصل الصورة لذهنك ببساطة.

- أنا مش صغيرة، وبافهم.

■ أنا أثق فى قدراتك.

- أنت لا تثق فى قدراتى.

■ عندك دليل على عدم ثقتى فى قدراتك؟

- إنك بتقول الصورة توصل لذهنك.

■ ما الخطأ فيما قلت..؟

- إنت شايف إن الأمر مختلط علىَّ وغير واضح.

■ بصراحة، نعم، المهم الصورة توضح قدامك.

- هو الرجالة بس اللى بيفهموا؟

■ والستات أيضاً، فى الحكومة 6 وزيرات.

- معنى كلامك إن الستات بيفهموا.

■ ليس عيباً الإيضاح..

- كأنك فى حصة تعبير بالضبط.

■ أنا مش مدرس، أنا رئيسك فى العمل.

- لك احترامك وأنا مواطنة محترمة.

■ هل مسَّ أحد مواطنتك؟

- أنا شاعرة إنى لسه بتهجى اسمى.

■ بالعكس، أنا أساعدك بتجارب العمر.

- تجارب، تجارب وإحنا معدومى التجارب؟

■ أنت وزميلاتك عندكم تجارب ولا يمنع الخطأ.

- إحنا زى الرجالة لا ناقصين عين ولا ودن.

■ أشعر بنبرة غرور فى كلامك.

- لما الواحدة يكون عندها ثقة فى نفسها يبقى غرور؟

■ الثقة فى النفس شىء وإذا زادت أصبحت غرورا.

- يعنى أنا مغرورة؟

■ أنا أحاول أحميكى من نفسك بقدر ما أستطيع.

- أنا أعرف حماية نفسى دون خبرة أحد.

■ لماذا - وأنت شابة - ترفضين وجهة نظر أخرى؟

- لأننا نفهم إلا إذا كنت شايف غير كده.

■ أنا زى والدك والمخاطبة بحضرتك.. مهمة.

- أنا والدى أعامله راس براس هو أكبر عمراً.

■ يا سلام؟ تميزين والدك بالعمر فقط؟

- أنت محتكرة الحقيقة؟

■ تقدر تقول كده، ونتحمل المسؤولية!

- آه.. يا جيل الفيس بوك.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع