عفرين1-2
د. مينا ملاك عازر
٢٠:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
وكما ترى عزيزي القارئ، فمنطقة عفرين هي منطقة متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر يدعى عفرين يمتد بسوريا قرابة الخمس وثمانين كيلومتر، ويعتبر النهر وروافده من أهم الموارد المائية بهذه المنطقة الزراعية وسكانها يقتربون من الخمسين ألف نسمة بحسب أقرب تعداد، أعتقد شخصياً أن العدد قد يكون زاد أو قل بحسب الهجرات والنزوح بسبب الحروب ما يعنيني هنا أن الأغلبية العظمى من السكان أكراد.
ومن الجغرافية سابقة العرض، تستطيع أن تعرف أن قرب المدينة من البحر المتوسط يجعل مناخها مناخ متوسطي معتدل صيفاً بارد شتاءً وغزيرة الأمطار، تسقط بها الثلوج لأنها بها جبال بالطبع، ومن المناخ تستطيع أن تستنبط أن اقتصاده الزراعي قائم على الزراعات المتوسطية لخصوبة الطربة ولوفرة المياه من النهر والأمطار، وبالتالي هي تزرع الحبوب: قمح، عدس، شعير... والخضار بأنواعه، والقطن والشوندر السكري والحمضيات والتفاح والعنب والفواكه الأخرى، أما الزراعة الرئيسية التي تشتهر بها منطقة عفرين وتعتبر رمزاً لها هي الزيتون الذي يزرع في كل أنحاء وقرى المنطقة دون استثناء، ويفوق عدد أشجارها الثلاثة عشر مليون شجرةومن هنا أعتقد جاء رمز غصن الزيتون المتخذ من القوات التي تهاجم عفرين، والغصن الذي صور إلى جوار جثة المقاتلة الكردية التي تم التمثيل بجثتها
وقد غرست الدولة السورية -أيام ما كان فيه دولة- غابات صناعية كأشجار الصنوبر والسرو وهي أشجار يستفاد منها لأخذ الأخشاب ولإمكانية زراعتها على الجبال كما أنها تلائم المناخ، ويمكن جلب السياح للاستمتاع برؤية الأشجار.
أما النشاط الاقتصادي الذي يجاور الزراعة هو الصناعة كصناعة السجاد اليدوي، وطبعاً استخلاص زيت الزيتون والبيرين والصابون وتنتشر المحال والمعامل والمصانع التي تقوم على هذه الصناعات، وذلك بالإضافة للمصنوعات التراثية والمصنوعات الحديثة.
ولنتوقف هنا لنتحدث المقال القادم بإذن الله عن التركيبة الاجتماعية للمنطقة وأمور أخرى بإذن الهن.
المختصر المفيد لعن الله الأطماع التي تخرب الدول.