الأقباط متحدون - ملكوت الله و ممالك زائفة
  • ١١:٠٤
  • السبت , ٢٤ فبراير ٢٠١٨
English version

ملكوت الله و ممالك زائفة

أوليفر

مساحة رأي

١٤: ٠٩ م +02:00 EET

السبت ٢٤ فبراير ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

Oliver كتبها
- اليوم يضع السيد الرب نفسه مثالاً لوصيته التي قالها لمن يريد الملكوت.أن يحمل صليبه ( كل يوم) و يتبعه.فيجد نفسه في ملكوته.هكذا قضى المسيح له المجد وقتاً طويلاً يعظ الجموع علي الجبل .ثم ترك الجبل ليصعد إلى البرية المقابلة ليحمل صليبه عنا و لينفذ الوصية بنفسه.كانت البرية خربة و ليست خالية بل الأشواك تملأها و إبليس يكمن في أركانها فلم يتلكأ بل بخطوات سريعة داسها لتدمي قدميه  قاصداً أن يهزم لنا خصم الملكوت الأول.فلا ملكوت من غير نصرة.إلى البرية ذهب الرب لأجلنا ليبدد العائق الأول للملكوت و هو إبليس ثم سيبدد العائق الثاني على الصليب أى الموت فلا يعد للخطية سلطان و لا لرئيسها  و لا للموت شوكة و لا لجحيمها.ليصبح الطريق إلى الملكوت مضمون في المسيح و نصرته لأجلنا.و الغفران أكيد بدمه المسفوك و الأبدية محققة بقيامته و صعوده و جلوسه و نحن فيه شركاء.ثلاثة تجارب كيف نحيا كيف نصعد و أين سنصعد.

- كيف نحيا: قال المسيح صوموا و ها هو يصوم لنعرف أن الصوم نصرة و ليس سلوكاً يخص البطن و الأطعمة.إنه نصرة على المشتهيات ليتربع الثالوث الأقدس علي رأس  قائمة شهوة قلوبنا.و يصبح عندنا أهم من أنفسنا و أغلي من حياتنا.إذا كان الأكل يحي الجسد فحياتنا في المسيح أهم.إن كان الجسد يحتاج الطعام فحاجتنا إلى الأبدية أولى و أرقى.لذا ذهب المسيح صائماً ليبدل أولوياتنا فنضع الملكوت و بره أولاً وقتها تنحسر عنا قوة إبليس المعاند و يتهاوي.فهو يبدو ضخماً للذين يرون الحياة من خلال بطونهم و يشبعون شهواتهم.و يبدو كالصعلوك قدام المتمسكين بحلاوة الملكوت الواضعين نصرة المسيح هدفاً لهم.فداود النبي هزم هذا الجليات لما تخلي عن ملابس الحرب و إكتفي بالإيمان.ملابس الحرب هي الطعام و الحصوات الخمس هي الإيمان و نحن نتخلي عن الطعام و نتحلي بالإيمان لنغلب جليات هذا الزمان.حصواتنا الخمس هي حواسنا الروحية التي تنمو بالصوم.ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بحب المسيح وإنجيله و التغذى اليومي عليه.الروحانيون ينسون الطعام لأن هذيذهم و تلذذهم في كلمة الرب.ينغمسون في فكر الله فلا يدركون ما الوقت. فى التجربة الأولي شرح المسيح لنا كيف سيعيش الجسد في الملكوت.سيكون طعامه كلمة الله.هكذا فهمنا لكن إبليس لم يفهم.إذ طلب تحويل الحجارة إلى خبز لكن المسيح حول نفسه ليكون هو الخبز الذى نزل من السماء فنأكله ليصعدنا إلى السماء أما الحجارة فستبقي علي حالها ما لم تؤمن بمن يحول الحجارة ليكونوا أولاداً لإبراهيم.

- كيف نصعد؟  في التجربة الثانية كان المسيح يشرح لنا كيف سيصعدنا لملاقاته بينما الشيطان يحاول أن يجعل المسيح يهبط من فوق جناح الهيكل.إنه يكشف كيف أن إبليس خصم الملكوت الأول.لا يرغب لنا صعوداً لكنه لأنه هبط من علوه يريدنا أن نهبط مثله.فالمسيح يفضح لنا أفكاره.يستطيع إبليس أن يأخذ البعض علي جناح الهيكل و يظنون أنهم يرتقون مع أن جناح الهيكل خارج الهيكل حيث لا رفعة و لا قداسة. فلا علو خارج المسيح. لما يصبح الهيكل هو مسيحنا نفسه فلا يمكن لغير المسيح أن يأخذنا لنصعد به لأننا ندخله و يدخلنا و نرتفع به معه.صعود إبليس قصير الأجل و ثقيل علي النفس و آخرته يطلب منا السقوط لنكون أسفل مما بدأنا .صعود المسيح يأخذنا إلى أقصى الصعود حيث لا تدنو منا أي يد تدفعنا إلى أسفل.إنه صعود ثابت يليه جلوس دائم علي عرش المسيح نفسه.لذا فالخاسرون صعودهم هم الذين وضعوا جناح الهيكل مقياساً للإرتفاع كأنه أقصى أمانيهم.بينما صعود المسيح هو ملء المقياس.هو الهيكل ذاته الذى يصعدنا فيه.لم ينشغل المسيح بالرد علي أن الملائكة ستحمله لأنه الهيكل الذى لا يحتاج ملائكة لتحملنا فيه أو تحمله فينا.إنه فقط ينبه لا تجرب الرب إلهك.لا تضعه في مقارنة بين من سيرفعنا أكثر؟ لا توجد مقارنة بين رفعة الشرير و رفعة المسيح.نجاح أبدى  قدام  زهوة تخبو بعد ليلة لا مقارنة.لا تسأل كيف سيصعدنا المسيح لأننا نعيش صعوده بنا كل يوم كل صلاة كل قداس كل كلمة في إنجيله لا يكف عن إصعادنا  نصعد بالتهليل و التسبيح نصعد بالشكر و الإيمان نصعد من غير أن نتهدد بالإرتماء أرضاً كما يفعل إبليس بمن يرفعهم.

- أين سنصعد:  في التجربة الثالثة الحديث المباشر عن الملكوت نفسه.كانت مقارنة واضحة بين ملكوت إبليس و ملكوت الله.أعطيك هذه الممالك فهي ملكوتي إن خررت و سجدت لي كانت هذه محاولة إبليس الساذجة .نعم ساذجة حين تغرى مصدر الغني و صانع الوجود بقليل مما أوجده.محاولة خائبة أن يغريك إبليس لأن فيك ثقة بوفرة غني إبيك السماوى.أما إبليس فيضع شرطاً إن خررت و سجدت لي أما المسيح فيضع وسيلة إن حملت صليبك كل يوم و تبعتني.إبليس يعلم أن السجود له يضيع ملكية كل الممالك.فهو يقدمها كإغراء لكن بالسجود له يعود و يستردها لنفسه فهو كاذب.أما المسيح فيقدم ملكوته و يساعدنا للوصول إليه و يدفع نفسه ثمنا لخطايانا و يسهل طريق التقوي و يشجعنا و يعدنا بميراث أبدى ثم يقول أطلبوا ملكوت الله و بره.لا يسحب ملكوته بل يستحثنا لنعيشه من الآن و يجعله داخلنا. كان رد المسيح في المقارنة بين ملكوت إبليس المتهدم و ملكوت السماوات الأبدي هو أن الملائكة سكان الملكوت جائت لتخدمه فنظرها إبليس و عرف الفرق بين ملكوته الخائب و ملكوت المسيح المشبع بالنورانيين فإندحر.

- لم تكن التجارب سوى دروس لنا عن ملكوت الله.و تنبيه لنا عن عدو الملكوت و خصم كل الكائنات السماوية.فإفرح لو صار إبليس عدوك.إجحد ملكوته فهو سارق ممالك الأرض.كل وعوده كاذبة يقدمها و يسحبها في الوقت ذاته ليبق المخدوعين به علي جهلهم و فقرهم.أما بنو الملكوت فيغتنون بغني المسيح الأبدى.يستمتعون بتحقيق كل وعد قطعه لنا لأنه الأمين في وعوده و كلمته لا ترجع فارغة.يا بنى الملكوت.طوباكم بمسيحكم ,طوباكم بميراثكم,طوباكم بنصرته لكم.طوباكم بخصومة إبليس لكم لأنه من أجل الأبدية العتيدة أن تملكونها يحسدكم.طوباكم في تجاربكم و في غلبتكم.طوباكم في أشواقكم و بركم.طوباكم إذ أدركتكم زيف الممالك الكثيرة و إرتضيتم بالحقيقي. طوباكم لأن شوق قلوبكم لم يكن الصعود على جناح الهيكل بل الإندماج في الهيكل ذاته الرب القدوس. طوباكم إذ صرتم للهيكل الأعظم هياكل يسكنها روح الله الأعظم.طوباكم في محبتكم للملك المسيح.طوباكم في ملكوت الله.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد