الكارثة.. الباب الملكى لرفع التذكرة
مقالات مختارة | خالد منتصر
الخميس ١ مارس ٢٠١٨
كل مداخلات وزير النقل على الفضائيات بعد حادث قطار كوم حمادة تصر على استغلال الحادث لرفع أسعار التذاكر، وأن قطاع السكة الحديد محتاج ٢٠٠ مليار جنيه ولن نستطيع تحصيلها إلا من لحمكم الحى يا ركاب قطارات الغلابة!!، لماذا يصر كل مسئول على استغلال الكوارث لتفجير ما كان مسكوتاً عنه ومطنشاً إياه من رفع أسعار، الناس وهى هادئة ولا تعانى من مصائب لا تستطيع كوزير أن تفاجئها برفع أسعار، ستلتهمك، لكن عندما تحدث المصيبة تخرج فوراً على التليفزيون قائلاً: شفتم آدى آخرة التذكرة الرخيصة، حتموتوا تحت عجلات القطارات لو لم تدفعوا المعلوم من ارتفاع ثمن التذاكر بالضرورة، ادفع تجد ما يسرك، مش حتدفع حتموت مهروس زيك زى الاتناشر ضحية من الذين رحلوا نتيجة اقترافهم لجريمة ركوب قطار يثقون فى الهيئة التى ينتمى إليها، أتخيل مسئولين فى بلادى يصلون ليل نهار كى تحدث كارثة لكى يمرروا ارتفاع سعر الخدمة!، مدرسة كى المواطن بنار ارتفاع سعر الخدمة دون أى تحسين لتلك الخدمة ودون مراعاة لحال هذا الغلبان المسكين الذى يلجأ إلى تلك الوسيلة لأن جيبه خاوى الوفاض، ببساطة لأنه مفلس، لسان حاله يصرخ إيش رماك ع المر!!، سياسة الجباية ومن دقنه وافتل له التى اخترعها وزير النقل ستتبعها وزارة التعليم: ادفع دروساً ستجد ما يسرك من تعليم، وزارة الصحة شعارها سيصبح كفنك متحضر وجاهز إلا إذا دفعت مئات الآلاف ولا عزاء للعاجز، ووزارة الزراعة: سنضاعف ثمن السماد والتقاوى واللى ينقط بطاقيته الغاوى، جيب المواطن صار أبيض من غير سوء ومن غير جنيه، لم يعد يتحمل أن يكون شماعة لكل فشل والتباس وفريسة لكل مسئول محتاس، فليترك المسئول مكانه إذا لم يجد نفسه أهلاً لهذا المكان.
هل يدلنى أحد على معنى عبارة «تكدير السلم أو الأمن العام»؟، وهل لو كتبت مثلاً عن حادث اضطهاد دينى ولتقاعس البوليس حدثت فتنة، فهل أنا بذلك قد كدرت الأمن العام، أم تقاعس المأمور هو الذى كدر؟؟، فهمى المحدود لا يستوعب، فأتمنى أن يأخذ أحد القانونيين بيدى ويضع لها تعريفاً جامعاً مانعاً.
قل «الإخوان المجرمين» ولا تقل «قوى الشر».
ما زال للأسف مستشفى بنى مزار راعى مصر خرابة لم يفتتح بعد، وأجهزته التى تكلفت مئات الملايين علاها الصدأ، والجدران عشش فيها العنكبوت، والكنيسة فى يدها الحل، والغلابة يموتون كل يوم نتيجة عدم وجود مستشفى مجهز فى هذه المنطقة، والعناد الشخصى ومطاردة الضوء والرغبة فى الشو ما زالت تسيطر، يا رجال الدين أكبر حرام أن تتركوا هذا الصرح يموت إكلينيكياً بأسفكسيا المظاهر.
نقلا عن الوطن