الأقباط متحدون - لا تدلعيه ولا تقسى عليه.. أخصائية نفسية توضح أسباب اهتزاز شخصية الطفل
  • ٠٠:٣١
  • السبت , ٣ مارس ٢٠١٨
English version

لا تدلعيه ولا تقسى عليه.. أخصائية نفسية توضح أسباب اهتزاز شخصية الطفل

منوعات | اليوم السابع

٤٤: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٣ مارس ٢٠١٨

طفل - صورة أرشيفية
طفل - صورة أرشيفية

"التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر" مقولة توضح حال الكثير من الأطفال الذين يبنون شخصياتهم بناءً على كل الأحداث التى يعيشونها، بدءًا من المجتمع الصغير والأسرة، وصولًا إلى المجتمع الخارجى المحيط به، وهنا يصبح الطفل متلقيا يخزن ويكتسب العديد من الصفات التى تؤثر فى شخصيته رغمًا عنه، ولذلك نجد الكثير من الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والسلوكية، ولكن فى الحقيقة هم ضحية فشل المنظومة المجتمعية المحيطة بهم والمسئولة عنهم.


أسماء عبد العظيم

وهنا تبدأ دكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، بوصف أعراض الاضطرابات السلوكية والنفسية عند الأطفال، وتقول إن الاضطرابات النفسية عند الأطفال تتمثل فى العديد من الظواهر التى تطرأ على الطفل ومنها العنف والعدوان والسرقة والتنمر وكره المجتمع وحتى التبول اللاإرادى، بينما الاضطرابات السلوكية يمكن اكتشافها فى قلق الطفل وتوتره الدائم وعدم شعوره بالأمان وإصابته بالاكتئاب المبكر بالرغم من صغر سنة.

وعن أسباب الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال توضح د. أسماء أن السبب الأساسى والأول فى اختلال شخصية الطفل يبدأ من الأسرة، وذلك للأسباب التالية:

ـ الخلافات الأسرية الكثيرة، ومشاكل الزوجين سبب أساسى يؤدى إلى ظهور أعراض هذه الاضطرابات النفسية والسلوكية على الأطفال، لأن أقطاب الثقة أمامه اختل توازنهما فى عينه فطبيعى أن يحدث خلل فى شخصيته.

ـ التهديد الدائم من قبل الآباء يؤدى إلى شعور الطفل بعدم الأمان، ويمكن أن يدخله فى دوامة أخرى من الانحراف الذى يجعل الطفل يلجأ فى هذه الحالة للمخدرات ويصبح تابع لشخص آخر يشعره بالحنان كصديق قريب، مضيفة: "مينفعش أسيب ابنى قلقان وأقول عادى هيبقى عنده قلة ثقة".

ـ القلق الذى ينقله الآباء لأطفالهم لا يساعدهم على النمو النفسى السوى ويؤدى إلى ضعف تحصيلهم الدراسى.

ـ الإحباط النفسى للطفل نتيجة لعدم تعزيزه عن طريق عدم تنفيذ الوعود، موضحة: "أوعده بجائزة مثلًا وأنا مش هجيب أو أحطمه نفسيًا وأقوله أنت فاشل لأن ذلك يؤدى إلى تكوين سلوك عدوانى عند الطفل".

ـ الحرمان من العاطفة والإشباع الأساسى فى المأكل والملبس والمشرب، أو الحرمان من أحد الآباء الناتج عن انفصال الزوجين، أو وفاة شخص منهما وهذا ينعكس عليه ويصبح انطوائيا وعدوانيا أو مهزوز الشخصية.

ـ التدليل الزائد أيضًا وتحقيق كل مطالب الطفل يقوده إلى الغطرسة والسرقة والكذب، مؤكدة: "الطفل بيكون متعود إن طلباته كلها مجابة لو لقى حاجة فى إيد غيره مش عنده ممكن يسرقها لأنه اتعود ياخد ومايديش"، وقد يعانى من الاكتئاب بسبب عدم تحقيق المجتمع لكل مطالبه الذى اعتاد عليها.

ـ اختفاء لغة الحوار مع الطفل تجعله يميل للانطوائية ولا يتمكن من الحوار وحل مشاكله.

ـ اضطراب الشخصية الوسواسية الناتجة عن خوف الآباء الزائد من الأمراض، مما يخلق بداخلهم هذه الشخصية، بل ينعكس الأمر عليهم باصابتهم المتكررة.

والسبب الآخر فى اهتزاز شخصية الطفل والمتمثل فى المجتمع المحيط، فتؤكد د. أسماء عبد العظيم أن العوامل البيئية والمدرسية تؤثر على نفسية الطفل وسلوكه، مشيرة: "سلوك المعلمات وقيم المدرسة والانضباط الذى توفره المدرسة إذا اختل يؤثر على شخصية الطفل نفسيًا وسلوكيًا".

وأضافت د. أسماء أن للأصدقاء دور كبير فى بناء شخصية الطفل بسبب تقليد الطفل لهم عندما يشعر بغياب القدوة والتوجيه والنصح من أبويه.

أما عن الإرشادات التى تنصح بها عبد العظيم فى حماية الطفل من الاختلال النفسى والسلوكى فتقول د. أسماء إن التربية السوية للطفل تحدث عن طريق انتهاز المواقف فرصة لتوجيه الأبناء، والتى وضحتها فى الآتى:

ـ عن طريق تكوين صداقة مع الطفل بدون أسلوب الإجبار والتوجيهات والأوامر والالتزام بكلمات التعزيز الإيجابية مع الطفل المادية والمعنوية.

ـ عدم التعامل بأسلوب إلقاء اللوم الدائم على الطفل واستبداله بلغة الحوار حتى يتعلم الصراحة وعدم الخوف من العقاب.

ـ عدم اللجوء للعنف والقسوة أو ضرب الطفل ونصحه أكثر من مرة، وفى حالة عناد الطفل يتم اللجوء للعقاب النفسى وليس الجسدى، مضيفة: "امنعه يتفرج مثلًا على المسلسل اللى بيحبه.. قوله مش هكلمك إلا لما تعتذر علشان يعرف غلطه، لكن من غير حرمان من أساسيات الحياة لأنها هتعلمه السخط والسرقة".

ـ الحكمة فى التعامل مع الأطفال ليتعلم وليس للقهر.

ـ اللجوء لمتخصصين نفسيين عند ظهور أعراض اضطرابات لدى الطفل من أى نوع فهذا ليس عيبًا.

ـ عدم الإفراط أو التفريط فى التربية وعدم اللجوء للقسوة أو التدليل الزائد.