الأقباط متحدون - شريط أسود.. يدق ناقوس خطر الإسلام السياسي ويشيد بدور السيسي في حماية المنطقة
  • ٠٠:٤٧
  • الاثنين , ٥ مارس ٢٠١٨
English version

"شريط أسود".. يدق ناقوس خطر الإسلام السياسي ويشيد بدور السيسي في حماية المنطقة

٢٩: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٥ مارس ٢٠١٨

"شريط أسود".. يدق ناقوس خطر الإسلام السياسي ويشيد بدور السيسي في حماية المنطقة

 صدر مؤخرًا كتاب "شريط أسود"، للكاتب والباحث السعودي، محمد العصيمي، والذي حمل في طياته الحديث عن أهم وأخطر القضايا العربية والإقليمية والدولية، وخصص فصلًا كاملًا عن الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي، والسقوط المدوي لتنظيم الإخوان عربيًا ودوليًا، بفضل انحياز الجيش المصري، وقائده العام آنذاك، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، لتخرج إلى النور ثورة 30 يونيو التي قضت وأنهت على حلم الخلافة الإخوانية وإسقاط الدول العربية واحدة تلو الأخرى.

 
واستعرض الكتاب الذي جاء في 280 صفحة، من القطع المتوسطة، والصادر عن الدار العربية للعلوم "ناشرون"، رسائل السيسي للعرب في خطاب 6 أكتوبر الأخير، مستهلًا حديثه بـ"رسالة مصرية من هذا النوع تعني أن خيارات البقاء بغير التنسيقوالتعاون العربي، أصبحت معدومة، وأن على العرب أن يفهموا بأنهمن غير تضامنهم وتوحد مصالحهم سيؤكلون فرادى"، وشدد على أنه أينما وضع العرب في هذه الأيام بوصلتهم فإن القبلة السياسية هي مصرالتي يتنازعها طرفان: طرف أكبر يمثل الأمة المصرية التي تنشد الانعتاق منأزمات سياسية واقتصادية حادة، وطرف أصغر يمثل جماعة الإخوان، التيتريد أن تجر هذه الأمة إلى القاع لتوهن عزائمها. وما بين الأمة والجماعة فيمصر يقع العرب أجمعين وهم يرون أمامهم فرصة، تبدو أنها الأخيرة، ليخرجوامن حالة الانقسام والتشرذم، ويجتمعوا على تحقيق مصالح دولهم العلياومصالح شعوبهم التي أنهكتها، لعقود طويلة، عوامل التخلف السياسيوالاقتصادي.
 
رسائل السيسي للأمة العربية
وفقًا لما أكده، محمد العصيمي،في الكتاب،فأن الرئيس السيسي،تحين احتفالات 6 أكتوبر بعد إزاحة تنظيم الإخوانوالمعزول محمد مرسي، من المشهد السياسي، لإرسال ثلاث رسائل رئيسية فيخطابه،للأنظمة والشعوب العربية، التي تتابعالمشهد المصري عن كثب، والتي لا تخفي قلقها على المستوى العام للأمةالعربية، وما يتهدد كل دولة من دولها من تربص أجندات دولية وقومياتمجاورة، لم تعد أطماعها في النفوذ والهيمنة خافية على أحد.
 
حيث أشار الكاتب إلى أن الرسالة الأولى، كانت تضمين كلامه بضرورة تحقيق تحالف عربي قوي،وبذل المزيد من جهود التنسيق والتعاون العربي لقطع الأيدي التي تمتدبالإساءة لمصر أو أمتها العربية،موضحًا أنه بذلك يغمز في النور للوحدة العربيةالتي سُفهت أحلامها من قبل على أيدي كثيرين، كان من بينهم، كما هومعروف، قادة الإسلام السياسي الذين لا يعتاشون إلا على الفرقة وتناحرالطوائف.
 
وأضافالعصيمي أن الرسالة الثانية كانت: هي أن جيش مصر هو جيش الأمة العربية، وهو الجيشالوحيد الباقي والقوي بعد أن تآكلت الجيوش العربية القوية نتيجة الأحداثالمتوالية في المنطقة منذ العام 1990، وعلق الكاتب على تلك الكلمات بقوله: "لا أظن أن عربياً شريفاً واحداً يقبلترك مصر وجيشها لمصيرهما، لأن هذا يعني أنه يقبل بسقوط آخر جيشعربي متماسك ليكون “ابتلاعنا” دولة بعد أخرى أسهل مما هو عليه الآن.
 
وتابع الكاتب والباحث السعودي أن الرسالة العربية الثالثة كانت موجهة لكبار منطقة الخليج وصغارها، أولئك الذين يقفون معمصر والذين يقفون ضدها، وبطبيعة الحال لا يخفى على الخليجيين، كما لايخفى على كل العرب، أن قطر هي أصغر الواقفين ضد التغيير الاضطراريفي مصر الذي أسقط حكم الإخوان وأحرج من يقف وراءهم ويدعمهم، وهيبذلك تشذّ عن قاعدة شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي، بل وتشذ عنقاعدة التجمع العربي المأمول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البقاء العربي،السياسي والعسكري.
 
وأستطرد العصيمي أنهفي المحصلة فإن مثل هذه الرسالة تضع قطر في وضع عربي حرج جداًوربما، أيضاً، تقذف بها إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء السياسية. وبالتاليفإن على القطريين أن يسرعوا باستخدام خطالرجعة العربي، الذي يقالإنها فقدته الآن، لكنني على المستوى الشخصي أصرُّ، من بين ما أصرُّ عليه،على أن نستخدم كل الإمكانيات، بما في ذلك إمكانية التسامح، لتجتمع الإرادةالعربية من جديد، وننقذ ما يمكن إنقاذه من الوجود العربي المهدد.
 
إمام الفتنة الأكبر
وندد العصيمي في كتابه بالدور الذي لعبه يوسف القرضاوي، عراب التنظيم وملهمه في الوقت الحالي، والذي لقبه بـ "إمام الفتنة الأكبر"، قائلًا:حين نتدبّر في فتاوى القرضاوي ومواقفه فلن نستكثر منه، وهو منمؤسسي مدرسة الأممية الوهمية، هذا السيل العارم من التضليلوأدلجة الخطاب الديني لصالح جماعته".
 
وتابع: يخطئ الخليجيون خطأً جسيماً حين يسبق اهتمامُهم بصغار وهوامش الإخوانفي دولهم الاهتمامَ بمن يحركون آلة الإرهاب الإخوانية التي تسفك الدماءوتنزع الأرواح وتدك كل المكتسبات الوطنية العربية في هذا الزمن الطافحبأجندات الإسلام السياسي، التي تتوغل لحساب مصالح أجنبية توظفها فيهذا البلد العربي أو ذاك. 
 
إرهاب الإخوان، وإرهاب الإسلام السياسي بشكلعام، له مراجع فكرية تاريخية عتيدة، وتتوفر له أرصدة مالية ضخمة، يديرها،من بين من يديرونها، يوسف القرضاوي، الذي يسكن في قطر، ويغرف منبحور ثروتها الطائلة ليغدق على الجحيم الذي يَصْلى أمة العرب، فيما يسميهالبعض “ربيعها” ويسميه آخرون، وأنا منهم، “خريفها”.
 
واستفاض العصيمي: القرضاوي، أكثر من غيره، هو القادر من عرشه في قطر على مواصلة التأليبوالتحريض على بلده مصر وعلى جيشها، الجيش العربي الصامد الوحيد،وعلى أهلها الذين يفتنهم كل يوم بفتاواه المرسلة على هواه وهوى منوظفوه ليلعب بالنار والدم في بيوتهم، بل ويلوّح بتلك النار أمام بيوت منطقةالخليج، التي باتت تضيق به وبارتكابات البغي والعدوان في خطابه المنبريوالإعلامي بشكل عام.
 
وتابع الكاتب: هذا القرضاوي، من باب التذكير لمن نسي أو تناسى، هو نفسه الذي أفتىللمسلمين الأميركان بالقتال في أفغانستان. وهو نفسه الذي لم يتردد لحظةواحدة في حياته عن دعوة القوات الأجنبية للتدخل العسكري في بلدان العربوالمسلمين، بل كان يلوم بعض الدول التي تتباطأ عن هذا التدخل. وهونفسه الذي يفرق الأمة الإسلامية على هواه، ويمزقها شيعا وطوائف يضرببعضها رقاب بعض، وهو نفسه الذي يُخرج من جراب الحاوي ما شاء من السحرليضلّل الناس، أليس هو من أصدر تلك الفتوى التي حرّم فيها الثورة ضد حكمالإخوان والخروج على الحاكم الشرعي محمد مرسي؟.
 
السقوط الدولي لتنظيم الإخوان
استعرض الكاتب سقوط تنظيم الإخوان دوليًا، بعدما افتضح أمرها ومخططاتها عربيًا، وأدرجت على قوائم الإرهاب في عدد من البلدان والدول العربية، بعد أن سقط القناع عن وجهها الزائف في مصر، وقال: الدول الغربية تفتح الآن ملف النشاطات الإخوانية على أراضيها بعد ما رشحأن بريطانيا تستعد لحظر جماعة الإخوان. والإخوان، الذين عولوا على الغربوملاجئه لعقود من الزمن واعتبروه ظهراً بديلًا للظهر العربي، أصيبوا، تبعاًللنوايا البريطانية المتوقعة، بالجنون والتخبط إلى درجة أن أحد قادتهم إبراهيممنير، المقيم في لندن، هدّدَ بأن حظر الجماعة في بريطانيا سيزيد احتمالتعرضها لهجمات إرهابية.
 
وتابع: هذا يعني أن الإخوان يعترفون بممارستهم للإرهاب مباشرة أو عن طريقوسطاء.ويعني، من جانب آخر، أن ورقة التوت التي يسترون بها عورةالإرهاب أمام الغرب قد سقطت، إذ ليس أكثر وضوحاً من قول منير فيتصريحه لصحيفة “التايمز” إنه إذا وقع "الحظر على الجماعة، فإن هذا سيدفعكثيرين في مجتمعات مسلمة إلى الاعتقاد بأن قيم الإخوان لم تنجح، وأنهمجماعة إرهابية، وهو ما يفتح الباب أمام الاحتمالات كافة".
ناقوس الخطر
 
وتحت عنوان "على العرب الإقلاع عن لعبة الزعامة"، دق الباحث والكاتب السعودي ناقوس الخطر، الذي يواجه الأمة العربية، محذرًا من الخطر الذي تمثله إيران في المنطقة، بعدما فضح مخططات جماعات الإسلام السياسي، مشددًا على ضرورة الوحدة والتوحد وإدراك حجم المخاطر والتهديدات والمخططات التي تُحاك تجاه الدول العربية، قائلًا: "ما يجب أن نعيه، ونحن نخوض صراعنا العربي الحالي مع إيران، هوأنه لا يزال بيننا، خاصة من المثقفين والإعلاميين، من ينفخ في جمرالزعامات الذي يشعل المواقف والخلافات بين الدول العربية".