نبيل المقدس
قبل ممارسة العمليات الإنتخابية للرئاسة لإبنائنا في الخارج , توقعتُ أنهم سوف يخزلوننا ببقائهم في مساكنهم أوأعمالهم أو يظلوا يمارسون حياتهم في قضاء ايام الراحات في رحلة معينة خارج بيوتهم , وخصوصا هم يقدسون ايام الراحات وينتظرونه يوم بعد يوم بإشتياق لتفريغ شحنات التعب طيلة الأسبوع . لكن إتجاه مؤشر تفكيرنا تغير 180 درجة .. وفُوجئنا بأعداد كثيفة تتجمع حول سفاراتنا بالخارج , تريد أن تتقدم للإدلاء بصوتهم في صناديق الإنتخابات .. كانت ايام الإنتخابات الثلاثة ايام أعياد بالنسبة لإهلنا في الخارج .. برفع الأعلام وبدق الدفوف وبالرقص الشرقي المحترم , ولم يكتفوا بكل هذه بل خصصوا جميع الإجهزة السمعية والمرأية في إذاعة الأغاني الوطنية , وكانت أجمل الأغنيات هي تلك التي أنشدتها الصاعقة , " قالوا ايه علينا دوله قالوا إيه " .. وهذا يبرهن علي ان أهلنا في الخارج متابعين أخبار امتهم مصر يوم بيوم .. وهذا ما يثبت أن المصري لا يمكن أن يستغني عن مياه النيل .
حاولت الجماعات الإرهابية كالإخوان المسلمين والجماعات السلفية المتطرفة ضخ الأموال الطائلة لعناصرها الضائعه في الكهوف والمغارات ليقوموا بعمليات ارهابية لزحزحة ثقة الشعب في الرئيس بأنه غير قادر علي تأمين شعبه .. لكن مهما كثفوا من نيرانهم علي الشعب , لم يحصدوا إلا علي خيبة الأمل التي تظهر في احاديثهم في الميديا الخاصة بهم. توهمت هذه الفئة الضالة أن لهم القدرة علي كسر روح الثقة بين الشعب والرئيس .. توهموا أن في إستطاعتهم وقف مسيرة التنمية في مصر .. ظنوا أنهم إمتلكوا عقول الشعب المصري .. فإستماتوا في جذب عناصر اكثر من ابناء مصر متخذين الدين سلاحا لهم .. لكن كان حصادهم القليل من شباب مصر .. اما باقي العناصر فهم أغراب عن مصر.
إلي الآن لم أتوصل إلي مبررات واضحة من الذين يرفضون تولي السيد عبد الفتاح السيسي الرياسة لمدة ثانية .. والغريب أغلبهم يرون أن تعويم الجنيه المصري كان سببا في ارتفاع السلع وخصوصا واغلب هؤلاء القوم لم يدخلوا أي بنك من البنوك ليس لأنهم من الطبقة الدنيا , لكن ربما من الذين لا يستثمرون اموالهم في البنوك , ولهم عقيدة " فلوسك تحت المخدة .. زي القمحة في الردة " .. كما اري بعض الأقباط يبتعدون عن فكرة التصويت بحجة بعض الأحداث ضد عائلات قبطية في الصعيد لم يتم القطع فيها حسب قولهم , واحدة من هذه الأحداث هي السيدة التي قام بعض الأفراد بتعريتها .. واحداث اخري لم نسمع عنها من مصادر رسمية إلا فقط من الإذاعات والميديا الجبانة التي تنشر السموم في جسد ابناء مصر .. لدرجة ان هناك غباشة اصابت عيون الشعب ولم يروا ما قدمته الحكومة من تكريم وإهتمام لبعض السيدات المسيحيات , ليس فضلا من الحكومة او الريس بل هو اظهار حق لهن كان المفروض أن نجده عبر السنوات الـ 65 السابقة .
نزولنا إلي الصناديق ليس من أجل الرئيس لكي يتبوء الرئاسة .. لكن من أجل مصر .. النزول إلي الإنتخابات يعني إقصاء هؤلاء الذين يتربصون بها لإيقاعها في شباكهم ومصائدهم . التراخي أو التكاسل في ممارسة حقوقنا السياسية يعني محو عقيدة مصر الإنسانية.. مصر علي اعتاب نهضة اجتماعية واقتصادية وهذا ما يجعل هؤلاء المخربين يضربون بأقص قوة مهما كانت هذه القوة تحمل صفات الغدر والإنتقام من كل فئات الشعب
اصحوا يا أبناء مصر أبناء مصر القديمة والتي لها عمق غويط من النهضة والعلم والصناعة والزراعة والفن والأدب والطب والعقيدة الإنسانية التي وهبها الله لكم . وصولنا للإنتخاب هي الفرصة الأخيرة لواد هؤلاء الجبناء .. وصولنا إلي الجولة الأخيرة والإدلاء بصوتنا في الصناديق هو تعبير علي ان عقيدة مصر تترسخ في ارضك وتنبت ابناء طاهرة تحب الوطن وتحب بعضها البعض بدون تفرقة أو عنصرية ونصبح اسرة مصرية متماسكة .