الأقباط متحدون - السيسي نختلف معه ولا نختلف عليه
  • ١٧:٢٣
  • الاثنين , ٢٦ مارس ٢٠١٨
English version

السيسي نختلف معه ولا نختلف عليه

سليمان شفيق

حالة

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٦ مارس ٢٠١٨

السيسي
السيسي
كتب : سليمان شفيق
 
اثبت المواطنون المصريون الأقباط مرارا وتكرارا كونهم وطنيون من طراز جديد ، فهم رغم المعاناة التي لا تتوقف لهم في حياتهم من قبل جماعات الإسلام السياسي ، وتقاعس بعض المسئوليين عن تنفيذ القانون .. الا انهم توجهوا في الخارج الي صناديق الاقتراع لتجديد ثقتهم في الرئيس عبد الفتاح السيسي ، واليوم كما نشهد يكررون نفس التوجه .
 
 البعض لم يدرك لماذا يخرج أغلبية المصريين  علي مختلف اتجاهاتهم فيما يشبه العيد  لانتخاب السيسي ، ليست انتخابات رئاسية بالمعني المعتاد بقدرما هي اعتراف بالجميل للقائد الذي خلصهم من نير "الاحتلال الثقافي الاخواني" ، وهو موقف في الضمير المصري متوارث من 1780 قبل الميلاد حينما احتل الهكسوس مصر وحررهم أحمس وحتي 2013 م حينما حرر السيسي المصريين من الطغمة الاخوانية الإرهابية ، 3793 عاما اختزنت الذاكرة المصرية البحث عن القائد ، لما عاشوة بعد ذلك من احتلال ،935 ق.م احتلال الليبيين لمصر علي يد (شيشنق) وتأسيس الاسرة الثانية والعشرين ،750 ق.م احتلال النوبة لمصر علي يد (ببا) وتأسيس الاسرة الخامسة والعشرين ،671ق. م احتلال الأشوريين لمصر علي يد (أشور اوبالت الاول) وحكموها لسنة 655 ق.م ،525 ق. م أحتلال الفرس لمصر علي يد كسري وحكموها لسنة 405 ق.م ،343ق.م الفرس يحتلون مصر مرة ثانية علي يد قمبيز حتي 323ق.م ،323  ق . م احتلال اليونانيين لمصر علي يد الاسكندر الاكبر وبداية عصر البطالمة من 330 ق.م علي يد بطليموس الاول ،330 ق.م الاحتلال البيزنطي ،1256 م الاحتلال العثماني،17098 م الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت حتي 1801، 1882 م الاحتلال البريطاني لمصر حتى 1956 ،1967 م الاحتلال الصهيوني لسيناء حتي 1982م، 2013م الحرب علي الارهاب بقيادة عبد الفتاح السيسي.
 
هكذا فالسيسي بطل قومي يقوم بمهمة رئيس ، ولم يكن الرجل بحاجة للرئاسة .. ولكن قبلها بعد ان خرج اغلبية المصريين يطابونة بذلك تحت شعار :" كمل جميلك" ، ومضي الرجل في أعادة تكوين : "اشلاء الدولة" ، ولن ينسي احد ما حدث من 2013 الي 2015 من ارهاب الاخوان في الجامعات والطرق والقتل العمد والارهاب في سيناء ، وتهديد الغرب لنا ، وخارطة المستقبل ، وحتي الاتحاد الافريقي الذي ساهمنا في تأسيسة جمد عضويتنا الخ ، ورغم ذلك استطعنا تخطي كل تلك الصعاب تحت قيادتة ، ونفذنا خارطة الطريق من دستور لمجلس نواب وسبق ذلك انتخابة رئيسا للبلاد ، وعدنا للاتحاد الافريقي ، وبدأ الرجل في اصلاحات اقتصادية تأخرت ستين عاما ، ولعب دورا محوريا في العلاقات الدولية وأعادة مصر لمكانتها .
 
الا ان هناك الكثير من التحديات لم تنجز ، خاصة في مجال الحريات ، والنظر الي الشباب المحبوس علي ذمة قضايا التظاهر ممن لم يستخدموا السلاح وليسوا من جماعة الاخوان ، وايضا اعادة النظر في قانون المجتمع المدني والجمعيات الاهلية ، وتحديد الحد الاقصي للاجور، وبالنسبة للمواطنين المصريين الاقباط لازالت هناك بعض القوانين تكرس التمييز ضدهم لذلك هناك ضرورة لهم ولغيرهم من المصريين اقرار قانون مفوضية عدم التمييز ، وأعادة النظر فيما يحدث مكن جماعات سلفية ضد القانون مثلما حدث في "الطود" بالاقصر الخ .
 
بالتأكيد الكمال لله وحدة ، ولكن بعيدا عن اصحاب المصالح ممن يثيرون الصخب في المولد الانتخابي حرصا علي مصالحهم سواء في مقعد نيابي او محلي او منصب فأن ملايين الفقراء والبسطاء والنساء والاقباط رغم كل معاناتهم يعرفون قدر التصويت للسيسي لانهم يثقون فية وان اختلفوا معة فهم لا يختلفون علية ، هؤلاء الذين يضحون وينتظرون تحقيق مصالحهم الوطنية وليست الشخصية .