الأقباط متحدون - نتألم معه لكى نتمجد ايضا معه
  • ١٧:٤٠
  • الخميس , ٢٩ مارس ٢٠١٨
English version

" نتألم معه لكى نتمجد ايضا معه "

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٤٦: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

 بقلم : د . مجدى شحاته

اختارت المسيحية الصليب رمزا الألم شعارا لها ، الصليب الذى كان منخلاله عمق الآلام الجسدية والنفسية لرب المجد يسوع والذى يؤثر فى نفوس المؤمنين بصورة عظيمة تلخص أحداث وهدف حياة رب المجد يسوع على الارض . آلام السيد المسيح لم تكن قاصرة فقط خلال أحداث الصلب فحسب ، انما كانت حياة يسوع على الارض رحلة طويلة مع الألم و المعاناة بدأت منذ الميلاد فى مزود بقر حقيرببيت لحم ، وعبر طريق الآلام حتى الجلجثة . وهذا ما عبر عنه الوحى المقدس عن أشعياء النبى " رجل أوجاع ومختبر الحزن " ( أش 53 : 3 ) لم يكن للعذراء مريم موضعا لائقا لتلد الطفل يسوع سوى مكان رطب فى مذودا حقيرا للبقرفى يوم شديد البرودة . ( لو 2 : 7 ) . بعدها اضطرت السيدة العذراء ان تهرب بالطفل يسوع برفقة القديس يوسف النجار الى مصر خوفا من بطش هيرودس الملك الذى بذل كل الجهد لقتل المولود . ثم عادت العائلة المقدسة الصغيرة " بعد ان مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى " ( مت 2 : 20 ) . ويقضى يسوع مرحلة صباه وشبابه مجهولا فى بيت نجار فقير ما بين الالم والتعب والمعاناة والحرمان و الجوع وهو الذى قال  : " طعامى أن افعل مشيئة الذى أرسلنى " ( يو 4 : 34 ) فى خدمته واجه آلام الرفض من الناس " الى خاصته جاء وخاصته  لم تقبله "( يو1 :11 ) وتتحقق نبوءه المرنم " رفضونى انا الحبيب مثل الميت المرزول " ( مز37 :2 ) كان حزينا حيث جاء بالنور للعالم ولكن الناس أحبت الظلمة " النور أضاء فى الظلمة والظلمة لم

تدركه . " ( يو 1 : 5 ) . كان يجول يصنع خيرا فيصطدم باشخاص جاحدين ناكرين للجميل لم يجد منهم معاملة طيبة تماثل معاملته الحسنة لهم . وعندما ذهب الى بلدته بيت لحم قابلوه باستهزاء  واحتقار " أليس هذا ابن النجار ؟ ... فمن اين لهذا هذه كلها ؟  فكانوا يعثرون به " ( مت 13 : 54 ) وعندما ذهب الى قرى السامرة اغلقوا الابواب فى وجههواحتمل أفعالهم بحب كبير وصبر طويل حتى تمكن من دخول المدينة وسعى الى خلاص شعبهالتثمر خيرا فقال  لتلاميذه الذين كانوا غاضبون من تصرف السامريين : " انا أرسلكم لتحصدوا  ما لم  تتعبوا فيه ( يو 4 : 38 ) . كان الناس ينتقدوه اذا فعل خيرا سواء مع العشارين او الخطاة او الزناة وذلك " ليجربوه لكى يكون لهم ما يشتكون به عليه " ( يو 8 : 6 ) . عجيب ان يقابل قادة الدين رب المجد يسوع بكم هائل من الشتائم والاتهامات " ...  انك سامرى وبك شيطان " ( يو 8 : 48 ) ، حتى المعجزات الخارقة التى صنعها كانوا يسخرون منها حتى يقللوا من مجدها

وعظمتها " ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين " ( مت 12 : 24 ) . فعندما قام بخلق أعين للمولود أعمى فى معجزة خارقة لا مثيل لها قالوا عنه : " هذا الانسان ليس من الله  " ( يو 9 : 16 ) . ثم تتوالى سلسلة طويلة من الآلام الجسدية والنفسية  .. مابين المحاكمات والتهكم والاشواك واللطم والجلد وحمل الصليب ثم الصلب والطعن بالحربة  ... ويقف امام الناس كخاطئ ومرزول " احصى مع أثمة "   ما أشد رحلة آلام رب المجد ... الذى تألم لنستريح نحن .. واصبح الألم هبة وبركة ،  لذلك قال معلمنا بولس الرسول : " قد وهب لكم لأجل المسيح ، لا ان تؤمنوا به فقط  بل  ايضا  ان تتألموا لأجله " ( فى 1 : 29 ) حتى اصبح الألم هو طريق المجد : " نتألم معه لكى نتمجد ايضا معه " ( رو 8 : 17 ) .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع