لا يأتى ملكوت الله بمراقبة
سامية عياد
٤٨:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٨
29/3/2018
عرض/ سامية عياد
الكل يترجى الملكوت ويتوق إليه وحينما نصلى قائلين "ليأت ملكوتك .." لا نعلم متى يأتى هذا الملكوت ، لقد أجاب الرب يسوع الفريسيون حينما سألوه عن متى يأتى ملكوت الله؟ قائلا: "لا يأتى ملكوت الله بمراقبة ، ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك!" ..
نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "لا يأتى بمراقبة" وضح لنا حقيقة هامة من حقائق الملكوت وهى انتفاء عنصر المراقبة من الملكوت والمقصود بالمراقبة هنا هو ليس فقط مراقبة الزمان بل والمكان أيضا ، مؤكدا أن كل الخليقة تخضع لشرائع الزمن ولكنها لا تعيه ، الإنسان الراشد هو وحده الذى يعى الزمن ويدركه وقد تحدث الرسول بولس عن ألم الخضوع للزمان التى تشترك فيه كل الخليقة بما فيها الإنسان وألم الوعى به وهو يخص الإنسان الراشد وحده ، أننا نخضع للزمن بأنين منتظرين قيامة أجسادنا أن وعى الإنسان بالزمن هو الذى يوقعه فى القلق والملل وفقدان الرجاء واستعجال الأمور وهذا نجده فى الإنسان وحده الذى يعى الزمن أما باقى الخليقة التى لا تعى الزمن فهى تخضع لإيقاع الحياة دون محاولة استعجاله أو تبطيئه.
أن إيقاع الحياة والنمو هما جزء لا يتجزأ من نواميس الطبيعة أما الإنسان المتمرد على تلك النواميس فهو يرفض الخضوع لنواميس النمو وزمنه ، لقد أصبح استعجال الأمور سمة يتصف بها الإنسان اليوم الذى اعتمد فى كل شىء على التكنولوجيا الحديثة ، أما الرب يسوع يعلنها صراحة "لا يأتى ملكوت الله بمراقبة " أى لابد للإنسان أن يعود كالأطفال فى عدم اكتراثهم بالزمن ، فالطفل الصغير يعيش فى قلب الزمن ويخضع له ولكنه لا يعيه.
تمتع أيها الإنسان بملكوت الله الساكن داخلك ، عليك بالصبر والهدوء والرجاء ، لأن مكوت الله لا تأتى بمراقبة ..