يسرية لوزة أيقونة العمل التطوعى
مقالات مختارة | أحمد إبراهيم
الاربعاء ٤ ابريل ٢٠١٨
العمل الاجتماعى والتطوعى فى مصر ساهم فى إقامة العديد من المؤسسات العملاقة، لعل من أهمها جامعة القاهرة بدعم الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل، كما يعتبر الهلال الأحمر ومستشفى الدمرداش بالقاهرة والمواساة بالإسكندرية من أشهر الأعمال التطوعية فى مصر زمان، ولدينا حالياً بعض نماذج العمل التطوعى التى تعمل فى صمت ودون ضجيج وتقدم لبلدها خدمات جليلة ولا تتسول التبرعات من خلال إعلانات تُهين مصر وشعبها فى الداخل والخارج، كتبت سابقاً عن الوزيرة ليلى إسكندر، التى عادت إلى العمل الذى تعشقه فى خدمة الزبالين بعد تركها للوزارة وإلى اللقب المحبب إليها وهو «أم الزبالين».
فى السطور التالية نتحدث عن يسرية لوزة، أيقونة العمل التطوعى، التى تسخر حياتها لخدمة الفئات المهمشة والأكثر فقراً فى مصر، حيث قامت بتأسيس جمعية حماية البيئة ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
والهدف من المؤسستين هو تدريب الفتيات والنساء فى منطقة الزبالين بالقاهرة على عدة مهارات مهنية، واستكمال تعليمهن وتقديم الخدمات العلاجية، كما أنشأت مدرسة لتعليم أطفالهن ومستشفى بمنطقة الزبالين فى طرة وأيضاً تقديم علاج فيروس سى لنحو عشرين ألف مريض، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للشباب وتدريبهم على المبادرات وإنشاء المشروعات والحصول على قروض صغيرة وميسرة، كما ساهمت فى إنشاء مستشفى مجدى يعقوب للأطفال بأسوان، وهى أيضاً الراعى الرئيسى لمؤسسة «أنا المصرى» التى أنشأت أول مدرسة مجتمعية داخلية لتنشئة وتعليم الأطفال بلا مأوى.
يسرية لوزة ومن خلال مؤسسة ساويرس لتنمية المجتمع تتبرع بمائة ألف جنيه لكل مريض فقير يحتاج لزراعة كبد فى مركز جراحة الجهاز الهضمى بجامعة المنصورة، ونظراً لثقتها فى هذا المستشفى المتميز، وصل حجم تبرعاتها له خلال السنوات الماضية نحو 25 مليون جنيه، كما أنها تمتلك مطاعم يأكل فيها الفقراء مجاناً، وعظمة العمل الخيرى للسيدة لوزة أنه خالص لوجه الله والوطن وبعيد عن النفاق والرياء، ولا يفرق بين مسيحى ومسلم، فمركز المنصورة أجرى 580 عملية زراعة كبد كلهم مسلمون، ما عدا حالة واحدة فقط مسيحية، كذلك رواد مطاعمها من فقراء المسلمين والمسيحيين، كثيرون لا يعرفون أن يسرية لوزة أنجبت لمصر ثلاثة من أنجح وأشهر رجال الأعمال فى مصر والعالم «نجيب وناصف وسميح» ساويرس، وتقول عنهم إنها قامت بتربيتهم على حب الله والوطن والناس والاجتهاد فى العمل والصدق، وإن كانوا ناجحين فالفضل فى ذلك لله وحده.
يسرية لوزة وهبت حياتها للعمل التطوعى الذى يمنحها السعادة وراحة البال، وقد حصلت على جوائز عديدة تكريماً لجهودها على المستوى العالمى، منها «جائزة الريادة النسائية العالمية، وجائزة كلينتون العالمية للمبادرة»، كما تم اختيارها من بين القيادات النسائية العالمية الإحدى والعشرين للقرن الحالى، بالإضافة إلى قيام الجامعة الأمريكية بمنحها درجة الدكتوراه الفخرية فى الفلسفة، يسرية لوزة مثال للمرأة المصرية المكافحة عمود الأسرة، حيث ساندت زوجها عندما بدأ حياته من الصفر، وحينما تعرض للتأميم فى عهد عبدالناصر وللظلم فى عهد الإخوان، واجبنا كوسائل إعلام البحث عن مثل هذه النماذج المحترمة التى قدمت خدمات جليلة لبلدها وتقديمها كقدوة تحتذى لشبابنا، حتى تمنحهم طاقة أمل وتفاؤلاً فى مستقبل أفضل.
نقلا عن الوطن