الأقباط متحدون - صلاح الأسطورة
  • ١٠:٤٣
  • الثلاثاء , ٢٤ ابريل ٢٠١٨
English version

صلاح " الأسطورة "

د. نجيب جبرائيل

مساحة رأي

١٠: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٤ ابريل ٢٠١٨

محمد صلاح
محمد صلاح
" الدروس المستفادة "
القاهرة في   24 /4 / 2018  
     د. نجيب  جبرائيل 
                                                             
مصر لم تنم ليلة أمس الأول من الفرحة . العالم العربى وأفريقيا وكثيرا من بلدان العالم عمتهم الفرحة والبهجة محمد صلاح اللاعب المصرى متوجا بطلا للدورى الأنجليزى وأحسن لاعب فى إنجلترا محمد صلاح لاعب نادى ليفربول الأنجليزى شرف لكل مصرى ولكل عربى سفيرا فوق العادة لمصر. محمد صلاح فوق انه لاعب متميز وبارع وهداف فهو لاعب أيضا دمث الخلق أهم ما يتصف به تواضعة الجم فلم يزلزل الدنيا لانه فاز بأحسن لاعب فى الدورى الانجليزى وهذا من حقة وإنما بدا فرحا متواضعا مؤديا حين أعلن تتويجه لهذه الجائزة ويمكن لنا أن نتأمل ونأخذ الدروس المستفادة من تتويج محمد صلاح كبطل للدورى الانجليزى فى بلد مسيحى بل وأن رئيس الوزراء يحلف اليميين أمام ملكة بريطانيا والتى تعتبر هى رئيس الكنيسة الانجليكانية فى انجلترا . لم يقل الشعب الانجليزى كيف نتوج لاعبا مسلما فى بلد مسيحى ولما لا  نعطى الجائزة للاعب من أصل بريطانى أومسيحى الديانة أو أبيض اللون .
 
لا أبدا لم يكن تلك الحسابات وهذا التفكيرفى حساب الأنجليز لانجلترا ابدا وإنما ما يهمهم هو الكفاءة والقدوة والخبرة بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس أو الجنسية أو العرق هكذا تنجح تلك الدول ليس فى مجال الرياضة فحسب وإنما فى كل مجالات حتى رأينا ذات يوم بريطانيا العظمى التى قيل أنها لاتغيب عنها الشمس . ولكن بنظرة عكسية الى ما يحدث فى بلادنا فهل نطبق نحن ما يطبقة الانجليز هل مثلا طبق النادى الأهلى هذه المعايير عندما تقدم له العام الماضى الأطفال بيشوى وبيتر ورفضوا بسبب الديانة رغم ما شهد عنهم من الكفاءة والمهارة والبراعة .
 
هل يوجد فى الدورى المصرى الممتاز وخاصة فى أندية القمة لاعب واحد مسيحى أتحدى أخر لاعب مسيحى كان فى الأهلى منذ ثمانينات القرن الماضى أى ما يقارب أربعون عاما هو هانى رمزى وأخر لاعب فى الأسماعيلى منذ سبعينات القرن الماضى محسن عبد المسيح .
 
هل نضبت الخبرات المسيحية المصرية عن تقديم للملاعب لاعب مسيحى كفئ أم لان هناك أسباب أخرى كما هو فى بعض وظائف الدولة مثل رؤساء الجامعات ومديرى الأمن والمحافظين حيث تخلو هذه القوائم من أى مسيحى ولعلى أذكر واقعة مؤسفة  حدثت الشهر الماضى تدل على أننا مازلنا نفكر بالفكر الدينى المتعصب رغم أن الرياضة هى اللعبة الجميلة ولغة التقارب بين الشعوب يذكرنى هنا أن أحد المذيعيين المصريين وهو المذيع محمد القاياتى كان يعلق على مباراة المقاولون ولا أتذكر الفريق المقابل وحينما كانت الكرة مع لاعب أفريقى يدعى جابريل أنطلق المذيع محمد القاياتى ليقول ان جابريل يفضل بأن ينادية بأسم جبريل بعد إشهار أسلامة تعالوا يا مصريين أنظروا كيف نحن متأخرين لأننا متعصبين أو بالأحرى كثيرا منا متعصب.
 
 ليتنا نستفاد من هذه الدروس حينما يتوج محمد صلاح كأحسن لاعب فى الدورى الانجليزى دون النظر الى ديانتة كمسلم أو جنسيتة كمصرى وإنما كالاعب ممتاز ومهارة عالية وخلق رفيع وتواضع جم . 
 
اللهم أحفظ بلادنا مصر من كل تعصب مقيت وكرية
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع