الأقباط متحدون - قصة حياة لوحة
  • ١١:٥١
  • الجمعة , ٤ مايو ٢٠١٨
English version

قصة حياة لوحة

أوليفر

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الجمعة ٤ مايو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

Oliver كتبها
اللوحات الرائعة هي إبداع فنان رائع .كل مسيحي هو لوحة إلهية.فإذا تشوهت اللوحة يكف الفنان عن التجول وسط اللوحات الكثيرة و يبدأ العمل في تلك اللوحة التي تشوهت.يبدأ في تثبيت أطرافها فتئن القماشة الملوثة و تشتكى .يمسك مكشطة لكي يزيل تلك الزوائد التي لم يضعها بريشته.هو يعرف كيف يفعل ذلك و يزيل التشوهات.هو يعرف ماذا رسم و ماذا لم يرسم.هو يعرف خرافه أما الغريبة فلا تعرفه.لا يقسو علي قماش اللوحة .طالما تثبتت أطرافها بيد الرسام فلن تتمزق إذا ظل يخدش النتوءات الغريبة حتي تختفي.تثبيت المسامير مؤلم للوحة لكنه طريق الجمال و العودة إلي الصورة البهية.أما المكشطة فهي تزيل الشوائب و التلوث .بعدما تنتهي اللوحة تنظر إلي ما هو مكشوط ما كنت تحسب فقدانه خسارة فإذا هو ربح لأجل معرفة الجمال.تتأكد أنها كانت نفاية و المسيح الرسام الأعظم أنقذك منها.لكن الكشط يتعب اللوحة.قد تتهرأ اللوحة و لا تحتمل أية تحسينات فماذا يفعل الرسام الأعظم؟ يأتي بمواد إضافية من عنده و يعيد صقل القماشة من اسفلها.يأتى بنفس المواد الأصلية.فيرمم ما تصدع.هذه هي الوسائط الروحية..تتقوى القماشة و تتشدد.هذه هي النعمة التي بها يقل الضعيف بطل أنا. ثم يأخذ الفنان ريشته التي هي إنجيله المحيي.ريشته الخشبية كالصليب التي بها أعاد اللوحة إلي مجدها الأول.يعيد صبغ الألوان و هذه هي ثمار التوبة الصبغة الثانية لأن المعمودية هي الصبغة الأولي الروح القدس يقودك إلي الصبغتين.

وقتها لا يكف الفنان عن الرسم.بل و قد يكون إلتصاق اللوحة بيد الفنان  فرصة ليضيف رتوشاً من ملامحه مما لم يكن في اللوحة من قبل.هذه هي المواهب التي يمنحها الرب أثناء الألم مثل الدموع و إنكسار القلب و توقع الأفضل بالرجاء.لا يمكن أن الفنان يمزق لوحة أو يركلها بعيداً لأن كل لوحة تمثل جزءا من حياته قضي وقتا من عمره معها .لا يمكن أن الفنان يهين لوحته حتي لو صارت مشوهة.لا يمزق و لا يرفض قصبة مرضوضة و لا يحتقر فتيلة مدخنة.لا يمسك بالريشة و يشوه اللوحة هنا و هناك فهو كلي الجمال بل من القبح يخلق جمالاً و من الجافي حلاوة.يظل يبدع و يبدع و لا يشتكي من إنحناءة الظهر من أجل اللوحة .
يفك اللوحة من  المسامير التي تشدها و تثبتها.لقد إنتهي التصحيح.يرفع اللوحة من الألم إلي العجب. توقف زمن الأنين لأن اللوحة دخلت في زمن الإبداع و الروعة و الجمال. يقف الفنان يمسك لوحته بيديه بقلبه بلسانه بروحه .يقلبها و يتأملها هنا و هناك فإذ هي في عينيه كاملة .يتركها في الشمس لتجف .فتجف دموع الألم.مع أن الشمس قد لوحت اللوحة.أنا لوحة مشوهة تفاضلت عليها نعمة الله لكي تكون شهادة لبراعته في صناعته الفريدة.مع أنني لست سوي قماشة مهترئة.
ينقل اللوحة من الألم

هكذا . بعد أن تصبح اللوحة كما يحب الفنان .يحملها فتنتقل إلي عالم آخر  و تصير مع بقية اللوحات المكتملة ذاك افضل جداً

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد