مصر وفنلندة دي مقارنة مهينة
د. مينا ملاك عازر
٣٦:
٠٩
ص +02:00 EET
الاثنين ٧ مايو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
حينما تقدم السيد الدكتور طارق شوقي بمقترحه لتنفيذ أسلوب جديد تعليمي لتعليم أطفال مستقبل مصر، ثار الكثيرون لأنه في نظرهم يعرب التعليم، وأما هو فيرى أنه يحافظ على الهوية.
وحينها وليلقنوه درس هادئ قارنوا بينه وبين فنلندة، وبالطبع الرجل ليس له ذنب في هذ مطلقاً، إذ لم يكن له دور في أن يصل بتعليمنا لما وصل إليه، ولا باقتصادنا لما وصل إليه، حتى يكون تمويل تعليمنا بهذا المستوى المذري، ودعوني أرصد لسيادتكم شيء من الإهانة حين قارنونا بفنلندة، نصيب التعليم في ميزانية فنلندة اثنتا عشر وثلاثة من عشرة مليار دولار، أي قرابة مئتين وخمسين مليار جنيه مصري، نصيب الفرد الذي يتلقى تعليمه في فنلندة قرابة الست وثلاثين ألف دولار، يعني مئة ضعف نصيب الفرد في مصر، هل رأيتم كم الإهانة التي تهانها بلادنا بسبب تردي اقتصادنا وفشل القائمين عليه، وعدم قدرةالمخططين ليقيلوه من عثرته عشان تدرك حضرتك عمق الفجوة أكثر، يمكنني القول بقول واحد، أن الفرد المصري يحتاج لأن يكون نصيبه ست وثلاثين ألف دولار ليتساوى مع نظيره الفنلندي صاحب أجود جودة تعليم، وهذا يعني أن ميزانية التعليم تحتاج لأن تكون قرابة التريليون دولار، وهذا راجع لعظم الفجوة بين عددي سكان البلدين، ناهيك عن الفجوة الاقتصادية المرصودة بالفعل، فيكفي لحضرتك أن تعلم أن ميزانية نوكيا وهي واحدة من الشركات الفنلندية يكفي لأن يقارن بميزانية مصر، وتكون المقارنة قريبة للإهانة أيضاً فيهذه المرة، فنوكيا غير مديونة بهذه الديون الهائلة والتي تتزايد باستدانة كل وزارة على حدى،ناهيك عن كونها شركةونحن دولة، وهذا إذا ما غضينا البصر عن تعاظم أرقام الاحتياطي النقدي المصري التي لا نرى لها أي تأثير إلا على الورق فقط!
نعود للتعليم المصري، ورغبة الوزير في حبس من يتظاهر ضد الدولة، والسؤال هنا، اعتبار حضرتك نفسك الدولة، واعتبار من يتظاهر معارضلما تقترحه؟ تظاهر ضد الدولة ويجب حبسه! شفته في انهي تعليم سيادة الوزير؟ بصراحة كان عندي أمل فيك وفي نظامك وفكرك، وكنت بفكر أتابعما تقدمه لأقيم سيادتك ونظامك، لكن ما أن قلت هذا أنه يجب حبس المتظاهرين ضد الدولة، أدركت أننا في سبيل إنتاج نظام تعليمي أكثر قمعاً، فلو هذا الذي تعلمته حضرتك من الانظمة التعليمية التي درستها ودرستها لأبنائك خارج مصر، فالمصيبة أعظم، ولا داعي لأن أقارنك بفنلندة ولا بأي دولة متقدمة تعليمياً حيث يتظاهر أهلها ضد الوزير ويستقيل الوزير لأنه لا يرضي الشعب، ويحاسب رئيس الحكومة حساباً عسيراً ولا يحبس أحد لأنه اعترض وعارض الدولة أو عارض نظراء جنابك من الوزراء الناجحين فعلاً.
المختصر المفيد حسبي الله نعمالوكيل في من يقمع شعب مصر ومستقبل مصر ويستعبدعقول مستقبل مصر.