الأقباط متحدون - اليوبيل الذهبى لظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون
  • ٠١:٠٨
  • السبت , ١٩ مايو ٢٠١٨
English version

اليوبيل الذهبى لظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٤٠: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٩ مايو ٢٠١٨

اليوبيل الذهبى لظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون
اليوبيل الذهبى لظهور السيدة العذراء في كنيستها بالزيتون
القمص اثناسيوس فهمي جورج
 
العذراء مريم ليست غريبة عن أرض مصر ، فقد أتت اليها وهى تحمل ابنها الطفل الالهى له المجد . الذي يقبل شفاعتها عنا كل حين ، كما فى قانا الجليل ؛ وشفاعتها الان ايضا وكل اوان والي دهر الدهور كلها .
 
لذلك ظهور امنا العذراء على قباب كنيسة الزيتون كان اعجوبة شهد لها مصريين واجانب ، ورصدها وكتب عنها علماء وشهود عيان . هذا وقد اشادت بها هيئات عالمية ومحلية ؛ ومحطات تليفزيونية وصحف خارجية ؛ معبرة عن شعوب ولغات وطوائف من الذين رؤها رؤى العيان والبيان . بعد الرصد والبحث والفحص . 
 
فقد صاحب ظهورها المتكرر معجزات شفاء وبركات وعلامات وبراهين لا تقاوم ، اكدت حقيقة ظهوراتها النورانية ، والتى هى رسالة بركة وتعزية وتثبيت لإيمان اقباط مصر الذين خصهم الكتاب المقدس بنبوات البركة وبمذبح الرب الذى عند تخومها ؛ تلك الكنيسة الرسولية التي كرز لها عمودها الانجيلي مرقس بطريركها الاول ومبدد الاوثان ؛ ووضع هيرارخيتها وقداسها وتقليدها التليد . الذي اثمر عقيدة قويمة واول مدرسة لاهوت في العالم المسيحي ؛ ومهدا للرهبنة النسكية ؛ ومجدا لشهادة الدم والسيرة بالعمل والقول . وتاريخا عريقا للبابوات العظام ؛ وخوارس القديسين والعباد ولباس الصليب .
 
لذا جاءت هذه الظهورات امتدادا لعمل نعمة الله فى كنيسته بالبلد التى استضافته طفلاً رضيعاً لاجئاً اليها من وجه الذين ارادوا ان يقتلوه ؛ حيث سار علي ارضها طولا وعرضا ؛ وبارك شعبها ؛ واسس بها ذخيرة البركة الالهية شجرة متجذرة في تربة الزمان ومنارة استقامة لاتباري .
 
و هذا التجلى المعزى تبرهن بالدليل والمشاهدة والتكرار؛ فقد صاحبه ايضا اعمال المعجزات والآيات والعجائب . الامر الذي ليس مستغرباً على ام الضابط الكل والدة الاله المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجلها . شفيعة امينة عند ابنها الحبيب مخلصنا ومخلص كل احد . 
 
لقد رآها اناس من مذاهب واديان وجنسيات عديدة ؛ اكدوا بكل يقين رؤية الاعداد الغفيرة لها ، وهم الذين وصفوا ظهوراتها بشهاداتهم الجماعية المصاحبة لاعمال الشفاء الباهرة . مقدمين الشكر والانسحاق للعزة الالهية ، بعد ان عاينوها مرات ومرات متفاوتة بمشاهد متنوعة ولمدد زمنية طويلة ؛ في تجليات متتالية .صارت لشعبنا القبطي بركة وعزاءا وثباتا ؛ وقد اعلن حقيقة ظهورها مجمع كنيستنا المقدس برئاسة البابا القديس كيرلس السادس بطريرك ذاك الزمان .

وجاء من بعده البابا العلامة المتنيح انبا شنودة الثالث فبني كاتدرائية جبارة سميت بالظهور ؛ في نفس بقعة التجلي بطومان باي بالزيتون .. واليوم تحتفل امنا البيعة المقدسة في حبرية البابا تواضروس الثاني باليوبيل الخمسيني لذكري هذا الحدث المهيب .اننا ياسيدنا الرب لسنا اهلا لهذه البركات لكنك ميزت كنيستنا بغني حضورك في وسط محبي اسمك القدوس ؛ لتكون موضع راحتك وقبة شهادتك ؛ كنيسة الفيلوكاليا ومحبة الجمال والصلاح الحاملة وديعة الكرازة الرسولية ؛ ومشعل التقديس الي يوم ظهورك الاتي من السموات .