الأقباط متحدون | كلام الليل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٢٧ | الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ | ٧ بؤونة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٢٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كلام الليل

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
قال رجال النظام السابق، قبل ما ينتقلوا بحكومتهم غير كاملة لسجن "طرة"، إن "مصر ليست تونس"، فطلعت "مصر" أحسن من "تونس"، أسرع منها في إسقاط النظام، فكانوا كاذبين في أعين أنفسهم. لكن صدقهم الوحيد أن "تونس" تتجه في هدوء نحو الأفضل، أما نحن فتعاركنا بعد النجاح الأروع، وكل واحد فينا صاحب فكر يصطدم بالآخرين، وصرنا لا نسمع بعض. قلت في مقالي السابق، إن منْ قالوا "نعم" روحهم رياضية لأنه لم ينفذ نعمهم، فيقول الأخ "مصطفى علي" في تعليقه عليَّ: "ليه بتتهم الشعب بإنه غبي ومش بيفهم؟"، مع إني لم أقل هذا مطلقًا، وعمري ما أقول كده.


وزمان أيام النظام السابق، كنا في البرامج الحوارية نقعد ندح ونقول كلام ونعترض بالليل، ويطلع علينا النهار تعمل الحكومة عكسه، وكأن "كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح"! والآن الناس تتكلم في البرامج زي ما تتكلم، والصبح يحصل ما لا يطلبه الناس، وده طبعًا مش كلام الليل لأنه ببساطة كلام الناس- على رأي أخونا المطرب "جورج وسوف"- لا بيأدم ولا بيأخر، زي الساعة السويسري. والمشكلة في الأصل ليست كلام الناس لكن المشكلة في العمل بكلام الناس. ونعرف أن الأقلية قالت لا، والأغلبية قالت نعم، فلا عملوا بنعم الأغلبية ولا بلا الأقلية، إذ عملوا إعلان دستوري. وصاحبي المتفائل يقول لي بل عملوا بكلام الأقلية، ورفضوا الدستور القديم، وعملوا إعلان دستوري، يعني الأقلية هي إللي بتحكم.


ومساهمة منهم في زيادة جرعات الكلام بالهواء والفراغ المصري، أقاموا الحوار الوطني، والوفاق الوطني، والناس عمالة تتكلم، منه تمرين كويس للبُق يتحرك كده ويبقى حلو، وتمرين للناس إنها تفتكر على طول إنه فيه ثورة، والثورة ليست بأن نتكلم وإنما بأن نسمع بعضنا البعض، ونعطي لأنفسنا الفرصة أن نقتنع ولا نتقبل فقط رأي الآخر. من قال أن الديمقراطية لا تقبل رأي الآخر؟ إن سمو الديمقراطية في استعدادنا أن نقتنع به، ونعترف أن رأينا خطأ.


وأنا أعترف إني كنت مخطئ، احترفت مهنة الكتابة وأهملت لعبة كرة القدم، فالأخيرة تدر مال أكثر من الأولى، والأخيرة تشهرك أكثر من الأولى، وفي الوقت التي تجعلك الكرة مرشّح لتدريب منتخب مصر تجعلك الكتابة مرشحًا للاستبعاد من "مصر" فور وصول من هاجمتهم للسلطة، وأنا أهاجم الإخوان والسلفيين وهما الفصيلين الوحيدين اللذان كونا حزبًا منذ بداية الثورة، وغالبًا أنهما الأقرب للحكم، يبقى أنا رايح على فين؟ تفتكروا الجاي أحسن ولا أرجع أركز في الكرة؟

عزيز القارئ، ها نحن قد اقتربنا من نهاية المقالة، فأرجوك ترن لي أول ما توصل للنهاية وما تتكلمشي، وسيب الأقلية يحكموا في بلد أغلبيتها بيفهم.

المختصر المفيد، خير من الكلام الاستماع، فهو يهدئ ثورة من أمامك ويزيدك علمًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :