الأقباط متحدون - العاشقون أمة واحدة
  • ٠٦:١١
  • الجمعة , ٢٥ مايو ٢٠١٨
English version

العاشقون أمة واحدة

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٥٣: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٢٥ مايو ٢٠١٨

سحر الجعارة
سحر الجعارة

لم تكن أميرة القلوب «ديانا سبنسر» أول من تمرد، بعد طلاقها من الأمير «تشارلز»، الوريث الظاهرى للملكة «إليزابيث» الثانية، على تقاليد العائلة الملكية فى إنجلترا.. فقد قررت أن تثأر لكرامتها من خيانة زوجها وعلاقته بـ «كاميلا باركر»، التى تزوجها فيما بعد.. حتى ماتت فى «حادث عشق» مع المصرى «دودى الفايد».

فقد سبقتها مسز «سامبسون»، التى تنازل الملك «إدوارد الثامن» ملك الإمبراطورية البريطانية، عن العرش ليتزوجها عام 1936.. فمسز «سامبسون» كما وصفها الكاتب الكبير «مصطفى صادق الرافعى» كانت جميلة بنصف جمال: «لكنها المعشوقة، وكل معشوقة عذراء لحبيبها لو تزوجت مرتين».. لكن الأسرة الملكية حرمتها من لقب «صاحبة السمو الملكى» وقاطعتهما.

ويبدو أن العائلة المالكة فى إنجلترا قررت الإذعان لشروط الحب، فجاء الأمير «هارى» حفيد الملكة «إليزابيث»، بالممثلة الأمريكية «ميغان ماركل»، ليصبحا أحدث زوجين فى العائلة الملكية البريطانية.. و«ميغان»- أيضا- امرأة مطلقة، ووالدتها أمريكية من أصلٍ أفريقى، ويبدو أن «هارى» يسير على خطى والدته «ديانا»، فقد حطم التقاليد مما قد يُلزم العائلة المالكة بالتفاعل مع المجتمع المتعدد الثقافات!.

أما «ميغان» المدافعة عن حقوق المرأة، فإما أن تجدد دماء العائلة الملكية البريطانية أو يكون مصيرها مثل «أميرة القلوب»!.

فى حفل الزفاف الملكى للأمير «هارى وميغان» ألقى الأسقف «ميخائيل كورى»، رئيس الكنيسة الأسقفية الأمريكية كلمة قال فيها: «توجد قوة، قوة فى الحب».

العالم الذى تابع تفاصيل الزفاف الملكى لم ينتبه لضيف «مصرى» هام شارك فى الحفل، فلأول مره يشارك قيادى كنسى أرثوذكسى فى مراسم زفاف بروتستانتى ملكى.

إنه الأنبا «أنجيلوس»، أسقف الكنيسة المصرية الأرثوذكسية لإبراشية لندن، الذى شارك فى صلاة الإكليل فى كنيسة «سان جورج» الإنجيليكانية فى ويندسور، وأدى بعض الطقوس.

والأنبا «أنجيلوس» سبق أن منحته ملكة بريطانيا عام 2015 وساماً رفيعاً لدوره فى تعزيز الحرية الدينية.. وحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط، نظير جهوده فى خدمة الحريات الدينية فى العالم.

إنه انتصار لـ «ثقافة المحبة» التى تنسف أى عنصرية مقيته.. فما بين الحب والمحبة خيط رفيع: الحب يكون بين طرفين.. أما المحبة فتحتضن العالم.. لتنشر فيه الخير والفضيلة والجمال.

وهذا ما يدركه كل من يتبع قول مولانا «جلال الدين الرومى»: «دين الحب منفصل عن كل أشكال الديانات.. العاشقون أمة واحدة ودين واحد وهذا هو الله».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع